Menu
تقرير: شبح الطرد يلاحق فلسطينيات تزوجن من فلسطنيي الـ 48

تقرير: شبح الطرد يلاحق فلسطينيات تزوجن من فلسطنيي الـ 48

قــــــاوم- قسم المتابعة : عندما تزوجت سناء المولودة بالخليل قبل 13 عاماَ من الشاب المقدسي محمد، لم تكن تتوقع أن تقع ضحية قانون صهيوني يمنع لم شمل شمل عائلتها، وأنها ستضطر للعيش مع عائلتها بشكل سري خشية أن تكتشفها سلطات الاحتلال. فمنذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 توقفت سلطات الاحتلال عن منح لم الشمل لفسطنيي الأراضي المحتلة عام 1948 من الذين يتزوجون بفتيات من الضفة الغربية أو بعض الدول. معناة متفاقمة تقول سناء (31 عاماً): أنا من مدينة الخليل، وارتبطت عام 1998 بزوجي المقدسي، لكن الاحتلال رفض منحي حق الإقامة أو لم شمل العائلات، ومنذ ست سنوات صدر بحقي أمر طرد من مدينة القدس، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش مع زوجي وأولادي بشكل غير قانوني في المدينة.  وتضيف سناء: "في البداية كنت أحصل على اقامات مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر، وأجددها باستمرار، وفجأة رفضت داخلية الاحتلال طلبي دون ابداء الأسباب، ثم وصلني أمر طرد من مدينة القدس". وتابعت: "غادرت مدينة القدس لفترة وجيزة، لكني عدت بعدها خفية للعيش مع أولادي – أكبرهم عمرها 12 عاماً - وزوجي، الذين حصلوا على هويات وإقامة". ووصفت سناء حياتها بأنها مليئة بالتوتر والرعب، وقالت: "أنا بالكاد أغادر بيتي، ولا أخرج إلا لعيادة الطبيب أو لاجتماع في مدراس أولادي، وعندما أمر بالقرب من منطقة فيها شرطة أو جنود أشعر بالخوف والاضطراب، كما أخاف أن تداهم الشرطة الحي لأي سبب ويجدوني في المنزل ويعتقلوني ويطردوني ويبعدوني عن أولادي". وتحدثت سناء عن مرض والدتها ثم وفاتها دون أن تكون بجوارها، وقالت: "لم أذهب لزيارتها وهي مريضة بسرطان الكبد، خوفاً من أن أبقى عالقة هناك". وتابعت بحرقة: "تزوج إخوتي ولم أحضر حفلات زفافهم، ومرض والدي قبل نحو شهر ولم أذهب لزيارته في المستشفى، إلى أن توفي قبل أسبوع، فذهبت لوداعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.. لقد  كان الأمر مؤلماً جداً بالنسبة لي". وقالت سناء: "عدت من الخليل قبل يومين وتسللت إلى مدينة القدس، أحضرنا سائق سيارة من طرق طويلة وملتوية، ذقت فيها الأمرين.. كنت أعيش حزني على وفاة والدي، ورعبي من أن يطلق الجنود النار علينا.. وكان السائق يطلب مني قراءة القرآن طوال الطريق". حياة "تهريب" أما هدى (33 عاماً) وهي من قضاء مدينة بيت لحم، وتعيش نفس حالة سناء، فقالت: "تزوجت في مدينة القدس قبل 16 عاماً، وكنت أحصل على تصاريح إقامة سنوية". وتضيف: اعتقل زوجي وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بسجون الاحتلال، وتوقفت التصاريح، وأصدروا بحقي أمر طرد.. ولم استطع زيارة زوجي في السجن إلا بعد عامين ونصف ولمرة واحدة. وتحدثت هدى عن معاناتها في طرق "التهريب" التي تسلكها لكي تعود من بيت لحم إلى زوجها وأبنائها بالقدس قائلة: في إحدى المرات كنا مجموعة نساء نسير في الجبال وعندما وصلنا طريق "دير مار سابا" قضاء بيت لحم، داهمتنا دوريات لجيش الاحتلال وأجبرونا على العودة إلى بيت لحم، وأثناء سيرنا كانوا يستهزئون بنا ويقولون "هر..هر كأننا أغنام". وأضافت: "أنا لا أزور أهلي إلا في حالة المرض الشديد أو الوفاة؛ لأني أعرف ما سأواجه بطريقي إليهم.. نحن نعيش مأساة حقيقية فأهلنا على بعد 20 دقيقة بالسيارة لكنا لا نستطيع زيارتهم، فنعيش حالة عزلة لا أخت أو أخ يستطيع زيارتنا، لا في الأفراح وحتى الأتراح.. وننتظر الفرج من الله". سياسة مقصودة حسن جبارين، مدير مؤسسة "عدالة" التي تدافع عن الحقوق القانونية للفلسطينين في الأراضي المحتلة عام 1948 أكـد أن سلطات الاحتلال سنت قانوناً رسمياً عام 2003 يمنع فلسطنيي الـ 48 من ممارسة حياتهم العائلية إذا تزوجوا من فلسطينيات من الضفة المحتلة أو من العراق وسورية ولبنان وإيران. مؤكداً أن "الوضع الآن أسوأ من السابق، ولقد تقدمنا بالتماس إلى محكمة العدل العليا منذ سنوات ولم يصدر أي قرار حتى الآن". أما منظمة "بتسيلم" العاملة في الكيان الصهيوني فقد أكـدت أن دافع سلطات الاحتلال من رفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في توحيد عائلاتهم في الأراضي المحتلة ينبع من اعتبارات سياسية تهدف إلى تغيير البنية الديموغرافية في الكيان.