Menu
بدايات الشيخ أسامة بن لادن مع أفغانستان وأهم العمليات الجهادية التي شارك فيها

بدايات الشيخ أسامة بن لادن مع أفغانستان وأهم العمليات الجهادية التي شارك فيها

قــــــاوم- قسم المتابعة : يقول قلم الإمام أسامة بن لادن: (عندما ولدتُ كان العالم كله يحكم من قبل معسكرين كفريين الأول هو الاتحاد السوفيتي والثاني أمريكا.. وكان عالمنا الإسلامي قد خرج قبل خمسين عاماً تقريباً مهزوماً وتفتت على اثر انهيار الدولة العثمانية... وصنع البريطانيون وطناً بديلاً لليهود في فلسطين حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين.. كما صنع المنتصرون في الحرب العالمية الثانية كيانات ورقية سموها الدول العربية والإسلامية.. لم أكن بحاجة إلى مزيد بحث لأكتشف أن هناك مآسي كثيرة حدثت في بلاد الإسلام بعد احتلال الغرب لكل مراكز القوة في العالم الإسلامي وبعدما بنوا قواعدهم العسكرية ونشروها في كل مكان.. ووضعوا حكومات منافقة تخضع لهم ولنظامهم بدون أدنى شك في تبعيتهم.. وكانت تلك الدول والكيانات المصطنعة من أسباب فساد أحوال المسلمين وضعفهم وهوانهم.. فهي حكومات وضعت في الأصل للقضاء على أي محاولة تحرير لبلاد الإسلام من التسلط الغربي والشرقي عليه.. وعلى رؤوس تلك الدول جفاة غلاظ همهم الأول مصالحهم الشخصية الخاصة و وضعوا على رؤوس تلك الدول لقطاء تم تعليمهم وتربيتهم وتثقيفهم في بلاد الغرب فعادوا ظاهرهم الرحمة وباطنهم فيه العذاب. كان هذا حال العالم الإسلامي عندما ولدت فلما كبرت وأصبحت شاباً شاهدت بعيني مدى الدمار والذل الذي أحاط بأمتنا الإسلامية جراء خضوعها لتلك القوى.. ولمست بنفسي مدى التشويه والمسخ الذي فعل فعله في نفسيات المسلمين حتى أخرج لنا أجساداً تتسمى بأسماء المسلمين وتحمل في أعطافها قلوب هي أشد كفراً من الكفار الأصليين، ورأيت نفوساً أذلت وخضعت وأركست في حمأة الهزيمة رغم أنها تقرأ صباح مساء (اقرأ باسم ربك الأعلى) لكنها في واقع الأمر تعتقد أن الكفر أعلى وأن الأمة الغربية أعز، ونسيت في مجمل ما نسيت أن العزة لله جميعا.. تساءلت في تلك الفترة هل يمكنني كمسلم أن أحدث تغييراً ؟ هل يمكنني كرقم واحد من بين مليار مسلم أن أصنع شيئاً يغير أوضاع أمتي ويعيد مجدها الغابر ؟ القرآن يخبرني بأنني يمكن أن أصنع فرقاً وأن أغير ما حوالي إذا تغيرت أنا لأن الله قال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وفي الوقت نفسه القرآن والسنة يأمراني بأوامر شرعية وينهياني عن أمور ويقولان لي إنني إذا التزمت بهذه الأوامر وحققتها في نفسي وفي من حولي فإن الله تكفل لي بالنجاح في التغيير وأخبرني أنني إذا كنت في حزب الله فإن حزب الله هم الغالبون. وأخبرني أن الباطل مهما علا وتجبر وتكبر فإن تمسكي بحبل الله سوف ينجيني منه وينصرني عليه.. ووجدت فيما وجدت من أوامر القرآن أن الله يخاطبني أنا كشخص مؤمن بخطاب هو موجه في الأصل للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه موجه لي أيضا بحكم كوني من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله لي( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين، عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا) . فوضح لي من هذه الآية أن التزامي بالقتال في سبيل الله ولو لوحدي فأنا لست مكلفاً بالآخرين يعني كف بأس الذين كفروا عنا.. وهل نعاني في أمتنا مصيبة أشد من بأس الكفار وتسلطهم على بلادنا وحياتنا بحيث أن تسلطهم وبأسهم أفسد علينا كل شئوننا بدءاً من ديننا وانتهاءً بمصالحنا الاقتصادية ! ومع مزيد تأمل في القرآن وفي السنة لاحظت أن قضية الجهاد ومدافعة الكافرين أخذت حيزاً كبيراً جداً في القرآن بحيث أنه تقريباً بلغ عدد الآيات التي تتحدث في قضايا الجهاد وتوابعه