Menu

قرصنة في عرض البحر والهوية والتاريخ... بقلم : عائد الطيب

قرصنة في عرض البحر والهوية والتاريخ بقلم / عائد الطيب الكيان الصهيوني يكاد يصبح الآمر الناهي في هذا العالم الذي تسيطر عليه مفاهيم القوة وانكسار القوانين واعوجاج الموازين , الكيان الصهيوني عندما يقتل مع سبق الإصرار الأطفال في فلسطين تكون المسوغات القانونية الدولية جاهزة لتبرير سفك دماء هؤلاء الأطفال و الغطاء الأمريكي حاضر دائما و أبدا للدفاع عن هذا الكيان السفاح , الكيان الصهيوني لا يلزمه قانون ولا عرف و أخلاق , كل شئ مباح و كل أمر متاح وكل أحلامه الدموية أوامر على العين الأمريكية و الرأس الغربي .  قديما كانت عقوبة القرصنة الإعدام و إلى الآن تتشدد الدول كافة في فرض العقوبات المشددة والقاسية على القراصنة المجرمين , ولكن عندما يكون الحال مع ما يسمى إسرائيل فالحال طبعا يختلف , القرصنة تصبح حقا مشروعا فمياه المتوسط هي مياه إقليمية , و أجواء المنطقة سماء صهيونية , وحدود الدول حدود إسرائيلية , الكيان الصهيوني يمارس القرصنة جوا وبرا وبحرا وتاريخيا و دينيا , يمارس القرصنة وكأنها واجب يومي لابد من تحقيقه , بالأمس القريب كان أسطول الحرية وقتل العشرات من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني واليوم سفينة الكرامة الفرنسية يتم السيطرة عليها بأسلوب القراصنة و سحبها كغنيمة إلى جزيرة الإرهاب و الإجرام ( إسرائيل ) تماما كحال القراصنة في العصور الوسطى , عصور الظلام والتي استطاع الكيان الصهيوني أن يعيدنا إليها بعد تأكده بأنه مهما فعل فلا معترض و لا مجترأ للوقوف في وجه أهدافه .  سفينة الكرامة الفرنسية استطاعت التغلب على المؤامرة الصهيونية و الهرب من الحصار الذي فرض عليها في اليونان والإبحار في عرض البحر لتقديم شئ يسير من الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة , هذا الشئ اليسير من الدعم يأتي في محاولة من بعض شرفاء العالم لمسح القليل من العار الذي يكلل جبين العالم بأكمله الشاهد على جريمة حصار غزة و المتواطئ مع الكيان الصهيوني في هذه الجريمة .  الكيان الصهيوني يأبى إلا أن يجلل العالم بأكمله بالعار و يرفض مسح قليل من الخزي عن جبينه فيقوم بممارسة القرصنة في عرض البحر بصلف وعنجهية وغرور ويستولي على هذه السفينة وليكون حال الواقع مزري ومخجل ويتطلب الكفر بكل طواغيت هذا العالم الذي منحوا الفرصة لهذا الكيان البغيض لممارسة كافة جرائمه تحقيقا لأهداف تتعارض مع أبسط المبادئ الإنسانية – إن وجدت – وتتناقض مع كافة الشرائع السماوية ولا تلتزم بالقوانين الوضعية . القرصنة الصهيونية تتعدى المفهوم المجرد لها لتكون قرصنة على كل شئ , فما استلاب الأراضي الفلسطينية و بناء المغتصبات بصورة محمومة سوى صورة أخرى للقرصنة , وما محاولات انتزاع اعتراف عالمي بيهودية الكيان الصهيوني سوى صورة أخرى من القرصنة ولكنها هذا المرة تتعلق بالتاريخ و هوية أرض هي إسلامية شاء من شاء و أبى من أبى , وما محاولاته لفرض رؤية سياسية خالية حتى من مفهوم حدود 1967 م سوى قرصنة سياسية وقحة ومفضوحة , وما محاولاته لهدم المسجد الأقصى و شطبه من الوجود سوى قرصنة دينية , وما محاولاته لتهويد القدس بإحاطتها بالمغتصبات كالسوار من كل جانب سوى قرصنة حقيرة لسرقة مدينة مقدسة تمثل رمزا دينيا لكافة المسلمين تبذل الأرواح والمهج دونه. منذ نشوء الفكرة الصهيونية في مؤتمر بازل والقرصنة هي أداة هامة ومعتمدة لتمرير المخطط الصهيوني في إنشاء ما يسمى وطن قومي لليهود في فلسطين المسلمة , ولان الصهاينة لم يكونوا في يوما من الأيام أصحاب حق – ولن يكونوا – فإنهم يمارسون كل السبل المدنسة والغير مشروعة لتنفيذ رغباتهم وأحلامهم الدنيئة , فيمارسون التزوير والتزييف والكذب والافتراء والقتل والقرصنة والهدم والسرقة وكل الموبقات في طريق تحقيق دولتهم الزائلة- بإذنه تعالى – ( إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ) , الأطماع الصهيونية لا تنتهي ويجب ولزاما علينا كنقيض للوجود الصهيونية أن نكون ندا قويا لهذا المشروع العنصري المجرم . القضية كبيرة والقرصنة على سفن التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة يضعنا أمام خيار وحيد لا عدة خيارات كما يحلو للبعض أن يقول , خيارنا وحيد ولا جدوى في خيارات غيره سوى منح الفرصة للكيان الصهيوني لكسب المزيد من الزمن الكفيل بمساعدته في تحقيق أطماعه , خيارنا وحيد وعندما نقول خيار فيجب أن يكون مرادفا لكلمة مقاومة , قدرنا المقاومة وبذل الدماء فالمقاومة هي مصدر قوتنا وهي مصدر وجودنا , المقاومة الواجب الشرعي لمقارعة بني صهيون ولكي يسمع العالم الصوت المدوي , فصوت الحق المنبعث من حناجر المقاتلين أقوى بمراحل من صوت الضعف والهوان والسؤال في مسارات دبلوماسية وقوانين وضعية تم وضعها لتعزيز الظالمين وانتزاع الحقوق من المظلومين و الضعفاء .