Menu
الشائعات

حرب الشائعات.. محاولات لكسر الثقة بالمقاومة

قـــاوم _ قسم المتابعة / منذ أن بدأت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وضعَ أسس معادلات توازن الردع مع العدو الصهيوني وهي تواجه حملة تشويه وشائعات مستمرة لا تتوقف حتى بتوقف الحرب العسكرية؛ بل تتزايد في أوقات التهدئة والهدوء.

ويستهدف الاحتلال الصهيوني وأعوانه تماسك الجبهة الداخلية للمجتمع الفلسطيني؛ محاولًا إرباك التلاحم الوطني وتشظية الالتفاف الكبير حول مشروع المقاومة ومحاربة العدو الصهيوني.

ويتفق محللون ومراقبون أنّ حرب الشائعات هي أبرز ما يستخدمه العدو الصهيوني ومن يدور في فلكه من الأنظمة العربية ممثلة بماكيناتها الإعلامية؛ حيث يعمل على فبركة واختلاق الأكاذيب حول المقاومة ورجالاتها وقيادتها لقطع حبل الثقة بينها وبين المواطنين الفلسطينيين.

ويؤكّد المحللون -في أحاديث منفصلة أن حرب الشائعات لا تتوقف ضد قطاع غزة عمومًا والمقاومة الفلسطينية خصوصًا، وتضاعفت هذه الحرب مع الحروب العسكرية التي تستهدف قوات الاحتلال بها قطاع غزة بهدف إضعاف حالة التلاحم بين المواطنين والمقاومة.

ويركز العدو الصهيوني ومنابره، وخاصة العربية منها، في شائعاته على نشر الأكاذيب والافتراءات التي تدّعي ضعف المقاومة، وتشوّه النجاحات، وتقلب الحقائق، وتعرض الصورة مجتزأة باستمرار، أو تحللها بما يخدم مصلحتها.

أسباب التزايد

وكشف الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد، عن أبرز الأسباب التي زادت من حدّة الشائعات خلال المدّة الماضية؛ منها مرحلة التطبيع التي وصفها بالأخطر والأكبر مع العدو الصهيوني من أطراف عربية مختلفة.

ويقول: "هناك أطراف كثيرة معنية بفشل مشروع المقاومة داخلية وخارجية؛ لأنّ نجاحه يمكن أن يجهز للانتقال لمناطق أخرى، ويمكن أن يؤثر على كثير من مجريات الأمور".

ويعتقد أبو عواد أنّ هجوم الشائعات على المقاومة في قطاع غزة بدأ منذ أن بدأت أظافر المقاومة تؤسس لفكر مقاوم عنيد بطرق مختلفة تؤلم العدو الصهيوني، "وهذا يؤكّد نجاح مشروع المقاومة في القطاع بتزايد محاربته".

ويضيف: "الكيان الصهيوني يتحكم في الكثير من الأنظمة العربية، ومعنية معها بإفشال مشروع المقاومة، وتجد أنّ حرب الشائعات تشتد مع وجود قضية صغيرة ويتم البناء عليها".

وفي دعوات مختلفة ومتباعدة تؤكّد بيانات المقاومة على اختلاف انتماءاتها ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة، وتحذر باستمرار من خطورة تداول أي أكاذيب أو افتراءات ينشرها الاحتلال الصهيوني وأعوانه باستمرار.

تجديد الثقة

المحلل المختص بالشأن الأمني عبد الله العقاد، يؤكّد أنّ تجديد الثقة ضرورة من ضرورات العمل الثوري التحرري، مشدداً أنّ الاحتلال يحرص على ضرب معادلة الثقة في كل المكون الوطني وبلا استثناء، لتحقيق اختراق أسهل وأعمق في الوجدان والوعي الجمعي الفلسطيني.

وحذر العقاد من تسلل اليأس والتيئيس إلى نفوس المواطنين والمقاومين، جراء محاولات الاحتلال التهديم المعنوي للرمزية الوطنية بكل أشكالها ومعانيها، عبر أدوات قذرة وأبواق أجيرة وأخرى مأجورة تنقل الدعاية الصهيونية بلغات عدة وأساليب متعددة.

وأضاف "أخطر بيئة تساعد على التجريف المعنوي، هي حالة الصراع الداخلي بين الكل الوطني أو داخل التنظيم الواحد، لذلك لا بد من الاجتماع على الغايات الوطنية الكبرى".

وأكّد أنّ انكشاف خلل هنا أو هناك مؤلم بدون شك، ولا سيما عندما يكون هذا الخلل متقدما أو متقادما أو كليهما، وعلاجه مؤلم كذلك، مبيناً أنّ الأخطر بقاؤه يعتمل في الحالة الوطنية دون اكتشافه.