وما يلحق به من أحكام ربما تصل إلى خمسمائة آية !! بل وجدت من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن عدداً كبيراً من الأحكام الشرعية حدثت أثناء الغزوات وأن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت في معظمها قتال وجهاد مع الكفار ! ومع هذه الملاحظة وجدت عدداً من الدعاة وأهل العلم يقلل من أهمية الجهاد ويقول إن الوقت ليس وقت جهاد والسبب أنهم رأوا قوة الباطل فحاولوا إلغاء الجهاد من مناهجهم لأن اجتهادهم أدى بهم إلى تصور أن الأمور يمكن أن تتغير مع الباطل بصورة سلمية ! ؟ فتساءلت لماذا إذاً أصبحت قضية الجهاد والأوامر الشرعية به بهذا الحجم وبهذه الكثرة وعبر عنها بمختلف الصيغ اللغوية فمرةً بالأمر الصريح المباشر بقتال الكفار كافةً ومرةً بمدح المقاتلين ومرةً بالرضا عنهم ومرةً بذم المتخلفين وبفضح المنافقين الذين يتهربون من الجهاد ومرةً بنفي الموت عن الشهيد وبأساليب وصيغ ووعود إلهية بالجنة لمن قاتل في سبيل الله، حتى أن الصلاة التي هي الركن الثاني في الإسلام أصبح لها شكل وهيئة مخصوصة عندما يكون المؤمنون في المعركة، ثم وجدت أن أحد علماء أهل السنة الكبار وهو شيخ الإسلام ابن تيمية يحسم هذا الأمر عندما يوضح أن أهم أمور الدين أمران الصلاة والجهاد ولهذا كثرت فيهما النصوص الشرعية ووردت النصوص الشرعية التفصيلية لأحكامهما، بل إن تفاصيل الجهاد وأحكامه الشرعية وردت في القرآن بما لم يرد في الصلاة ! بل إن الله عز وجل أعطانا صفة صلاة القتال، بينما تكفلت السنة بتوضيح صفة الصلاة الشرعية المعتادة ! وفي صلاة القتال يأمرنا الله بأن نكون على حذر ويخبرنا أنه بسبب الصلاة ربما يظن الكفار أننا سنغفل عن أسلحتنا بسبب انشغالنا في الصلاة فيميلون علينا ميلة واحدة !! خرجت من هذا بنتيجة نهائية وحاسمة أن الجهاد قضية كبرى في حياة المسلمين وأن الجهاد من الأهمية بحيث أن إهماله تحت أي اجتهاد يعني أن كل الجهود الدعوية والشرعية بدونه لن تكون ذات نتيجة كما يريد الله لنا وأن الجهاد هو مفتاح تغيير أحوال المسلمين بل وبالجهاد يمكننا دفع الفساد في الأرض كلها وليس في بلاد الإسلام فقط. وهذه القضية من الوضوح عند علماء الإسلام إلى درجة أنهم أباحوا قتل المسلمين الذين يتترس بهم الكفار إذا لم يكن هناك سبيل للقضاء على الكفار غير قتلهم ! هذا كان اعتقاداً فكرياً لكنني لم أكن أتصور كيف ستكون الأمور وكيف سأبدأ الجهاد ؟ وكنت أعتقد أيضاً أن هناك فرق كبير بين النظرية والتطبيق فإن كثيراً من الأمور يظهر لك ظاهرها متسق عقلاً ومنطقاً فإذا خضت فيها عملياً ظهرت لك حقيقة الأمر، وكما اعتقد بعض أهل العلم والدعوة أن جهاد الكفار مستحيل عقلاً فقد قررت أن أخوض التجربة لأن أمر الله لي بقتال الكفر أمر ملزم والله الذي خلقني هو أعلم بي وبأحوالي من البشر الذي قد تصيب عقولهم وتخطئ بل إن الله أوضح لي بشكل حاسم أن القتال قد كتبه علي وهو يعلم أنه شيء مكروه للنفوس وقال لي بأنه عسى أن أكره القتال وهو خير لي وقال علماء التفسير إن عسى في القرآن للتحقيق وليست للتمني لأنها من الله الخالق، فإذا ما خضت جهاداً فإنني على يقين أن هذا الطريق هو الذي ارتضاه لي الله عز وجل ونبيه ولذا فالنتيجة ستكون حتماً تحقق وعد الله لي بالنصر على العدو أو الشهادة والجنة إذا ما سرت في الطريق بدون أن أقع في المحاذير التي حذرني الله ورسوله منها مثل التنازع والخلاف والفرقة وعدم الإخلاص وغيرها من معوقات الجهاد وشروط صحته كما وضحها الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم.