Menu

الضفة في دائرة العدوان الصهيوني .. وما لها إلا المقاومة .. بقلم : فارس عبد الله

الضفة في دائرة العدوان الصهيوني .. وما لها إلا المقاومة بقلم : فارس عبد الله أنياب الجرافات الصهيونية  تنهش في الأرض الفلسطينية وتقطع أوصالها , بل تجرأت تلك الجرافات وخلفها قيادة الإرهاب الصهيونية بهدم المساجد , في محاولة لتغيير معالم الأرض والعمل على تهويدها , وطمس المعالم التاريخية , التي تؤكد على الحق الفلسطيني في تلك الأرض المباركة . أن إستهداف الجغرافيا والتاريخ في فلسطين , لم يتوقف ويعتبر من أكبر الجرائم الصهيونية وهي تضرب في عمق الأرض والتاريخ , في محاولة حثيثة من قبل الصهاينة لرسم واقع جديد وترسيخ أوهام وأكاذيب على أنها حقائق دامغة , وهي سياسة خطيرة تستهدف الوجود الفلسطيني , من خلال طرد الإنسان كما حدث في سياسية الترانسفير , والتي تعبر إستراتيجية للعدو الصهيوني في بناء كيانه الغاصب , أو من خلال تغيير المعالم التاريخية  كما هو الحال في إستهداف المقدسات بالقدس المحتلة , عبر حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك سعياً لالتماس ولو أثر, يؤكدون به مزاعمهم التلموذية الكاذبة , وإلا فأن المسجد الأقصى على كل حال يصبح بهذه الحفريات عرضه للخطر , ففي حالة وقوع زلزال أو تفجير أو حتى اختراق حاجز الصوت من قبل طائرة تعبر أجواء القدس , قد تتداعي أساسته ويسجل الحادث على انه أمر طبيعي دون ضجة أو حراك كما لا ننسى المحاولات الصهيونية في ضمن المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال لقائمة التراث اليهودي , وما استهداف المساجد في الضفة من قبل المغتصبين أو قيادة الإرهاب الصهيوني الرسمي إلا يدخل في إطار الحملة الصهيونية المسعورة لتغيير الواقع وتزوير الحقائق . وتستعر حمى الإستيطان الصهيوني الذي لم يتوقف يوما ما , وتهاجم قطعان المغتصبين الأرض الفلسطينية , وتحتل الجبال والهضاب والوديان , وتستولي على الموارد الطبيعية ومصادر المياة , وتحكم القوات الصهيونية سيطرتها على مقدرات الضفة المحتلة , وهي بذلك تقتل على آمال يعقدها البعض الفلسطيني , على إقامة دولة في حدود الـ67,  فلقد أصبحت الضفة كنتونات منعزلة تقطعها المغتصبات الصهيونية , والحواجز التي لازالت تعكر صفو الحياة اليومية للمواطنين , ومن أجل فرض بقائها أطلقت قيادة جيش الإرهاب الصهيوني مسميات صهيونية على تلك الحواجز , بدل الأسماء القديمة العربية حيث كان يطلق على كل حاجز إسم المنطقة القريب منها مثل حاجز حوارة وحاجز عطاره وغيرها من الحواجز الصهيونية . ورغم الأمن السائد للصهاينة والمغتصبين منهم خاصة في الضفة بفعل التنسيق الأمني إلا أن هذه الحواجز بقيت على حالها لأمرين أن الصهيوني لا يثق في أمنه للغير , وثانيها أن الصهيوني يستهدف الضفة المحتلة , ويسعى إلى تهويدها وفرض الأمر الواقع في محاولة لإعادة التفاوض على المناطق الشاسعة , والتي تشكل في المنظور الأمني الصهيوني خطر على الخاصرة الرخوة للكيان الصهيوني وخاصة في منطقة الوسط , لذا فأن العقيدة الصهيونية السياسية والدينية تطلق على الضفة المحتلة مصطلح يهودا والسامرة ,  فالضفة في دائرة الإستهداف , فلماذا تعطل المقاومة وتضرب بأيادي فلسطينية ؟ ! وهنا نحن نرى بوضوح المخطط الصهيوني العدائي , الذي يستهدفنا في وجودنا وتاريخنا وحياتنا اليومية . ولعل ما يحدث من هدم وإبادة القرى الفلسطينية سواء في النقب المحتل أو منطقة الأغوار الشمالية , هو إستهداف لفلسطيننا ومحاولة بائسة لتهويد الأرض وطمس كل معلم يروى حكايات الزمن , ويرسم لحظات التاريخ على الأرض الفلسطينية العربية الإسلامية  . وان ما حدث من عدوان على قرية برزا في الأغوار, يستدعي منا قراءة المشهد بكل تجرد وماهي إلا لحظات , لنكتشف أن هدم عشرات المنازل ومسجد في تلك القرية ,وإخطار المنازل الأخرى بالهدم ,هو إجراء عدواني نحو استكمال السيطرة الصهيونية , على الضفة المحتلةً عبر ترحيل المواطنين من أراضيهم , إلى داخل الكنتونات ( مدن الضفة ) لصالح توسيع المغتصبات الصهيونية والمواقع العسكرية ,وخاصة في المناطق التي يعتبرها الكيان هامة وحساسة لأمنه. حيث ينفذ الكيان الصهيوني سياسة ممنهجة من شمال إلى جنوب منطقة الأغوار بهدف السيطرة عليه وتهويده حيث تعتبر سياسة تفريغ الأغوار من الفلسطينيين مشروع سياسي صهيوني تبلور قبل عام 1967 ، إذ يعمد الاحتلال الصهيوني منذ تلك الفترة إلى تنفيذ سياسة الفصل الجغرافي بين مناطق الأغوار والضفة الغربية من جهة وبين أراضي الأردن من جهة أخرى" . ويتضح لنا خطورة ذلك عندما نعلم علم اليقين أن هذا الكيان ,كيان عدوان وحرب وهو الآن يخطط لشن حرب جديدة في المنطقة ,والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى , وفي نفس الوقت يفشل قيام كيان فلسطيني متماسك ,ذو حدود إقليمية خاصة مع الأردن ,وما يشكل بإعتباره بوابة نحو العمق الإسلامي لفلسطين المحتلة . أن التحركات الصهيونية العدوانية في الضفة المحتلة , بإستمرار الإستيطان وهدم المنازل في الأغوار والخليل المحتلة خاصة في منطقة يطا جنوب المدينة ,حيث يتهدد الهدم أكثر من 30 منزل في البلدة لصالح توسيع مغتصبة كرمئيل , مع إستمرار الإقتحامات للمدن الفلسطينية والمداهمات الليلية ,وإعتقال عشرات المواطنين في محاولات لقمع الجماهير وتخويفهم من محاولات الدفاع عن النفس ,ومواجهة الإجراءات الصهيونية العدوانية , كل ذلك يفرض علينا إعلان المقاومة والحرب الشعبية , التي يخرج فيها كل الشعب رفضاً للعدوان والقتل التي تتعرض لها مقومات الوجود الفلسطيني , حيث تهرس بأنياب الجرافات الصهيونية وسط صمت يهدد العقل والذاكرة الفلسطينية , فلا يمكن أن نقبل بهذه الإهانة المستمرة والقدس تتعرض للتهويد وإحكام السيطرة من قبل العدو الصهيوني , عبر إقرار موازنات ضخمة لتهويد حائط البراق , كما أن القانون الأخير للكنيست الصهيوني بضرورة إجراء استفتاء حول الانسحاب من الضفة والجولان , ما هو إلا صفعة قوية لكل المنادين بالخط التفاوضي العقيم , وفي القريب العاجل إصدار قانون حول القدس المحتلة , بإعتبرها عاصمة الشعب اليهودي وليس فقط عاصمة الكيان الصهيوني , فهل بعد هذه الحوادث وغيرها يبقى لنا عذر أن تبقى قضيتنا تراوح مكانها , في إنتظار فتات موائد اللئام من قوى الإستكبار والاستعمار , والذي لكل واحد منهم حظ في العدوان على شعبنا وأرضنا وأمتنا , فلا وعود الرؤساء ولا قرارات الهيئات الدولية تصنع لنا وطن , وإنما بالتضحيات وقرع الحرية بجماجم وأشلاء الأبطال الذين يذيقوا الصهاينة كأس الموت وان القدس دونها الأرواح وأن فلسطين دون الغوالي , والله ما لها غير وحدة الشعب ومقاومة مستمرة . كاتب وباحث فلسطيني السبت 27/10/2010م