Menu

فشل تغيير قواعد الاشتباك وتثبيت معادلة الردع

"الهدوء مقابل الهدوء والقصف بالقصف"عنوان المرحلة القادمة

قــاوم_قسم المتابعة/يبدوا أن ما تسمي بالقيادة الصهيونية لا تزال في صدمة من أمرها وغير مصدقة ما حدث خلال موجة التصعيد ضد قطاع غزة، وقوة المقاومة في الرد السريع من خلال إطلاق العشرات من قذائف الهاون والصواريخ بصورة مدروسة، وتسبب ذلك في فرض حالة من منع التجول على مستوطني غلاف غزة.

الكل يدرك في الكيان الصهيوني أن محاولة تغيير قواعد الاشتباك دون رد المقاومة قد ولى ، وأن تثبيت معادلة الردع هو سيد الموقف الآن و بالأدق معادلة" الهدوء مقابل الهدوء والقصف بالقصف"،هو عنوان المرحلة القادمة ، لذلك شهدنا العديد من تصريحات قادة الاحتلال الصهيوني تحاول نفي وجود تهدئة مع فصائل المقاومة برعاية الأشقاء المصريين.

إلا أن الواقع على الأرض كان عكس ما روج له الاحتلال والذي لا يريد أن يظهر بصورة الجبان و المنهزم، أمام قوة ردع المقاومة، ودفع هذا الأمر إلى ان يقول الوزير الصهيوني نفتالي بينيت، بأنه "لا يوجد اتفاق وقف إطلاق نار ولا يوجد تفاهم مع المقاومة نعمل وفقا للمصالح الصهيونية."

بينما فلسطينيا "إنه بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك تدخلت العديد من الوساطات خلال ساعات التصعيد، وتم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتزام فصائل المقاومة ما التزم الاحتلال بها."

وأكد الفصائل الفلسطينية أنها ستلتزم باتفاق التهدئة في قطاع غزة إذا تعاملت الاحتلال بالمثل، وإنه "في ضوء الاتصالات المصرية مع المقاومة تم التوافق على تثبيت تفاهمات وقف إطلاق النار لعام 2014".

حرج شديد للقيادة الصهيونية

وحول التخبط الصهيوني وتضارب التصريحات قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الصهيوني د. صالح النعامي :" إن القيادة الصهيونية في حالة حرج شديد في ظل الانتقادات الهائلة التي تتعرض لها حاليا داخل الكيان واتهامات لها بـ "الجبن"...لذلك يحاولون التغطية على حقيقة أن اتفاق تهدئة تم التوصل إليه بالفعل ويحاولون نفي التوصل لاتفاق تهدئة."

وأضاف النعامي وفق تقرير "ولكنهم في الوقت ذاته يقولون إن الهدوء سيرد عليه بالهدوء، أي أنهم لا يريدون الظهور بمظهر وكأنهم قبلوا بقواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة...لكنهم يعون أنها تغيرت فعلا لصالح المقاومة".

انجاز مهم جدا للمقاومة

إلى جانب ذلك، فأن جيش الاحتلال طلب رسميا من المستوطنين في الغلاف العودة إلى حياة اعتيادية، وهذا يدلل على أن اتفاق تهدئة تم بالفعل، وأكثر ما يدلل على أن جولة التصعيد الحالية باتت خلفنا ما قاله الوزيرالصهيوني نفتالي بينيت، حيث قال : " يتوجب أولا التمركز في ضرب رأس "التنين" وهي إيران وبعد انجاز المهمة فان أذرع التنين، التي المقاومة تمثل أحدها، ستنهار من تلقاء نفسها".

وأوضح النعامي، بأن "ما قامت به المقاومة هو انجاز هائل لغزة ومقاومتها،وأن التقديرات في تل الربيع بعد انتهاء المشاورات الأمنية بقيادة نتنياهو تشير إلى عدم رغبة صهيونية في التصعيد، و إذا كانت الأمور كذلك فهو انجاز مهم جدا للمقاومة".

مواصلا حديثه، أن "هذا يدلل على أن رد المقاومة أسهم في تعديل قواعد الاشتباك بغزة بحيث تم نسف معادلة الردع التي فرضها الاحتلال منذ انتهاء حرب 2014، والمطلوب حاليا أن تركز المقاومة على الاستثمار السياسي لهذا الانجاز، و هناك فرصة أن يتم إحداث تكامل بين انجازات الردود اليوم ومخرجات حراك العودة بحيث يفضي إلى إجبار الاحتلال وداعميه الأمريكيين وأدواته الإقليمية للتخلي عن إستراتيجية خنق القطاع."

الكيان الصهيوني أخله بالتفاهمات

وتعقيبا على فشل الاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك على الأرض قال الكاتب و المحلل السياسي د. وجيه أبو ظريفة:" إن التصعيد في غزة إعادة لصياغة قواعد الاشتباك التي وضعتها تفاهمات وقف إطلاق النار بعد العدوان الإسرائيلي على غزة ٢٠١٤ .