رأيت الشيخ بالمصباح يسعى لـه في كل ناحية مجالُ يقول مللتُ أنعامـاً وبهمـاً ووثـاباً أريد فهل يُنالُ فقلنا ذا مُحــالٌ قد بحثنا فقـال ومنيتي هذا المحالُ علاقة بن لادن مع أفغانستان  بدأت علاقة أسامة مع أفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لذلك البلد، فلقد صدمه خبر احتلال بلد مسلم وتشريد أهله بهذه الطريقة من قبل الملحدين الشيوعيين. أحب أسامة في وقت مبكر أن يطلع على الوضع بنفسه فرتب مع الجماعة الإسلامية رحلة إلى باكستان حيث أصطحب من كراتشي إلى بيشاور من قبل الجماعة و هناك قابل مجموعة من قيادات المجاهدين أمثال سياف و رباني ممن لم تكن أسماؤهم غريبة عليه حيث أن بعضهم كان ممن يحضر إلى مضافة والده في الحج و المواسم . حرص أسامة أن يبقي أمر تلك الرحلة في البداية طي الكتمان لأنه لم يكن يعلم توجه الدولة كما حرص أن يعطيها طابعا استكشافيا قبل أن يتخذ قرارا بخصوص ذلك الموضوع. استغرقت الرحلة شهرا وأقتنع من خلالها أن القضية تستحق أن تعطى جل اهتمامه.بعد عودته إلى المملكة واطمئنانه إلى إمكانية البوح بخبر الرحلة بدأ يتحدث مع إخوانه و أقاربه و زملائه في الدراسة حول مشاهداته و تمكن من تنفيذ حملة علاقات عامة لصالح المجاهدين. كانت نتيجة تلك الحملة كمية هائلة من التبرعات المالية و العينية للمجاهدين. حمل أسامة تلك التبرعات وذهب في رحلة أخرى إلى باكستان مصطحبا معه عددا كبيرا من الباكستانيين و الأفغان الذين يعملون في مؤسسة بن لادن. بقي أسامة هناك لمدة شهر مرة أخرى. كرر أسامة هذه الرحلات حاملا معه التبرعات و مصطحبا عددا من الناس من جنسيات مختلفة مكتفيا بمناطق المعسكرات والمخيمات دون الدخول على أفغانستان. إلى عام 1982 ميلادية . في عام 1982 قرر أسامة اجتياز الحدود و الدخول إلى أفغانستان و المشاركة في الجهاد. رأى أسامة الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان فقرر الاستفادة من تجربته في المقاولات و جلب عددا هائلا من المعدات و الجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال و شق الطرق وإنشاء المعسكرات. وتكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان و إشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم. و كان بعض أهل الجزيرة قد تأثروا بزيارات أسامة و بدأوا يتقاطرون على أفغانستان لكن بأعداد قليلة حيث لم تتحول القضية بعد إلى حملة شعبية وتنتظم في مؤسسات و مكاتب و معسكرات ).يقول الإمام في كلمته التي ألقاها في جلال أباد أيام قتال الروس: ( وكنا من فضله سبحانه وتعالى يوم أن علمنا بدخول الروس عام 99 هجريه يوم أن سمعنا في الأخبار أن الروس قد دخلوا ديار المسمين منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن نفرنا إلى إخواننا في أفغانستان حتى نعينهم وننصرهم ونقوم بالواجب الذي منَّ الله به علينا ثم تتابعت الأحداث بعد ذلك إلى عام 1404هـ وكانت أول معركة نحضرها في أفغانستان فلما رأينا حال المجاهدين وما هم فيه من ضعفٍ وقلة حيلة لام الإنسان نفسه كيف تأخر كل هذا الوقت عن نصرة المسلمين المجاهدين في سبيله حتى شُعر أنه لا مكفرَّ أفضل من أن يقتل في سبيله حتى يُكفَّر عنه ما تأخر وما توانى في نصرة إخوانه المجاهدين ).يقول الإمام أسامة بن لادن وهو يروي قصة مأسدة الأنصار: ( من باب الحديث بالنعمة التي منَّ الله سبحانه وتعالى علينا .. وتحريضاً للمؤمنين على هذا الأمر العظيم .. فمن فضله سبحانه وتعالى أنه في عام 1399هـ سمعنا أن الروس قد دخلوا إلى بلاد المسلمين في أفغانستان .. وذهبت في تلك الفترة إلى باكستان من أجل نصرة إخواننا المسلمين في أفغانستان .. واستمر ذهابي إلى باكستان إلى أن منَّ الله عليّ ودخلت أفغانستان .. وكان وضع المجاهدين ضعيفاً في العدد والعدة . . خاصة مستلزمات القتال و شعرت بأننا مقصرين في حق إخواننا الأفغان إذا لم نقم بكامل واجبنا نحوهم .. وإن أفضل ما يكفر عن هذا التقصير أن يقتل الفرد وهو يجاهد في سبيل الله ).