Menu

"غوش عتصيون" مثلث رعب يلاحق جنود العدو

يشكل مفترق غوش عتصيون جنوب بيت لحم منبعاُ للعمليات الفردية والنوعية التي تنوعت ما بين الدهس والطعن وإطلاق النار، على جنود العدو ومستوطنيه، خلال انتفاضة القدس والتي أدت إلى مقتل عدد من الجنود والمستوطنين، لكونه قريباً من تجمع استيطاني، يربط عدداً  كبيراً من المناطق بعضها ببعض ويحظى بتواجد كبير من جنود العدو والمستوطنين.

ومفترق "عتصيون" العسكري، يربط تجمعًا استيطانيًّا ضخمًا وكبيرًا ومتصاعدًا، وامتدادًا لما يسمى "القدس الكبرى"، وصودرت أراضيه وينابيعه وأشجاره، لصالح توسعة مستوطنات كبيرة عدا 22 مستوطنة؛ تمتد مساحتها من مستوطنة "معاليه ادوميم" شرقا حتى قرية الولجة غربا، ومن حاجز قلنديا حتى مستوطنة "عتصيون" جنوبا.

ويستخدم "الإسرائيليون" المفترق للتنقل بين القدس وغوش عتصيون، بينما يستخدمه الفلسطينيون من سكان بيت لحم وبيت ساحور وحلحول وترقوميا والخليل والقرى التي حولها، للتنقل منه إلى باقي المدن .

ومنذ اندلاع انتفاضة القدس بداية شهر أكتوبر الماضي نفذت العديد من العمليات النوعية على هذا المفترق والتي أدت في مجملها إلى مقتل إسرائيليين وإصابة أكثر من عشرة بجروح مختلفة، في الوقت الذي استشهد أربعة فلسطينيين .

وعلى الرغم من دفع العدو الصهيوني بمئات الجنود لمفترق غوش عتصيون، إلا أن الشباب منفذي العمليات، نجحوا باختراق صفوف الجنود وتنفيذ عمليات طعن ودهس واطلاق نار.

وكان وزير الزراعة "الإسرائيلي" أوري اريئيل، دعا السبت الماضي" إلى حظر تنقل الفلسطينيين من الطرق القريبة للمجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" وخاصةً المفترق الرئيسي للمنطقة.

 وقال اريئيل في تصريحات لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" إن مثل هذه الخطوة من الممكن أن تمنع مزيدا من الهجمات "الإرهابية"على حد وصفه، زاعما "أن هدفها ليس العقاب، بل للحفاظ على حياة الإسرائيليين ".

مفترق موت

واستبعد المحلل السياسي خالد العمايرة، تنفيذ الاحتلال لمطالب الوزير الإسرائيلي القاضي بحظر تنقل الفلسطينيين ومنعهم من المرور على مفترق غوش عتصيون؛ لكونه يربط مناطق عدة من ضمنها الخليل التي تمثل ثلث الضفة ويسكنها حوالي مليون نسمة يتنقلون عبره إلى كافة المدن.

وأوضح العمايرة أن المفترق بات يشكل هاجس خوف لدى "الإسرائيليين" بعد أن أصبح نقطة بؤرة للعمليات الفدائية لكونه يربط بين تجمعات استيطانية ضخمة،ويتواجد عليها اعداد كبيرة من الجنود والمستوطنين، لافتا الى أن وسائل الإعلام العبرية أطلقت على المفترق "حاجز الموت"، لكثرة العمليات الفدائية التي نفذت عليه، على الرغم من وضع سياج امني حوله.

وبين أن المستوطنين أصبحوا يشعرون باليأس وعدم الأمان عند المرور بالحاجز بالرغم من دفع الجيش الإسرائيلي بمئات الجنود وأفراد الشرطة "الإسرائيلية" لحماية المفترق ومتستوطنات غوش عتصيون، وهو ما بدا واضحاً بعد مطالبة المستوطنين الحكومة الصهيونية بأن تفصل مرور الفلسطينيين عن المستوطنين في تلك المنطقة.

واعتبر العمايرة، أن القرار الصهيوني بحظر تنقل الفلسطينيين ومنعهم من المرور بالمفترق، مجرد تهديد للفلسطينيين لردعهم ومحاولة للسيطرة على العمليات الفدائية, وهو ما يعكس مدى فشل الاحتلال وارتباكه وفشلة الذريع للقضاء على الانتفاضة، التي دخلت شهرها الثالث، دون أن تهدأ وتنطفئ شراراتها، إلى جانب فشله في وضع حلول لحماية المستوطنين.

وبين العمايرة أن على العدو أن يعالج الأسباب التي أدت إلى اندلاع نيران الانتفاضة بدل التلويح بقرارات بين الفينة والأخرى, التي ستزيد من غضب الفلسطينيين وتترجم بعمليات طعن ودهس وإطلاق نار وغيرها من العمليات النوعية.

وينسب لوحدة (شمشون) الصهيونية، التي تتواجد على مفترق "عتصيون" العسكري، والتي هي من أسوأ الوحدات العسكرية التابعة للاحتلال؛  اطلاق النار المباشر على العديد من الشباب  الامر الذي أدى لاستشهاد : عز الدين أبو شخيدم، وشادي دويك ،حمزة وموسى العملة، وعصام ثوابتة ، والشاب اسامة ابو جندية دون أن يرفّ لجنودها جفن.

وكشفت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الصهيوني والفلسطيني، أن حاجز أو مفرق غوش عتصيون يتصدر أسوأ حواجز الضفة الغربية التي جرى فيها إعدامات ميدانية عديدة وبدم بارد.

في بداية الشهر الماضي، تغنت وسائل الإعلام العبرية باحد جنود لواء المشاة (كفير) الذي تمكن من قتل 3 فلسطينيين خلال فترة قصيرة على المفترق حيث وصفته الصحافة الصهيونية بـ"الجندي البطل".