ونوه أبو ظريفة وفق تقرير أن "الكيان الصهيوني أخله على مدار السنوات الماضية بهذه التفاهمات وذلك بتكرار استهداف لمواقع المقاومة العسكرية ومقدراتها اللوجيستية مما أوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة لم تعد المقاومة في غزة تستطيع تجاهلها ."

مواصلا حديثه، "وبالتالي أصبحت مطالبة بالرد وجوبا لإعادة المعادلة إلى ما كانت علية وعدم قبول فرض الاحتلال لقواعد اشتباك تقوم على قصف غزة دون تلقي أي رد حماية لغزة من عدوان صهيوني كبير."

وذكر أبو ظريفة، بأنه "من الجيد أن تفرض فصائل المقاومة رؤيتها لقواعد الاشتباك ولكن دون دحرجة الأمور إلى مواجهة شاملة ستكون كلفتها العامة عالية وأيضا دون حرف البوصلة عن المقاومة الشعبية خاصة مسيرات العودة التي تقلق الاحتلال أكثر من أي وقت مضى وحتى لا ندفع ثمنا سياسيا أو نخسر تعاطف عالمي كبير وحراك دولي متعاظم ويعيد الكيان الصهيوني تسويق نفسها كدولة تحارب التطرّف والعنف والإرهاب ".

القصف بالقصف والدم بالدم

هذا  و قصفت طائرات الاحتلال فجر الثلاثاء والأربعاء، عدة مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية وأراض زراعية في كافة محافظات قطاع غزة.

في المقابل أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية مسئوليتهما عن قصف المواقع العسكرية والمستوطنات الصهيونية في محيط قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية "رداً على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق أهلنا وشعبنا ومقاومينا".

وأكدت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية أن الوقت الذي يحدد فيه الاحتلال قواعد المواجهة ومعادلات الصراع منفرداً قد مضى، فالقصف بالقصف، محذرة الاحتلال من مغبة إصراره على كسر المعادلات مع المقاومة.

وقالت الأجنحة العسكرية في بيان عسكري مشترك مساء الأربعاء :"إذا كان العدو يستقوي بقوى الظلم والطغيان فإننا نستقوي بالله ثم بعزيمة شعبنا وما لدينا من مقدرات امتلكناها بفضل دماء الشهداء ونوجهها اليوم للعدو وفاءً للشهداء وإسناداً لشعبنا في معركته المتواصلة لنيل حقوقه".

وحذرت الاحتلال من مغبة إصراره على كسر المعادلات مع المقاومة أو العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدةً "جهوزيتنا للتصدي بكل ما أوتينا من قوة لأي عدوان أو حماقة يرتكبها العدو."

وأضافت "إن الصديق والعدو يعلم بأن حساباتنا تنطلق من قرارنا الوطني الخالص المرتكز على إرادة شعبنا ومصالحه وتطلعاته، وبالتالي فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام عنجهية الاحتلال وقيادته المتغطرسة ولن نسكت على جرائمه".

وشددت على أن "الأيام قد أثبتت وستثبت في كل مرحلة من الصراع بأن ردنا يأتي في الوقت المناسب والمكان المناسب والطريقة المناسبة."

وأعلنت الأجنحة العسكرية أنها قامت بموقف توافقي نضالي موحد بالتصدي للعدوان الصهيوني وقصف مواقع الاحتلال المحيطة بقطاع غزة بالعشرات من القذائف الصاروخية، في عملية (الوفاء للشهداء) والتي استمرت على مدار يوم أمس الثلاثاء 13 رمضان الموافق 29/05/2018م.

وتابعت قائلة :"إن شعبنا المرابط العظيم الذي يقف شامخاً في مسيرة العودة وكسر الحصار يستحق كل تحية وإجلال على بطولاته الفريدة وعطائه الكبير، ونحن ملتحمون مع شعبنا في تطلعاته للحرية في كل الميادين".

وأكدت أن "مقاومتنا أثبتت اقتدارها في الميدان المناسب في مواجهة العدو، أثبت شعبنا وسيثبت للعالم بأنه ماضٍ في مسيرته المباركة حتى تحقيق كافة أهدافه بإذن الله."

ووجهت الأجنحة العسكرية التحية لأرواح شهداء الشعب الفلسطيني "الذين خطوا طريق النصر بدمائهم، وللجرحى الميامين الذين ضحوا من أجل وطنهم بالغالي والنفيس، ولأسرى الحرية الذين يقضون زهرات أعمارهم من أجل مقدساتهم وأرضهم."

كما حيت الشعب الفلسطيني المرابط في كل أماكن تواجده في القدس العاصمة، وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي المنافي والشتات.