قال حذيفة ابن الشيخ عبد الله عزام وهو يبين اللقاء الذي جمع بن الإمامين: ( كان هذا تحديداً سنة 1984 ميلادية.. في صيف سنة 1984، كان الشهيد الدكتور عبد الله عزام عائد في إجازة، وفي هذه الإجازة كان يقوم بجمع التبرعات وبالعمل الدعوي والإعلامي للقضية الأفغانية. أسامة بن لادن جاء إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وكان قد سمع بأن هناك رجل قد سبق إلى الساحة، وهو الشهيد الدكتور عبد الله عزام، وكان يرغب حقيقةً بأن يعرف خلفية أو يتعرف على القضية الأفغانية. طبعاً اللقاء استمر من 3 إلى 4 ساعات، الشيخ أسامة بن لادن ما ترك أي ملابسات تدور في ذهنه إلا وسأل عنها، والوالد أجابه عن جميع تساؤلاته، وتم الاتفاق على إنه ينتقل الوالد إلى موسم الحج، لأداء فريضة الحج سنة 1984، وإن كان أسامة بن لادن قد أنهى أموره فينتقلوا سويةً إلى باكستان ثم إلى أفغانستان، وإلا فإن الوالد يسبق.. يسبق أسامة بن لادن، و.. ثم أسامة بن لادن يقوم بإجراء الترتيبات اللازمة لعملية الانتقال، ويلحق به فيما بعد ).( في عام 1984 ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان و هو بيت الأنصار في بيشاور. أسس بيت الأنصار كمحطة نزول أولي أو استقبال مؤقت للقادمين للجهاد قبل توجههم للتدريب و من ثم للمساهمة في الجهاد. ورغم تأسيس بيت الأنصار فلم يكن عند أسامة جهازه الخاص أو بنية تحتية من معسكرات ومخازن وإمداد واتصال، ولم تكن له جبهة خاصة به، بل كان يرسل الشباب القادمين إلى أحد الأحزاب المقاتلة مثل حكمتيار وسياف أو رباني.تزامن تأسيس بيت الأنصار مع تأسيس مكتب الخدمات في بيشاور من قبل الشيخ عبد الله عزام رحمه الله. وقد أدى تأسيس المكتب إلى نوع من التكامل مع بيت الأنصار حيث يؤدي المكتب المهمة الإعلامية وجمع التبرعات وحث المسلمين وخاصة العرب على الجهاد بالنفس والمال ويؤدي البيت المهمة العملية في استقبال وتوجيه الراغبين في الجهاد أو الاطلاع على أوضاع الأفغان. وخلال تلك الفترة توثقت علاقة الشيخ عبد الله بأسامة لكن رأى الاثنان أنه ليس من المصلحة دمج عملهما ومن الأفضل تعدد الواجهات مع التنسيق الجيد ).قال حذيفة ابن الشيخ عبد الله عزام: ( اجتهد الشيخ أسامة بن لادن بعد أن فهم الساحة وأصبحت لديه خبرة في التعامل مع القضية الأفغانية والجهاد الأفغاني، قرر الشيخ أسامة بن لادن عندها أن يركز معظم جهوده على العمل العسكري في داخل أفغانستان، ورأى أنه هذه النفقات الهائلة والضخمة التي كانت تُنفق في ساحة بيشاور كان يرى أنها يعني يمكن أن يُستغنى عن الكثير منها، وتُستثمر لصالح المجاهدين في داخل أفغانستان، لأنه إذا سقط النظام الشيوعي، فإن الاهتمام بالأمور الأخرى سيأتي تلقائياً إذا ما قامت الدولة الإسلامية، وكانت هنا.. نستطيع أن نعتبرها بدايات تأسيس تنظيم القاعدة، طبعاً خاطب الشيخ أسامة بن لادن الوالد بهذه الفكرة، وكان هناك نقطتي خلاف برزتا في هذه المسألة بين الشهيد الدكتور عبد الله عزام والشيخ أسامة بن لادن، الشيخ أسامة بن لادن الخلاف كان يدور حول نقطتين كما ذكرت.النقطة الأولى: هي عملية تجميع الشباب العرب في منطقة واحدة في أفغانستان، بالتحديد منقطة جلال آباد التي انطلق تنظيم القاعدة منها. وكانت النقطة الثانية.. نقطة الخلاف الثانية كانت هي في التركيز على الجانب العسكري فقط وعلى حساب الجوانب الأخرى. ومن هنا لم يتفق الوالد مع الشيخ أسامة بن لادن على هاتين النقطتين . في سنة 1986 قرر أسامة أن يتوسع في تنظيم العملية الجهادية و يكون له معسكراته و خطوط إمداده. وفعلا تمكن أسامة من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها و نقلها أكثر من مرة تبعا لظروف الحرب. وبعد تجربة المعسكرات و بعد تمكن أسامة من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبار بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب.وفي تلك الفترة تقاطر على بيت الأنصار و المعسكرات عدد هائل من المجاهدين العرب كان من بينهم طالب الثانوية والطالب الجامعي أو ربما الأمي أو التائب من بعض الكبائر وكان من بينهم المهندس والطبيب بل والضابط القدير المتمرس في القتال.شارك المجاهدون العرب في مناوشات عديدة و قتال محدود في البداية ثم دخلوا في معارك طاحنة كان أشهرها معركة جاجي في نهاية ذلك العام والتي هزم على يد المجاهدين العرب فيها وحدات من أفضل الروس تدريباً وأفضلهم تسليحا وقتل فيها عدد من ذروة رجال الكوماندس الروس. المعارك التي شارك فيها الشيخ اسامة ومنذ عام 1986 إلى عام 1989 دخل المجاهدون العرب في خمسة معارك كبرى مع الروس ومئات من المواجهات والمناوشات الصغيرة. وكانت تلك الفترة من أجمل الفترات للمجاهدين بسبب توفر الفرصة للقيام بالجهاد دون مضايقات من حكام المملكة أو الحكومة الباكستانية. وخلال تلك الفترة لم يكن أسامة يعود للملكة إلا قليلا ويقضي معظم أيام السنة في أفغانستان جهادا وتدريبا وإشرافاً على المجاهدين، ومع ذلك فقد بارك الله في الشركة رغم بعده وانشغاله عنها ).يقول الإمام أسامة وهو يروي طرفاً من بداية جهاده داخل أفغانستان: ( كان انطباعي أن المسلمين مقصرون نحو إخوانهم لأن الشيوعيين الروس كانوا يساعدون الأفغان الشيوعيين ولاحظت اهتمام الأفغان وسرورهم بوجود العرب بينهم . وكان الوجود العربي يزيد الأفغان قوة وإيماناً وترتفع معنوياتهم ارتفاعاً كبيراً .. وكان من شدة محبة الأفغان للعرب أنهم كانوا يعاملونهم كضيوف .. فلم يكلفوا العرب بأي مهام عسكرية وقتالية وكان الشباب العربي يتأذى من ذلك لأنهم يريدون العمل كمجاهدين .. ولهذا فكرت في إنشاء مكان لاستقبال الإخوة العرب لإعدادهم للقتال . واستأذنت من أمير الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان عام 1404 هجرية ( 1984ميلادية ) في إنشاء معسكر في منطقة قريبة من الحدود حتى يتدرب الإخوة ، وقد بلغ عدد الإخوة الذين انضموا للمعسكر في ذلك الوقت حوالي مائة أخ وكان هذا العدد قليل لأن الشباب العربي تربى في بلاده على حياة بعيدة عن العزة الحقيقة بالجهاد والذود عن الدين .. وكان كثير من الشباب يعتبر الجهاد نافلة من النوافل وأمر مندوب .. كان كذلك في الصيف وعندما انتهى الصيف وبدأت الدراسة إذا بأكثر الإخوة الذين كانوا معنا انصرفوا عائدين إلى أوطانهم يراجعون دراستهم رغم أن الذين حضروا من خير الأخوة .. ولم يبق إلا عدد قليل جداً .. دون العشرة أفراد .. منَّ الله علينا ووجدنا معسكراً في جاجي داخل أفغانستان.أنشأنا معسكراً في منطقة جاجي داخل أفغانستان وذلك للتدريب وكنا ندرب أنفسنا بالخبرات الموجودة لدينا .. واستمر الحال على ذلك .. وكنا حوالي خمسين فرداً ولك تكرر ما حدث في السابق .. فمع الشتاء انصرف معظم الموجودين .. فلم يكن هناك وعي كامل بأهمية نصرة هذا الدين .. وضرورة قتال الكفار حتى يكون الدين كله لله .. بعد ذلك منَّ الله علينا في أواخر عام 1406هـ وأوائل عام 1407 أن عزمنا على البقاء في منطقة جاجي داخل أفغانستان حتى لو كنا عدداً قليلاً وكنا في ذلك الوقت أحد عشر شخصاً ومعظمنا من المدينة المنورة .. مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام .. أذكر شفيق بن إبراهيم المدني .. رحمه الله .. وطالب عبد العزيز النجار أبو قتيبة السوري الحموي المدني .. وأخونا أسامة بن ملا حيدر المدني .. وأخونا أبو معاذ السعدي مقيم في المدينة وفلسطيني الأصل وأخونا أبو رجاء حسان الأنصاري من المدينة أيضاً وأخونا عبده أحمد حمود عثمان .. وأخونا علي السوداني وأخونا محمد بن عبد