Menu

من الصحف الصهيونية : انكشاف المزيد سياسياً وميدانياً عن حرب غزة الفاشلة

قــاوم- قسم المتابعة: أكثر فأكثر تبرز الى العلن تقييمات الحرب على قطاع غزة وتتكشف بعض كواليسها وتفاصيل عن مسارها المرتبك على الارض وبين قادتها، وعن فشلها الذي ادى الى قرار بوقفها دون نتائج، لتضاف الى ذلك القرارات الصهيونية ما بعد الحرب والناتجة عن فشل العدوان ومنها ما ورد مثلا من تراجع في شروط الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل الجندي جلعاد شاليط.  وان كان العدوان فاشلا بكل المقاييس رغم 22 يوما من القصف والعمليات العسكرية فإن ما كشفه احد الضباط الكبار المشاركين في العدوان ان حرب غزة كان يخطط لها وتدرس لأكثر من سنتين، لهو دليل جديد ومهم على حجم الهزيمة.  وقد اكدت مصادر صهيونية صباح اليوم الخميس، بأن رئيس الحكومة الصهيونية ايهود اولمرت يسعى لاتمام صفقة التبادل مع الجندي الاسير جلعاد شاليط قبل تغيير الحكم في الكيان الصهيوني، مؤكدة ان هناك تغيرا واضحا في موقف العديد من الوزراء بما يخص الافراج عن اسرى تصفهم الحكومة الصهيونية ’اياديهم ملطخة بالدماء’. الخلافات اثناء الحرب جراء صمود المقاومة او المخاوف من الخسائر وتداعيات الفشل تحدثت عنها الصحف الصهيونية. وبحسب ما ورد على صحيفة هآرتس اليوم الخميس أن الخلافات باتت واضحة في الاسبوع الثاني للحرب عندما قدم مدير عام وزارة الجيش كتابا لاعضاء الكابينيت ولرئيس الوزراء اولمرت ووزيرة الخارجية ولرئيس جهاز الشاباك ولرئيس الموساد والذي تضمن وجهة نظر وزير الحرب باراك الذي كان يطالب بتوسيع العملية العسكرية البرية الى جانب تكثيف العمل السياسي والدبلوماسي حيث ابدى اولمرت غضبا واضحا على باراك اثناء اجتماع الكابينيت, بعد ان قام مدير مكتبه بتوزيع الكتاب وطالب بسحب هذا الكتاب فورا معللا ذلك بأنه من غير المسموح على مدير مكتب باراك ان يقدم هذا الكتاب بشكل مباشر الى اعضاء المجلس الوزاري الامني (الكابينيت) ورؤساء الاجهزة ووجه حديثه الى باراك بانه ليس هكذا تدار الامور ما ادى الى سحب الكتاب. واضافت الصحيفة ان الامر لم يتعلق فقط في الالية بل كان هناك تناقضا واضحا بين اولمرت وباراك على توسيع العملية العسكرية فكان موقف اولمرت استمرار الضغط العسكري على حركة حماس دون توسيع العملية العسكرية البرية كما اراد باراك وقائد الجيش اشكنازي والضغط السياسي للوصول الى تحقيق اهداف العملية العسكرية. واكدت الصحيفة ان الكابينيت كان يجتمع تقريبا بشكل يومي وكان يتخذ القرارات حول العمليات العسكرية في القطاع وكان يبرز العديد من التناقضات بين القادة السياسيين وكذلك العسكريين حول كيفية الاستمرار في العملية. فبعد مرور الاسبوع الاول من الحرب والتي كانت مقتصرة على الضربات الجوية ودخول بعض القوات الى شمال القطاع وبشكل جزئي، قدم باراك اقتراح الهدنة الانسانية لمدة 48 ساعة والبحث في توسيع العملية العسكرية والذي تم رفضة من قبل اولمرت بعد ان رفضته ليفني حيث رأت ان الهدنة الانسانية تضعف قدرة الردع الصهيوني امام المقاومة ما يؤدي الى اتخاذ قرارات متسرعة حول توسيع العمليات البرية. واضافت الصحيفة ان الدخول في المرحلة الثانية كان بعد ان قدم قائد الجيش تقريرا الى الكابينيت بان الجيش جاهز للدخول في هذه المرحلة ولكن الخلاف ظهر بعد ان دخلت العملية البرية وكيفية استمرارها حيث بدى واضحا ان باراك وقائد الجيش كانوا يدفعون بالتوسيع الامر الذي رفضه اولمرت خاصة ان تقديرات قائد الشاباك ديسكن وقادة امنيون اخرون وضحوا ان الامر قد يصل 6 اشهر او سنة كاملة لاستكمال عمل الجيش في القطاع وهذا يعني اعادة احتلال كامل فتم رفض توسيع العملية العسكرية البرية واستمر الخلاف حتى الايام الاخيرة عندما طالب باراك بوقف اطلاق النار او توسيع العملية العسكرية ووقفت الى جانب هذا الاقتراح تسييي ليفني ولكن رئيس الموساد وكذلك رئيس الشاباك وقفوا مع اولمرت برفض وقف اطلاق النار واستمرار الضغط العسكري على حماس دون توسيع العملية العسكرية البرية.  ابداء الاستياء في الاوساط السياسية والعسكرية والمستوطنين من عدم تحقيق اهداف الحرب متواصل ويظهر بشكل اوضح. اللفتنانت كولونيل في الاحتياط عاموس الذي شارك في حرب غزة يروي استياءه ’لعدم انجاز المهمة’ كاشفا ان ’هذه العملية خطط لها على مدى سنتين’. وقال كل واحد منا كان يعرف المهمة المناطة به. لقد ارجئت واجلت بسبب مخاوف (الحكومة). لقد انتظرنا طويلا جدا’. ويقول ’ان عدم ترك الجيش يحل المشاكل (في غزة) امر مخجل. وبدلا من ذلك اضطر السكان الى الاختباء في الملاجئ ويتابع ’اشعر بالخجل كذلك لاننا لم نستعد الجندي جلعاد شاليط’. وقال ’لم تنجز هذه المهمة حتى النهاية. كان يمكن ان تكون العميلة اكثر فاعلية’، زاعما ان الجيش الصهيوني كان قريبا جدا من مكان وجود قيادة حماس تحت مستشفى الشفاء في مدينة غزة حسب قوله. وزعم قائلا ان عناصر حماس كانوا يفرون مضيفا : فخخوا بالمتفجرات كل المنازل والطرقات. وكل منطقة دخلناها كان مفخخة ببالونات غاز او متفجرات مزروعة في الابنية’. ويضيف ’لم نكن في فيلم اميركي حيث يأتي البطل مع اجهزته لنزع الالغام. عندما كنا نصل بقرب منزل مفخخ كنا نستدعي طائرة او دبابة لقصف المنزل ما يؤدي الى انهيار اربعة منازل اخرى مجاورة’. ويرى الجنرال في الاحتياط ان حماس ستستعيد قدراتها كاملة وقال ’سيعيدون تسليح انفسهم في اقل من شهرين. انهم يعيدون بناء  الانفاق.