Menu

إلى أوباما ,,,, وجودنا لا وجودهم ... بقلم: عائد الطيب

إلى أوباما ,,,, وجودنا لا وجودهم بقلم :عائد الطيب ( تمخض الجبل فولد انحيازا آخر وشراكة أكيدة ) حال خطاب باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأخير , فكر أوباما و فكر و دبر ثم أقبل وقال خطابه , هذا الخطاب الذي لم يأت بجديد يتعلق بالقضية الفلسطينية سوى تراجع آخر مكملا لمسلسل التراجعات الأمريكية تجاه الحقوق الفلسطينية خاصة        و الإسلامية العربية عامة , وجاء بالتزام حديدي من أمريكا تجاه الأمن الصهيوني الذي يجب ألا يهتز وضرورة عدم إنكار الفلسطينيين للوجود الصهيوني الجاثم على صدورهم بأي حال من الأحوال .  هكذا تكلم أوباما وأعلن انحيازه الكامل للكيان الصهيوني والتزامه بمحاربة كل تهديد من شأنه إلحاق أدنى ضرر بهذا الكيان , فلسفة أوبامية جديدة خادعة وماكرة , اللعب بمشاعر العرب والمسلمين فهو يحاول أن يظهر بالمتعاطف والمؤيد للثورات العربية وخصوصا في مصر وتونس ويقدم رشوة لهذه الثورات بإسقاط بعض الديون وتقديم قروض وتسهيلات لضمان احتواءها في الفلك الأمريكي تنفيذا للفلسفة الأمريكية – الأوبامية الجديدة بثوبها ووجهها الظاهر والقديمة بأهدافها وانسجامها مع الأهداف الأمريكية العتيدة.  أوباما أعلن أنه يؤيد قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 ومبادلة أراض  وهنا يدق مليون ناقوس خطر , ليسجل تراجع أمريكا جديدا أكثر عمقا ودهاءا فبعد أن كان الحديث يدور عن دولة فلسطينية حدودها 1967 , أصبح الحديث الآن عن دولة ضمن هذه الحدود وطبعا هذا يعني أن هذه الدولة المنتظرة قد ستكون على أجزاء من الضفة وغزة وأجزاء أخرى لا قيمة لها صهيونيا – كل أرض فلسطين غالية الثمن لنا وعزيزة على أنفسنا – ولكنها في نفس الوقت تحقق الهدف الصهيوني بدولة فلسطينية لا تملك مقومات الدولة ممزقة ومشتتة جغرافيا لا تواصل بين أجزاءها وبالتالي تكون دولة صورية لا تستطيع الصمود في وجه المؤامرة الصهيونية .  المتابع لخطاب أوباما الأخير يدرك تماما وبصورة جلية أن السياسة الأمريكية باتت لا تشكل حليفا فقط للكيان الصهيوني بل هي شريك متكامل متضامن, فعندما يطالب أوباما الفلسطينيين بعدم التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 لكي لا يتم عزل الكيان الصهيوني دوليا , ألا يعد ذلك تضامن و شراكة مع الكيان الصهيوني ؟؟؟ عندما يعلن أوباما عن التزام أمريكا بالأمن الصهيوني والحفاظ عليه من أي مساس قد يسبب باهتزازه , ألا يشكل ذلك ما هو أكثر من تحالف ؟؟؟ عندما يقول أوباما أن توجه الفلسطينية للأمم المتحدة يشكل تهديدا للوجود الصهيوني ويجب على الفلسطينيين الاعتراف بشرعية الوجود الصهيوني على أرضهم المغتصبة والاعتراف بيهودية هذا الكيان المسخ , ألا يشكل ذلك تأكيدا آخر على أن الصراع هو أمريكي صهيوني في مواجهة الإسلام والمسلمين ؟؟؟ .  خطاب أوباما يشكل مفترق طرق في ظل المعطيات على الساحة العربية وربيع الثورات العربية وبداية التهاوي لكافة الأنظمة القمعية التي تدور في دائرة المصالح الأمريكية وما قيام أوباما بالقول أن هناك الكثير من الحكام العرب يجب عليهم التنحية لهو مؤشر على مدى الرعب من هذه الثورات والصحوات العربية والتي استطاعت كسر الخطوط الصهيونية الحمراء واقتحمت حدود فلسطين التاريخية في ذكرى النكبة وارتقى شهداء , مما أعطى الأمل الكبير بقرب زوال هذا الكيان الشيطاني وتطهير أرض فلسطين من رجسه , ليس كما يحاول أوباما صنع الوهم من جديد بإظهار نفسه كمؤيد للثورات العربية وهو يرتجف فرقا من نتائجها , إن الانتهازية الأمريكية باتت تتجلى في أبشع صورها بمحاولة رشوة وشراء الثورات العربية التي أصبحت تملك إرادة التغيير وإضافة عنصر قوة جديد لمعادلة الصراع بما يضمن تحقيق النصر بإذنه تعالى . الكيان الصهيوني ورغم كل الانحياز الواضح في خطاب أوباما إلا انه لم ينتظر لمجرد الانتهاء من الخطاب فأصدر قرارا عمليا بسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية ببناء 670 وحدة إغتصابية جديدة وكأنه لمجرد أن أوباما أشار على دولة فلسطينية ضمن حدود 67 – لا يحقق أدني الحقوق الفلسطينية – في إشارة إلى رفض الكيان الصهيوني لمجرد أي فكرة ممسوخة لدويلة فلسطينية و إلى استهانته بكل الأعراف الدولية وكيف لا وهو يدرك بأنه فوق القانون الإنساني الوضعي طالما أن أمريكا تقف خلفه تدعمه وتبرر كافة جرائمه وتمنحه الغطاء الدولي لكافة مخططاته الدنيئة .  إنه صراع وجود لا حدود , وجودنا أو وجودهم , القضية ليست مجرد حدود 1967 و لكنها أعمق وأكبر , القضية قضية وجود على أرض فلسطين , أرض فلسطين لا تتسع إلا لأصحابها الشرعيين  الذين نزفت دماءهم و ارتقت أرواحهم دفاعا عنها , أرض فلسطين امتزجت بدماء الفتح الإسلامي بداية من عمرو بن العاص ومرورا بالناصر صلاح الدين حتى آخر شهيد ارتقي , أرض فلسطين للفلسطينيين , لا شرعية لوجود سوى الوجود الفلسطيني ,  أرض فلسطين هي مركز صراع عقائدي لا يجوز التفريط بشبر منها أو التنازل عن حق من حقوقها أرض فلسطين هي الامتحان الإلهي وهي المعيار لنقاء النفوس وصنع الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم الله وعده .