السلالم المعروف بأبي أنيس .. وأخونا أحمد حسين بخشي من سكان المدينة المنورة كنا أحد عشر أخاً وكنا نعمل في شق الطرق . وإنشاء الأنفاق في بطن الجبال وكذلك المخابئ وذلك لحماية المجاهدين الأفغان .. ولكننا كلفنا شفيق رحمه الله .. وأسامة حيدر لمتابعة الأمور العسكرية في المنطقة .. ومما هو جدير بالذكر أن كل هؤلاء الإخوة كانوا في حدود العشرين من العمر .. أكرمهم الله .. كانوا قد تركوا دراستهم وحضروا للجهاد في سبيل الله .. واستمر الحال في العمل .. وأخبرنا شفيق وأسامة حيدر أن هناك جبل مشرف على مواقع العدو .. وهو خال من المجاهدين .. وزرت هذه المنطقة فوجدت أنها فعلاً منطقة خطيرة وحساسة جداً .. فسألت عن سبب عدم وجود مجاهدين في هذه المنطقة رغم أهميتها فقيل لي إن الشتاء والثلوج تقطع الطرق .. ويتوقف الإمداد ولكثرة القصف على تلك المنطقة .. كان في نيتنا أن يكون لنا مركز خاص بالعرب ضمن المراكز التي نقوم بإنشائها .. ولهذا قررنا إنشاء مركز للعرب في هذا المكان لم يبق إلا ثلاثة عندما بدأنا العمل ، الأخ شفيق ، والأخ أسامة ملا حيدر وأنا .. أما باقي الإخوة فكانوا إما في إجازة .. أو في أشغال أخرى .. وكنا في ذلك الوقت في حاجة ماسة لأي أخ يأتي معنا نظراً لوحشة المنطقة وبعدها من المجاهدين الأفغان وقربها من العدو .. ولا يمكن أن يتيسر لثلاثة فقط .. العمل .. والحراسة في نفس الوقت حاول أحد الإخوة أن يثنينا عن العمل .. وكان في زيارة لنا .. وحاول مع الأخ شفيق وأسامة .. ولكن منَّ الله علينا بأخوين آخرين .. وكانا متوجهين إلى جبهة أخرى داخل أفغانستان .. وكان أحدهم اسمه أبو الذهب .. مصري من أصل سوداني .. وقبل أن يذهب حضر لي وقال : إننا نحب أن نبقى معكم .. فسررت بذلك سروراً عظيماً .. وأثناء تحركنا للعمل في المنطقة التي أخذناها .. كان الطريق مكشوفاً وظاهراً للعدو .. فكان العدو يقصف علينا .. فكنا ننزل وننتشر من السيارة .. ثم نتحرك من جديد..اخترنا المنطقة التي أطلق عليها مـأسـدة الأنـصـار فيما بعد.. كانت هذه الفترة من أجمل أيام الإنسان حيث كنا مرابطين بالقرب من العدو . وفي نفس الوقت نقوم بإنشاء الطرق وحفر الخنادق ، كنا نعيش في خيمة واحدة .. وانضم إلينا الأخ ذبيح من أهل الطائف واسمه محمد بن المبارك .. كنا في خيمة واحدة .. صلاتنا سوياً قراراتنا سوياً ، أكلنا في نفس المكان . . وكنا نتناوب الحراسة وكنا نشعر بوحشة شديدة لأن المكان مخيف للطرفين .. للعدو .. ولنا .. وكان الفرد منا لا يستطيع أن يبتعد كثيراً عن مركز الخيمة لأنها منطقة غابات موحشة .. ناهيك عن قربها من العدو .. فاستمرينا على ذلك الحال فترة طويلة ثم أرهقتنا الحراسة .. فطلبنا أحد الإخوة فحضر أخونا صالح الغامدي .. وازداد العدد فوصل إلى سبعة ، ومع ذلك كنا متفائلين ومستبشرين بأن يزيد عددنا وبالفعل وصل العدد خلال شهرين إلى أربعين أخ .. بعد ذلك جاءنا أخونا أبو حنيفة .. حسين عجيب .. ثم جاء محمد الصخري وهو من الناس الذين لم تكن لهم وقفة تردد .. رأيته في المسجد النبوي . وكنت عازماً على السفر .. ورأيته بعد صلاة الفجر وكان أبو حنيفة قد أخبرني بأن هناك أحد الإخوة يريد أن يذهب إلى أفغانستان .. وأن هذا الأخ يريد أن يكمل دراسته هذا العام ثم يحضر في الصيف.. التقيت بالصخري .. وتكلمت معه بضعة دقائق فانشرح صدره وعزم على الذهاب معنا غداً .. وعلم واجبه .. ترك الدراسة والشهادة .. والدنيا .. ومكث معنا حوالي أربع سنوات إلى أن منَّ الله عليه بالاستشهاد في جلال آباد ..