Menu

كيان إرهابي مأزوم .. بقلم : رشيد حسن

كيان إرهابي مأزوم بقلم : رشيد حسن يجيء إقدام العدو الصهيوني على اعتقال طفل في الخليل، عمره خمس سنوات "بديع مسودة" بتهمة قذف الجيش بالحجارة، لتؤكد أننا أمام حالة عنصرية غير مسبوقة في التاريخ، تستدعي التوقف والتأمل لمعرفة ما وراء السطور.  وبشيء من التفصيل فإن استعراض الجرائم التي اقترفها، ويقترفها العدو، يجعلنا وجهاً لوجه أمام مشهد إرهابي بامتياز، يؤشر إلى المأزق الذي وصل إليه، ويشي بأنه يعاني من انهيار أخلاقي يتفوق على الفاشية والنازية، وعنصرية جنوب إفريقيا.  .. إن اعتقال طفل في الخامسة، اختبأ وراء خزانة الملابس خوفاً من جنود العدو الذين اقتحموا البيت، وإجبارهم آخر على شرب بوله- كما يروي مراسل قناة الميادين الفضائية- لأنه قفز من فوق جدار الفصل العنصري ليصلي في المسجد الأقصى، وإطلاق الكلاب البوليسية المدربة على فتاة فلسطينية عند حاجز قلندية لتمزق ملابسها، ونزع طفل رضيع من بين يدي والدته السجينة، وإجراء تجارب على المعتقلين باستعمال أدوية محرمة، أدى إلى موت بعضهم.. كل هذا وأكثر منه، يجعلنا متأكدين أن العدو يعيش في مأزق خطير، بسبب صمود الشعب الفلسطيني... فرغم آلة الحرب الجبارة التي يملكها وفي مقدمتها الأسلحة النووية، إلا أنه لم يتمكن من قهر إرادة هذا الشعب الجبار، كما وصفه رب العباد.  وزيادة في التفاصيل.. نسأل لماذا يحشد العدو أكثر من "12" جندياً وأكثر، كل يوم جمعة في القدس المحتلة ينشرهم على مساحة، لا تزيد عن كيلومتر مربع واحد إلى جانب إقامة العشرات من الحواجز لمنع المصلين من الوصول إلى الحرم، يساعد آلاف من رجال الشرطة أليس هذا الحشد الكبير لقمع مواطنين غير مسلحين.. همهم الأول الصلاة في الأقصى يؤكد ما أشرنا إليه، ويؤكد أيضاً، انه مرعوب خائف من القدس وأهلها، خائف من غضبها البركاني.. القادم لا محالة ليقذفه بعيداً، كما تقذف البراكين النفايات.  وهذا يعيدنا إلى السطر الأول، وهي أن القوة مهما بلغت، فليس باستطاعتها مصادرة إرادة شعب، والانتصار عليه إذا قرر أن يتحرر، وهذا ما يخبرنا به التاريخ، ففيتنام الفقيرة هزمت أميركا أكبر إمبراطورية في التاريخ، وها هو التاريخ يعيد نفسه، وتجبر طالبان- الأشد تخلفاً في العالم -أميركا على سحب جيوشها قبل نهاية العام القادم، بعد أن هزمتها إرادة الشعب الأفغاني الفقير المتخلف.  مائة عام والشعب الفلسطيني يتصدى لوحده للغزوة الصهيونية المدججة بأحدث الأسلحة، وبالدعم الأميركي والأوروبي اللامحدود، لم ينكسر ولم يتراجع عن حقه في وطنه، رغم التضحيات الجسام، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى نصف مليون ورغم المعاناة التي فاقت التصور، يقابلها الإصرار على النضال وحفظ الأمانة جيلاً بعد جيل، حتى تحرير فلسطين كلها من الماء إلى الماء.  وهنا نتساءل؟؟ أليست هذه الجرائم التي يقارفها العدو وبشكل ممنهج بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني تستدعي من القيادة وقف التنسيق مع العدو، ووقف كافة الاتصالات وخاصة ما يجري تحت الطاولات واللقاءات مع الأحزاب، كالتي جرت مؤخرا مع قيادات من الليكود وشاس، والتي تشكل طعناً لصمود الشعب الفلسطيني، وطعناً لإرادة المقاومين المصممين على خوض المعركة مع العدو حتى تحرير الأرض كل الأرض. باختصار... الجرائم التي يرتكبها العدو، تؤكد أنه مأزوم.. مرتبك، بسبب صمود الشعب الفلسطيني، وأن استمرار هذا الصمود متزامن مع رفع وتيرة المقاومة الشعبية، كفيل بتعميق مأزقه، في ظل اتساع حركة مقاطعة العالم له، بعد أن ظهر على حقيقته العنصرية الفاشية.  صحيفة الدستور الأردنية