Menu

التطهير العرقي في فلسطين .. بقلم : رشيد حسن

التطهير العرقي في فلسطين بقلم :  رشيد حسن لم يحتو كتاب على معلومات موثقة مفصلة حول جرائم التطهير العرقي، التي ارتكبها العدو الصهيوني في فلسطين، وضد الشعب الفلسطيني، منذ قرار التقسيم في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1947، وحتى اتفاقات الهدنة بين الدول العربية "الأردن، مصر، سوريا ولبنان" وبين "إسرائيل"، كما يحتوى كتاب المؤرخ الإسرائيلي ايلان بابيه، أستاذ التاريخ في جامعة اكسفورد "التطهير العرقي في فلسطين" الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تموز 2007. حيث أدت جرائم التطهير العرقي إلى تهجير أكثر من "800" ألف فلسطيني من وطنهم، وتدمير "531" قرية و"11" حياً مدنياً، كما خطط ابن غوريون، لإقامة دولة "إسرائيل" على فلسطين خالية من السكان.  فهذا الكتاب في نظر جون بلغر يؤكد" بأن بابيه أشجع مؤرخ إسرائيلي، وأكثرهم تمسكاً بالمبادئ، وأبرزهم مضاء"... فهو "بحث رائد في سر إسرائيلي مكتوم بحرص، وانجاز علمي تاريخي يعالج موضوعاً حرم البحث فيه بقلم واحد من أبرز المؤرخين الإسرائيليين كما تقول غادة الكرمي.. وهو أيضاً "نظرات ثاقبة في مأساة تاريخية ذات بعد عالمي بقلم مؤرخ عبقري" برأي جورج غالوي عضو مجلس العموم البريطاني.  أهمية هذا الكتاب إضافة لما ذكرنا أنه يجيء من إسرائيلي وليس من عربي أو معاد للسامية ، كما اعتاد الصهاينة أن يتهموا كل من يخالفهم الرأي، ويكشف بالوثائق ومنها محاضر اجتماعات القيادة الإسرائيلية العليا، أن قرار التطهير العرقي اتخذ قبل الانسحاب البريطاني، وحدد في العاشر من شهر آذار 48، كما حددت وسائل تنفيذه، القائمة على إرهاب الفلسطينيين، ومنذ ذلك التاريخ وحتى جلاء القوات البريطانية في 15 أيار48، بلغ مجموع الفلسطينيين الذين طردوا من قراهم حوالي "250" ألفا، وهذه الحقيقة كما يقول ايلان بابيه تدخض الرواية الإسرائيلية التي تدعي بأن الفلسطينيين تركوا قراهم ومدنهم استجابة لندءات الجيوش العربية، التي دخلت فلسطين بعد 15 أيار المؤرخ يستعرض خطة التطهير العرقي والتي سميت بخطة "دالت"، والتي وضعت في بيت ابن غوريون، مشيراً بان مرتكبي التطهير ليسوا مجهولين، فهم في نظر الإسرائيليين "أبطال حرب الاستقلال" وعلى رأسهم بن غوريون مؤسس دولة "إسرائيل"، الذي نوقشت في منزله وحبكت نهائياً الفصول الأولى والأخيرة من قصة التطهير العرقي. مشيراً بأن تعريف التطهير العرقي "هو طرد السكان غير المرغوب فيهم بالقوة، على خلفية تمييز عرقي أو ديني أو سياسي أو استراتيجي، أو مزيج من ذلك كله ومستشهداً بنماذج مما تعرض له المسلمون في كوسوفو وسراييفو، وهي نفس الأساليب التي طبقت في فلسطين أبان النكبة.  الكتاب الذي يركز على الهدف الرئيس من التطهير وهو إقامة دولة "إسرائيل" على فلسطين خالية من السكان، أورد تفاصيل أول اجتماع عقد في البيت الأحمر بتل أبيب برئاسة بن غوريون، وضم أعضاء الهيئة العليا المشرفة على عملية "دالت" وتضم تسعة سياسيين والجنرالين موشيه ديان ويغئال يادين، ويقوم باستعراض أسماء الجنرالات الذي نفذوا عمليات التطهير، وعلى رأسهم اسحق رابين؛ الذي أشرف على التطهير في مدينتي اللد والرملة وضواحي القدس الكبرى ، ويتسحاق بونداك الذي أزال "200" قرية في الجنوب، وموشيه كالمان؛ الذي طهر صفد، وموشيه كرمل؛ الذي اقتلع معظم سكان الجليل ص13و14.  باختصار... لا نريد أن نقول: وشهد شاهد من أهله، ولكن نقول: إن التطهير العرقي الذي مارسه قادة الصهاينة عام 48، وأدى إلى تهجير معظم سكان فلسطين، لا يزال مستمراً، ولم يتوقف.    صحيفة الدستور الأردنية