تشاورنا في تسمية الموقع .. فاختار الإخوة عدة أسماء فانشرح الصدر باسم مأسدة وأخذنا هذا الاسم من بيت الشعر لأحد الصحابة رضي الله عنهم كان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم .. يقول بيت الشعر من سره ضرباً يمعمع بعضه بعضاً كمعمـعة الإباء المحـرق فليأت مأسـدة تسن سـيوفها بين المزاد وجذع الخندق من أنصار الدين .. رجع أخونا أبو حنيفة لتحريض الشباب .. فغاب عنا ثلاثة وعشرين يوماً .. رجع بثلاثة وعشرين رجلاً .. واستمر العدد في الزيادة وكنا نشعر بأهمية هذا التجمع .. ويسألني الإخوة هنا .. لماذا تميزتم .. فإن لذلك التميز أسباباً كثيرة حيث أن الأخ يأتي من بلاده والجهاد كده .. فتجتمع عليه عدة أمور .. منها الجهاد والغربة في اللغة .. والغربة في الطقس والتضاريس .. لهذا فإن وجوده مع إخوانه يزيده صبراً ..). يقول قلم الإمام أسامة بن لادن: ( لما انقدحت شرارة الجهاد في أفغانستان بادرت مع من بادر من إخواني وحملنا السلاح دفاعاً عن إخواننا الأفغان في مواجهة الدولة العظمى الأولى وهي روسيا.. وهناك اكتشفنا عملياً ما كنا نفكر فيه نظرياً وتيقنا أن إخواننا الذين استبعدوا الجهاد من مناهجهم في التغيير كانوا واقعين في وهم وتخويف من الشيطان ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) عندما كانوا يظنون أنهم لن يقدر على تغيير الأوضاع أو لن يستطيعوا إزالة العدوان الواقع على بلاد المسلمين.. واكتشفنا فيما اكتشفنا أننا كمسلمين لا يجب أن نستصغر أنفسنا أو نظن أن ليس بيدنا شيء أو أننا متخلفون والغرب متفوق علينا، بل تأكدنا أن الإيمان بالله يصنع المعجزات ويجعل أقوى قوى الأرض تتهاوى أمام عزة المؤمن وتمسكه بدين الله واكتشفنا أن الفرد المسلم يمكنه أن يغير وجه العالم كله إذا ما صبر واستيقن بوعد الله بالتمكين والنصر..).يقول الإمام أسامة متحدثاً عن أول عملية عسكرية للمجاهدين العرب: ( كنا قد بدأنا نصل إلى مرحلة كبيرة ومتقدمة من إنشاء المأسدة .. وسمعنا في شهر رمضان سنة 1407هـ أن هناك أخباراً بتحركات للعدو .. ولم تكن المعلومات كافية . وقمنا بحفر الخنادق .. كنا قد عزمنا على القيام بعملية ضد العدو في 14 رمضان تقريباً .. وكان القائد الأفغاني قلب الدين حكمت يار في المنطقة .. وحضر الشيخ سياف وعزمنا على القيام بهجوم يوم 26 رمضان .. وبدأنا ضرب المناطق التي تقع أسفل منا .. وإذ بالرد يأتي إلينا من مناطق بعيدة .. براجمات الصواريخ ( ب م 21 ) وكانت بداية المعركة الطويلة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع وكان العدو قد خطط لها .. ونحن لم نخطط إلا لمعركة تدوم ليوم واحد .. وكان هدف الهجوم تدمير هذه المواقع .. وقفل طريق جاجي وهو من طرق الإمداد الرئيسية لداخل أفغانستان .. وكان يوم 29 رمضان أعنف أيام القتال .. وكنا قد علمنا أن القوات المتقدمة عددها حوالي عشرة آلاف جندي ومنها ثلاثة كتائب روسية وكذلك قوة كوماندوز روسية ).يقول أبو محمود السوري عن قصة أول مواجهة عسكرية قام بها شباب مأسدة الأنصار . حيث شارك وأصيب فيها .. وكانت بداية مهمة في تاريخ إنشاء المأسدة: ( يجب أن نذكر أن أول معركة يخوضها العرب في تجمع واحد كانت في شهر شعبان سنة 1986 في خوست .. حيث تجمع العرب وكونوا كتيبة أسموها كتيبة الخرساء وعلى قول أبو هاجر العراقي كان يسميها كتيبة الظرفاء وقد خاضت هذه الكتيبة معارك شديدة في خوست .. وأصيب من العرب عدد كبير واستشهد فيها عدد آخر .. وكان ذلك قبل إنشاء المأسدة .. وقبل وجود العرين .. فعندما بدأ أسامة بن لادن العمل في شق الطريق والأنفاق .. وحفر الخنادق .. كان قد أرسل شفيق .. وأسامة وأبو قتيبة لاستطلاع المنطقة .. وبعد قيامة بالاستطلاع أخبروا أبو عبد الله بهذا الجبل القريب من العدو والذي يطل عليه من أعلى .. ويكشف حصن تشاوني الذي يسيطر على المنطقة يتحصن به الشيوعيون ويتحكم في الوادي الذي يعبر الحدود إلى باكستان .. وذهب أبو عبد الله أسامة بن لادن لهذا الجبل واختاره كبداية لإنشاء موقع خاص