Menu
المقاومة وحدها لها الكلمة العليا في غزة

المقاومة وحدها لها الكلمة العليا في غزة

المقاومة وحدها لها الكلمة العليا في غزة بقلم :د.محمد المسفر يعتقد الكثير من إخواننا المصريين أنه عندما ننتقد الإدارة السياسية المصرية فإن انتقادنا ينسحب على كامل الشعب المصري، هذ استنتاج خاطئ، لا أحد ينكر على مصر الجغرافيا أهميتها ولا أحد ينكر على شعب مصر نضاله ضد الاستعمار وتجلى ذلك في ثورة مصر 23 يوليو 1952. يقودني هذا المدخل إلى حديث مع الصديق الدكتور أبو عمر الذي بادرني بالحديث عن استهداف مصر من قوى عربية ودولية وأفراد، قال الصديق العزيز أبو عمر: لماذا تصرون على المطالبة بفتح معبر رفح دون المعابر السبعة الأخرى؟ هل تعلمون أن مصر ستواجه كارثة لو دخل مليون ونصف مليون فلسطيني إليها؟ أين تسكنهم وكيف يعيشون؟ أيقنت أن أبو عمر كان متأثراً بخطاب حسني مبارك في قمة التجار العرب في الكويت (القمة الاقتصادية) وأيقنت أنه لم يتخيل خارطة سينا المصرية وموقع غزة على حدود مصر. قلت: سكان غزة لا يريدون النزوح منها إلى مصر لأنهم تعلموا الدروس أن من يخرج لن يعود فهم يؤثرون الموت على أرضهم خيراً من حياة اللجوء. إنهم يريدون فتح معبر رفح فقط للتزود بمتطلبات الحياة من الأسواق المصرية - ولو جار عليهم بعض تجار مصر - بدلاً من الأسواق الإسرائيلية. إن معبر رفح المصري هو المعبر الوحيد الذي يمكن الفلسطينيين من الخروج من غزة إلى بقية العالم. هل تعلم يا أبا عمر أن الفلسطينيين كانوا يسافرون عبر المنافذ المصرية إلى بقية العالم من عهد السادات والسلطات المصرية تجمعهم في حافلات نقل من مطار القاهرة إلى غزة مخفورين وكأنهم من المجرمين وكذلك الحال من غزة إلى مطار القاهرة وأنهم يتحملون تكاليف باهظة وابتزازاً منظماً وفوق هذا هم صامتون لا يشكون معاناتهم من إخوانهم المصريين. هل تعلم يا أبا عمر أن الإسرائيليين يدخلون من كل المنافذ إلى مصر براً وبحراً وجواً دون معاناة؟ ولماذا أخوكم الفلسطيني لا يحق له السفر (ترانزيت) عبر مصر إلى خارجها. سؤالي كم قتل الفلسطينيون من المصريين عبر تاريخهم، يقيني ولا واحد، بينما الإسرائيليون قتلوا واختطفوا من جنود مصر وضباطها الكثير وخاصة بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد المنتهي الصلاحية. وكم جاسوساً إسرائيلياً قبض عليه في مصر وهو يجمع معلومات عن أمن مصر لجهة ما برح الشعب المصري يعتبرها عدوه الأول رغم الاتفاقيات بين الطرفين، وما دور التقنية الزراعية المستوردة من ’إسرائيل’ إلى مصر التي أهلكت الحرث والنسل.. أيقنت أن أبا عمر أدرك أهمية معبر رفح للفلسطينيين وأن أمن مصر لا خطر عليه من الفلسطينيين. (2) يقول الرئيس حسني: ’علينا ألا نختزل القضية في غزة، وأن نختزل المعابر السبعة في معبر رفح’، ويؤكد القول: إنه فتح المعبر منذ اليوم الأول للعدوان ولا يزال مفتوحاً أمام كل المساعدات’. لا أريد أن أدلي ببراهيني لدحض أقوال فخامة الرئيس لكن هذه شهادة من شعب مصر هتافات تردد صداها في كل الأجواء يا مبارك يا مسؤول... معبر رفح ليه مقفول؟ معبر رفح مقفول ليه... إحنا عملا وإلا إيه؟ يذكرنا الشاعر مجيد البرغوثي ’بأن القضية الفلسطينية اختزلت كلها في المفاوضات، وتختزل المفاوضات في السلطة، والسلطة اختزلت في شخص واحد، واختزل جهاد الشعب الفلسطيني والعرب طوال قرن من الزمان، في تسوية مذلة تختزل فلسطين في خمس الأرض، ويسمونه دولة مستقلة’. مغالطات تاريخية وجرائم كبرى ترتكب في حق الشعب الفلسطيني وأول المجرمين في حق هذا الشعب هم جماعة السلطة في رام الله، يا رب أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك إنهم باعوا أمتنا بأبخس الأثمان من أجل كرسي هنا وصورة هناك. (3) مؤتمر قمة التجار في الكويت (القمة العربية الاقتصادية) كان دون المستوى، والتميز كان خطاب الملك عبد الله آل سعود أمام العالم، لكن تم الالتفاف عليه وجرد من مضامينه الكبيرة، البيان الختامي ومشاريع القرارات الخمسة لم تأت على جملة واحدة من خطاب الملك عبد الله، لم يأت ذكر لمقاومة العدوان الذي استمر 23 يوماً، استخدم كل أنواع الأسلحة من البر والبحر والجو على مدار الساعة في ظل حصار عربي مطلق دام سنتين ونيف، ولم تهتز شعرة في رمش عين الكثير من حكامنا الميامين. رفضت مصر الإشارة إلى توصيات قمة الدوحة لأنها كما تقول ليست رسمية لأن فيها أجانب، وهل قمة شرم الشيخ عام 1996 رسمية وقراراتها المخلة بالأمن العربي ملزمة للعرب، وماذا عن قمة أنابوليس. قمة التجار الكويتية أكدت على شرعية من لا شرعية له في الشأن الفلسطيني وهذا يخالف كل الأعراف والقيم الوطنية. لو كان محمود عباس يمثل الشرعية لماذا لم يرافق الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته لغزة ليطلع وإياه على الدمار الذي لحق بأهلنا في فلسطين؟ لماذا لم يصر على ركوب طائرة هيلوكوبتر تابعة للأمم المتحدة ليتجول من عل على قطاع غزة ليطلعه على الدمار الشامل الذي حل بالأرض والإنسان والحيوان والنبات، لماذا لم يهنيء المقاومة في غزة على بطولاتها وتصديها للعدوان وينزل إلى الأرض ليمسح على رؤوس الجرحى ويواسى الثكلى ويطلب المدد الدولي لأهل غزة على انتشال شهدائهم من تحت الأنقاض كما يفعل العالم عندما يحل بأي دولة كارثة طبيعية أو حربية. مع الأسف الشديد ما أن بدأت التبرعات تعلن حتى تسابق قطيع رام الله معلنين استعدادهم لتسلم تلك المعونات وصرفها على المستحقين كما يقولون؟ نريد التأكيد بأن الذين استشهدوا في غزة والذين جرحوا كلهم من أهل غزة الذين واجهوا العدوان منذ 1967 وحتى اليوم. إنهم ليسوا القادمين من حواري الفكهاني في لبنان أو ملاذات الحمامات التونسية، فلا يجوز لمن لم يقاوم أن يتصرف في حقوق المقاومين في غزة. لقد أحسنت حركة حماس عندما أعلنت رغبتها في أن يدير الأموال المرصودة لإعادة إعمار غزة فريق عربي بالتعاون مع حماس وشركائها في المقاومة وهذا هو العقل بعينه. (4) أريد أن أذكر قادتنا العرب بأن ’إسرائيل’ دمرت لبنان وتطوعنا لإعادة إعماره، وأمريكا دمرت العراق وأعلنا تبرعاتنا لإعادة إعماره وكذلك أفغانستان واليوم غزة، ليس عندي اعتراض على المساهمة في الإعمار ولكن على ’إسرائيل’ أن تكلف بإعادة إعمار ما هدمته من مؤسسات أقيمت بتمويل من المجتمع الأوروبي، والأوروبيون يعلمون تلك التكاليف، وكذلك مقار الوكالات الدولية، يجب على القادة العرب ألا يسمحوا بخروج ’إسرائيل’ من هذه المعركة دون عقاب، يجب ألا يسمحوا بتدخل حلف النيتو عملياً في إعادة الإعمار لغزة لأن ذلك العمل له عواقب وخيمة على أمتنا العربية والإسلامية، كما يجب رفض مشاركة من لا يقاوم أو يرفض المقاومة أن يساهم في أي قرار له علاقة بتمويل إعادة إعمار غزة أو الإشراف على المعابر.