Menu
طائرة "الزنانة" أداة قتل ومصدر إزعاج للغزيين

طائرة "الزنانة" أداة قتل ومصدر إزعاج للغزيين

قــاوم- قسم المتابعة : ترتبط طائرة الاستطلاع الصهيونية بدون طيار "الزنانة" في أذهان الغزيين باغتيال عشرات القادة وكوادر المقاومة الذين ارتقوا شهداء بصواريخها. وبحسب أخصائيين في الطب النفسي فإن استمرار تحليقها يزيد التوتر و"يعمق الصدمات النفسية" خصوصًا لدى الأطفال، ويعاني أكثر من سبعين بالمائة من أطفال غزة من "تأثيرات سلبية" بسبب الزنانة والقصف. ونقلت وكالة فرانس برس عن الأخصائي سمير زقوت قوله إن هذه الطائرة تمثل "رمزًا للقتل والتدمير"، ويسبب "ضجيجها صدمات نفسية قاسية خصوصًا لدى الاطفال؛ من اضطراب وفزع بالليل وزيادة التبول اللاإرادي وعنف زائد". ويسمي الغزيون طائرات الاستطلاع هذه بـ"الزنانة" بسبب صوتها الصاخب، وهي تحلق على ارتفاع منخفض في أجواء قطاع غزة خصوصًا في الأسبوع الأخير ويمكن رؤيتها بالعين خصوصًا في المناطق المفتوحة. ويرى زقوت أن تحليق الزنانة في الأجواء يجعل الطفل في حالة "توتر شديد تجعله يتوقع القصف والقتل، وهذا الانتظار أصعب من الموت؛ فالعقل يبقى في حالة غليان دائم، هكذا يريد الإسرائيليون"، على قول الخبير نفسه الذي قال "هذه جرائم". ورصدت وكالة "فرانس برس" في تقرير عددًا من انطباعات المواطنين في غزة عن الزنانة، حيث تقول ابتسام أبو سيف (40 عامًا) وهي ربة أسرة ببعض العصبية "حسبي الله على الزنانة، ترعب الكبار، وأولادي الصغار لا ينامون في غرفتهم لوحدهم الآن". ويبدو أن الطفل أحمد (تسعة أعوام) غير مقتنع بأن الزنانة تحلق في الجو، بل يرى أنها "داخل بيته"، أما سائق سيارة الأجرة زياد الغريب (26 عامًا) فيشبّه هذه الطائرات "بالدبور المزعج". ويعتقد الشاب وهو يمعن النظر في السماء لرؤية الزنانة أن الاحتلال "يريد أن نعيش بأجواء حرب دائمة بدلا من الفرح بعيد الأضحى" الذي يبدأ الأحد القادم. ويطلق بعض الشباب نكات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبواسطة رسائل قصيرة على الهواتف المحمولة، ويقول مصطفى وهو بائع في محل للحلويات بغزة إن الزنانة "استأجرت مساحة من سماء غزة وحولتها إلى منجرة"، في إشارة إلى أجهزة صناعة الأخشاب ذات الأصوات الصاخبة. وبسخرية تضيف مادلين وهي تلميذة في الصف العاشر أن الزنانة "استأجرت طريق غزة الجوي للعمل كسيارة أجرة عمومي". ولا تؤمن ابتسام أبو سيف بأن التهدئة حقيقية "طالما الزنانة ضيف حاضر"، وتقول إن "نوايا اسرائيل غير مطمئنة". ولم تمنع "أجواء التهدئة" الزنانة من مواصلة نشاطها بكثافة في غالب الأحيان لرصد تحركات المقاتلين الفلسطينيين، لكنها تختفي فجأة أحيانًا. ويقول أحمد الخطيب صاحب محل صيانة هواتف خلوية بسخرية "الزنانة تزعج الناس وتحرمنا النوم ولكنها عمياء لاترى صواريخ المقاومة". ويعتبر الحقوقي مصطفى إبراهيم تحليق الزنانة "انتهاكًا لأبسط حقوق الإنسان"، وفي إشارة رمزية للاحتجاج على الزنانة قام عشرات الشبان والصبية الإثنين بالكتابة "ارحلي" باللغة الإنجليزية بقطع خشب صغيرة على أرض ساحة "الكتيبة" المزروعة بعشب النجيل غرب غزة.