Menu
رفقاء الشيخ بن لادن: كان صواماً قواماً ويصر على تقدم صفوف القتال .

رفقاء الشيخ بن لادن: كان صواماً قواماً ويصر على تقدم صفوف القتال .

قــــاوم- قسم المتابعة : نقلت صحيفة السبيل الأردنية أمس ما وصف به أردنيون زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن الذي رافقوه في أوقات سابقة ، بـأنه "البطل والشهيد". وتحدث هؤلاء عن قتال بن لادن "العنيف والشرس للأعداء"، مؤكدين أن شخصية زعيم القاعدة، ترفض الاستسلام دون مواجهةٍ ضروس. ونفى المرافقون عن بن لادن، حبه للعنف وسفك دماء المدنيين، مؤكدين حرصه على قتال "الأعداء الذين يحتلون البلاد الإسلامية". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في وقت مبكر من صباح اليوم، مقتل بن لادن المطلوب الأول لبلاده، في بيان مقتضب. وقال عبد المجيد المجالي أحد مرافقي بن لادن في الفترة من 1986 حتى 1987 إن "الشيخ كان يتمنى الشهادة، فطالما ابتغى بجهاده مرضاة الله. استشهاده سيكون سبباً في إحياء شباب الأمة، وإن دماء الرجل الذي ضحّى بماله وسكن الكهوف؛ لعنة ستطارد الكفر والمعتدين". المجالي الذي قضى حكما بالسجن بعد عودته إلى الأردن، استذكر أياماً جمعته ببن لادن في ساحات القتال بأفغانستان، قائلاً: "كنّا نحفر معاً خنادق المجاهدين. عايشته على الحدود الباكستانية الأفغانية، وأذكر جيداً تلك اللحظات التي كان يقود فيها عمليات الاقتحام ضد الجنود الروس. كان يرفض الاختباء ويصر على تقدم الصفوف". ويضيف: "دائماً ما كان يُلزم نجله عبدالله بمراقبة الطائرات المعادية، ويمنعه من الاختباء في الخنادق حينما تبدأ المواجهة". ويتحدث المجالي الملقب بـ"أبو قتيبة"، عن أبرز سمات زعيم القاعدة. ويقول محاولاً إخفاء دموعه: "كان صواماً قواماً لا يلقاك إلا بالبسمة، وشُغله الشاغل المسجد الأقصى والسعي لتحريره..(...)". ويتابع: "طالما حمل في يده اليمنى الماء، وفي الأخرى حبات الملح، لمواجهة آلام هبوط الضغط، فإصراره على مواصلة الجهاد كان يمنعه من مراجعة الأطباء". ويستذكر المجالي قصة "تقليم أظافر العدو الأول لأمريكا"، قائلاً: "نجحت في تقليم أظافر الشيخ الطويلة بعد محاولات عديدة، فقد كان حريصاً على عدم قصها ليتمكن من حفر الخنادق بيديه". ويؤكد أحمد القاسم الذي رافق بن لادن في الفترة من 2000 حتى 2001، حرص زعيم القاعدة على تفقد جبهات القتال بعد أحداث 11 سبتمبر. يقول: "كان يحمد الله ويحث المقاتلين على الصبر والجهاد. شهادة الشيخ سترفع من عزيمة المجاهدين، وستوقد شعلة الجهاد من جديد". ويوضح القاسم أن "التواضع والزهد والحياء الشديد أبرز ما كان يميز الشيخ أسامة"، مؤكداً أن "بن لادن باع نفسه لله". ويزيد: "كان متوكلاً على الله في جميع أحواله، حريصاً على الأخذ بجميع الاحتياطات الأمنية. زرته في بيته بقندهار وحضرت حفلَي زفاف لاثنتين من بناته. منزله كان متواضعاً جداً". وتستذكر أم محمد زوجة الشهيد عبدالله عزام، الأيام التي قضاها بن لادن في ضيافة زوجها بأفغانستان. وتقول: "كان يبدأ يومه بقيام الليل، قبل أن يذهب برفقة الشيخ لصلاة الفجر في المسجد، ثم يعودا لتناول القليل من الطعام، ويخرجا لاحقاً إلى مكاتب التخطيط وساحات الجهاد". وتنقل أم محمد عن زوجها قوله: "بن لادن أطهر من ماء السماء". وتبين أم محمد أن بن لادن كان يحب الجميع، ويناصر القضايا الإسلامية بمجملها. ويتحدث "أبو الحارث عزام" أحد الذين رافقوا عبدالله عزام وبن لادن في أفغانستان عن مناقبه بالقول: "كان يبحث عن الشهادة ووصل إلى مبتغاه. لم يكن حكراً على أحد، فالجميع كان يراه ويقابله..". وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا أن عملية اغتيال بن لادن استغرقت أربعين دقيقة، اشتبك فيها زعيم القاعدة وحراسه مع المجموعة المغيرة، وسط معلومات عن مقتل نجله عند اقتحام المكان. يذكر أن بن لادن الذي ولد عام 1957، قاتل في الثمانينات ضد القوات السوفييتية بأفغانستان، ثم عاد في التسعينات ودرّب مقاتلين من شتى أنحاء العالم العربي، في معسكرات سمحت بها حركة طالبان التي كانت تحكم البلاد آنذاك.