Menu

الخروج من عبث المفاوضات .. بقلم : رشيد حسن

الخروج من عبث المفاوضات بقلم : رشيد حسن لم يعد أمام السلطة الفلسطينية أي عذر أو سبب، لتعلن وبالفم المليان عن دفن المفاوضات، والخروج من هذا العبث، الذي ضاعف من اهتزاز الثقة بالقيادة الفلسطينية، وضاعف من فقدان اليقين بقدرتها على الخروج من المأزق، الذي وصلت إليه بفعل رفضها غير المعقول الانحياز للربيع العربي. العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من استمرار المفاوضات، والتي أصبح اسمها "اللقاءات" .. لتبرير استئنافها، ويكفي أن يرفع نتنياهو هذه الورقة في وجه خصومه، في الداخل والخارج، ليعلن أن "إسرائيل" استطاعت أن تلغي "الفيتو" الفلسطيني، بمقاطعة المفاوضات، وهو ما يسهم في خلخلة مواقف الدول التي بدأت تعيد النظر في موقفها من "إسرائيل"، وسحب غطاء الشرعية عنها، وعزلها لرفضها الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني... بإصرارها على الاستمرار في الاستيطان، وتغيير معالم القدس العربية _ الإسلامية، تمهيداً لإعلانها عاصمة يهودية ل"إسرائيل" وللشعب اليهودي. إن التسريبات الصحفية التي تحمل طابع التفاءل بتحقيق المصالحة الفلسطينية، تفرض على القيادة الفلسطينية، الخروج من عباءة المفاوضات والعبث الصهيوني ومؤامرات "الرباعية" وكمائن بلير الصهيوني والاتجاه بعقول وقلوب صافية إلى الداخل الفلسطيني، لتمتين وترسيخ وحدة الصف الفلسطيني، وإعلان الولادة الثالثة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وطن الفلسطينيين المعنوي، كخطوة مهمة وضرورية لإعادة القضية إلى الصدارة، وتوحيد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بعد أن ضربت أوسلو في اللحم الحي.. ممهدة إلى تجزئته، والاتفاق على برنامج عملي للمقاومة الشعبية، للانضمام إلى الربيع العربي، بعد غياب طويل غير مبرر، كسبيل وحيد لتحرير الأرض، وإقامة الدولة وتحقيق العودة . لا داعي للتذكير بخطورة استمرار المفاوضات العبثية، فالعدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من هذا العبث، الذي يصل إلى حد المحرمات، ويكفي للتذكير بأنه خلال هذه المفاوضات استطاع أن يضاعف عدد المستوطنين وعدد المستوطنات، وها هو يعمل على مدار الساعة لانجاز تهويد القدس العربية، بعد ما اتخذ من المفاوضات حصان طرواده لتكريس الأمر الواقع. المفاوضات أسهمت في تعميق الهوة بين الشعب والسلطة، وفي ضرب وحدة الشعب لفلسطيني، وفي إعطاء العدو المبرر للاستمرار في الاستيطان وارتكاب جرائم التطهير العرقي، ما دامت القيادة الفلسطينية لم تخرج من هذا المربع.. إلى مربع الثورة الشعبية السلمية، ولا تزال تعلن تمسكها بهذا العبث...!!! باختصار... فشل لقاءات عمان يعطي مبررا أخر للقيادة الفلسطينية، وسندا قويا، ومبررات لا أحد يستطيع إنكارها أو تجاوزها... لتعلن أمام القوى التي تضغط عليها" "واشنطن، الاتحاد الأوروبي، الأشقاء"، بأن العدو لم يتخل عن أهدافه، ومصر على الاستيطان والتهويد، وأن لا سبيل أمامها إلا العودة إلى الشعب الفلسطيني، لاستكمال المصالحة، وإعلان الولادة الثالثة لمنظمة التحرير، والانضمام إلى الربيع العربي. صحيفة الدستور الأردنية