Menu

الاحتجاجات .. وسيلة أهالي العيسوية ضد مشاريع الاستيطان

قــاوم-قسم المتابعة/منذ الاحتلال الصهيوني للشطر الشرقي لمدينة القدس المحتلة عام 1967م، تتعرض قرية العيساوية شمال شرقي المدينة، لمشاريع استيطانية ممنهجة وضخمة، جعلها أسيرة وسط 4 مستوطنات أقيمت على أجزاء من أراضيها.

وقال المختص في شؤون الاستيطان، هاني العيساوي: "منذ بدايات الاحتلال كان لديه خطة واضحة باتجاه مدينة القدس عامة، فبدأت إجراءات المصادرة مباشرة بعد تثبيت الاحتلال عام 1967، وكانت العيساوية من أوائل القرى التي صادر الاحتلال أراضيها".

وأشار العيساوي إلى أن الاحتلال صادر 3 آلاف دونم أراضي قرية العيساوية لصالح إقامة أول مستوطنة على أراضيها تعرف اليوم باسم "التله الفرنسية"، فكان ذلك في شهر نيسان/ أبريل من العام 1968م.

وذكر العيساوي أن المصادرة الثانية لأراضي قرية العيساوية، تمت عام 1971م؛ بهدف بناء ما يسمى مستوطنة "ميشور ادوميم" والتي تعتبر اليوم المنطقة الصناعية لأكبر مستوطنة في القدس المحتلة "معاليه ادوميم"، لافتا إلى أن ألفي دونم صودرت لأجل هذا المشروع من أراضي القرية.

وأضاف: "في عام 1975 صادر الاحتلال المزيد من أراضي القرية المحاذية لمستوطنة (معاليه ادوميم) إلى أن وصلنا إلى الخطة الكبرى المعروفة باسم E1 وهو توسيع للمستوطنة السابقة لتشمل جميع الأراضي المحاذية لها من جهة الجنوب والغرب والشمال بحزام استيطاني". مشيرا إلى أن الجهة الشمالية للقرية تحتلها "مستوطنة بيسجات".

ولفت إلى أن ما صادره الاحتلال بين بلدة الطور وقرية العيساوية وصل لـ 730 دونما، 420 منها تعود لقرية العيساوية.

من جهته، أوضح مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس، خليل التفكجي، أن مخطط E1 الاستيطاني والذي يهدف الى توسعة مستوطنة "معاليه ادوميم" بمثابة واحد من المخططات الإسرائيلية التي تستهدف أراضي قرية العيساوية.

وذكر التفكجي أن مخططات الحدائق التوراتية والملاعب الرياضية في مستوطنة التلة الفرنسية هو وسيلة أخرى بدأ بها الاحتلال منذ عدة سنوات لتقطيع أراضي قرية العيساوية.

وأشار إلى أن الاحتلال صادق قبل عامين على مشروع لبناء مكب نفايات خاص بمستوطنة "التلة الفرنسية"، وبدأ فعليا بالعمل عليه مستهدفا بذلك أكثر من (400) دونم من أملاك أهالي قرية العيساوية، في الوقت الذي يلتهم مخطط E1 ما يزيد عن 660 دونما من أراضي القرية.

ولا يكتفي الاحتلال بمصادرة الأراضي الشرقية للقرية لصالح مشروع E1 أو مشروع الحدائق ومكب النفايات في الأراضي الغربية لتوسعة "التلة الفرنسية"، بل يلتف الاستيطان الى المنطقة الجنوبية للقرية من خلال ربطها بحدائق تلمودية مع بلدة الطور.

ووفقا للعيساوي والتفكجي، فإن الحدائق التلمودية التي يقيمها الاحتلال بين بلدتي الطور والعيساوية تهدف بشكل أساسي لعزل المناطق الفلسطينية وزيادة تقسيم مدينة القدس، وربط المستوطنات بعضها البعض.

وفي الوقت الذي يلتهم الاحتلال أراضي قرية العيساوية من جميع الجهات، حاولت مؤسسات قرية العيساوية وأهلها بشتي الوسائل؛ لوقف مصادرة أراضيهم فكانت أحد أهم سُبل الحماية هي الاحتجاجات التي يقوم بها الأهالي بين الفينة والأخرى، وفقا لعضو لجنة المتابعة في القرية محمد أبو الحمص.

وقال أبو الحمص"يحاول أهالي قرية العيساوية مجابهة مخرز الاحتلال بكل قوتهم (..) فالوقفات المستمرة على مداخل القرية واغلاق الطرق على المستوطنات الملتهمة للقرية كانت أحد أهم السبل التي يتبعها الأهالي مع الاحتلال خاصة في ظل الصمت على كافة المستويات لما يحصل في القرية".

وأضاف أبو الحمص أن عشرات الشبان في العيساوية استشهدوا فيما يقبع المئات منهم في سجون الاحتلال إثر المواجهة المستمرة مع الاحتلال؛ دفاعا عن اراضي القرية.

وناشد لضرورة نظر المستوى الرسمي الفلسطيني والدولي بجدية إلى قرية العيساوية التي قضم الاستيطان ما يقارب 70% من أراضيها، ولم يكتفِ بل ينفذ فيها بين الحين والآخر حملات هدم للمنازل والمنشآت التجارية وحملات ضرائبية وجبايات.