Menu

مثلث الشهداء بجنين.. مقارعة الاحتلال الصهيوني تعيد ملاحم التاريخ

قاوم/توافد الشباب من مختلف بلدات محافظة جنين شمال الضفة الغربية إلى مثلث الشهداء قرب المدخل الرئيسي لبلدة قباطية دعما وإسنادا لأهالي  قباطية حتى أجبروا الاحتلال الصهيوني على رفع حصاره عنها، بعد أن خاضوا أعنف المواجهات.

يقول أحد النشطاء والذي يتوجه يوميا من مدينة جنين لمثلث الشهداء للمشاركة في المواجهات: "هناك مجموعات من شباب جنين والمخيم والبلدات المجاورة كانت تأتي على مدار الساعة هنا من أجل المشاركة في مقارعة جنود الاحتلال الذين أغلقوا مدخل قباطية من هذه الناحية".


وعلى مدار الساعة سقط جرحى في مثلث الشهداء، فشبان بلدة قباطية يخوضون المواجهات عليه من داخل البلد، وشبان جنين يخوضون المواجهات من الجهة المقابلة، وهو ما استفز قوات الاحتلال.

ويشير أحد الشباب إلى أنه كان يلقي الحجارة على قوات الاحتلال من مثلث الشهداء لإجبار الاحتلال على فك الحصار عن قباطية، قائلا: "هذه معركة الجميع، وهذه رمزية للوحدة".

مشاهد مثيرة لروح الشباب الثائر الذي وجد ضالته في قدوم قوات الاحتلال لقباطية؛ ليجد متنفسا يخوض فيه المواجهات في جنين التي تختلف عن باقي محافظات الوطن بعدم وجود نقاط تماس مباشر مع الاحتلال الصهيوني.

وعلى مقربة من مثلث الشهداء وعلى جنبات الطريق وقرب منازل بلدة مثلث الشهداء، كانت مجموعات من الفتية تحضر علب الدهان والزيت المحروق وتعبؤه بزجاجات لإلقائه على دوريات الاحتلال خلال المواجهات.

يقول الفتى محمد: "لقد كسونا كل جيبات الاحتلال التي دخلت من هنا باللون الأبيض والزيت المحروق" فيما ينشغل أصدقاؤه بتجميع الزيت المحروق الذي يزودهم به شبان آخرون.


ولم تكن مصادفة أن تتركز المواجهات منذ فرض الحصار الأخير على بلدة قباطية عقب عملية القدس البطولية على مفرق مثلث الشهداء، فهذا المكان يضم مقبرة شهداء الجيش العراقي، والتي تضم رفات 44 جنديا عراقيا استشهدوا في معركة جنين الشهيرة مع عصابات الهاجاناة عام 1948.

وتعتبر مقبرة شهداء الجيش العراقي شاهدا تاريخيا على معركة فاصلة استشهد فيها نحو 400 من أبناء جنين و44 جنديا عراقيا أوقفوا فيها تقدم عصابات الهاجاناة، وكانت من المعارك الفاصلة والقليلة التي هزمت بها العصابات الصهيونية عام 1948، وكان من نتائجها تقهقر عصابات الاحتلال عن جنين ومنع احتلال باقي الضفة عام 1948، وصدوها حتى حيفا متمردين على القرارات العربية حينها.

وردد  قائد القوات العراقية في ذلك الوقت، مقولته الشهيرة وهو يمجد أهالي جنين بالقول: "إن الذي تعلمناه في الكليات العسكرية في سنتين وأكثر، تعلمه أهالي جنين خلال شهرين، فقد أبدعوا بالحرب إبداعا لا مثيل له"، لاعنا الظروف العالمية، والضعف العربي الذي حرم هؤلاء الناس من حمل السلاح والدفاع عن وطنهم، ومؤكدا أن مقاومي جنين لو امتلكوا السلاح لاستحقوا أن يحكموا العالم.