بالعرب .. كان الشتاء على الأبواب .. وهو شتاء بارد .. والثلوج تمنع الحركة تماماً .. وقد سأل أسامة بن لادن عن قادة المنطقة للتنسيق معهم .. واتصل بقائد معروف اسمه عبد السميع .. وهو قائد معروف في المنطقة وكان يحتل موقعاً قريباً من العدو .. في المنتصف تقريباً .. اقترح أسامة بن لادن على القائد الأفغاني عبد السميع ألا ينسحب في الشتاء .. ويبقى مكانه .. وسوف يتم إنشاء ملاجئ تحميه من الثلوج .. إلا أن القائد الأفغاني رفض لأن الثلوج تمنع وصول الحياة .. وباقي الإمداد .. وعرض عليه أسامة بن لادن أن يمده بالماء وكافة الإمدادات بشرط ألا يترك المنطقة في الشتاء .. وبناء على ذلك قام أبو عبد الله أسامة بن لادن . في زرع أول خيمة في مأسدة الأنصار وكان ذلك يوم 24 أكتوبر عام 1986 وكان هذا التاريخ هو تاريخ شراء أول قطعة سلاح من أسواق باكستان .. وهو رشاش جرينوف حمله الأخ أزمراي وهو يعتبر أول يوم في إنشاء مأسدة الأنصار .وصلت أنا مع الشيخ عبد الله عزام رحمه الله بعد خطوات إنشاء المأسدة بحوالى شهر .. وكان بها فعلاً أربعة عشر شخصاً وكنت قد حضرت إلى موقع التدريب في منطقة صدى ، ولكن تقرر أن نذهب مباشرة إلى المأسدة لنتدرب على أرض أفغانستان فعلاً .. وكان معنا بعض الضيوف عندما وصلنا إلى المأسدة .. وبدأ الحديث من بعض الضيوف لتثبيط الهمم .. وقالوا لأسامة بن لادن وللشباب الذين معه .. إن العدو سيحضر ويأخذكم أحياء ولكن الله ثبت الأخ أسامة بن لادن والشباب الموجودين بالمأسدة. تقرر أن تعود المجموعة التي حضرت بدون تدريب إلى صدى لاستكمال التدريب وكنت أنا منهم .. فلم يكن لدينا أي خبرة عسكرية على الإطلاق .. وكان علينا أن نتدرب بسرعة في صدى وننضم إلى المأسدة في أقرب وقت .. وكان مركز تدريب صدى قد أقيم في منطقة صدى .. وهي نقطة قريبة من الحدود بين أفغانستان وباكستان طلبت من أسامة بن لادن ألا أعود إلى صدى وأن أبقى معه فوافق .. كان الشتاء على الأبواب وبدأ هطول الثلوج وبدأ إنشاء التحصينات حسب الإمكانيات والفترة الزمنية المحدودة .. وخلال خمسة شهور فقط تم إنشاء من 7ـ8 غرف .. بها حوالي سبعين شاباً عربياً مستعدين للتضحية والاستشهاد. خلال هذه الفترة كان الإخوة الشباب يلحون في طلب القيام بعمليات عسكرية .. وكان أسامة بن لادن .. يحاول أن يهدئهم ويقنعهم بضرورة إنشاء الموقع وإكمال التحصينات أولاً … كانت في الحقيقة مرحلة صافية .. وارتباط روحي عميق .. وعندما بدأت الثلوج في الذوبان بدأ الإخوة يعدون أنفسهم للقيام بعمليات ضد مواقع العدو في الوادي .. وكان الهدف الأساسي من هذه العمليات اكتساب خبرة قتالية عملية .. وكان أول عملية يقوم الشباب العربي بتنظيمها وإعدادها هي عملية 17 شعبان عام 1407 هـ الموافق 17 نيسان إبريل عام 1987م ، وكان عدد الإخوة المشتركين في هذه العملية مائة وعشرين شاباً عربياً .. وكنت أنا منهم .. وقد تم تقسيم الشباب إلى مجموعتين مجموعة متقدمة . ومجموعة مساندة .. وكان هدف العملية هو احتلال مركزين مهمين من مراكز العدو في الوادي .. وهما أقرب مركزين للمأسدة .. قسمت المجموعات .. ورتبت مجموعتين .. واحدة لحماية المأسدة من الخلف ، وفي نفس الوقت قصف العدو بالصواريخ أرض ـ أرض وكانت هذه المجموعة بقيادة أبو برهان السوري ومجموعة ثانية للقيام بالاقتحام . وكانت بقيادة أبو خالد المصري .. بدأت العملية الساعة السادسة مساء . وكان التخطيط لها قد تم منذ عدة أيام سابقة .. وحضر الشيخ سياف خصيصاً لحضور هذه العملية .. وكانت تجربة جديدة للعرب وكان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله موجوداً .. كذلك الشيخ تميم العدناني رحمه الله وأسامة بن لادن بالطبع قبل أول عملية مثل هذه .. وكانت هناك لحظات وداع الإخوة مؤثرة والنفوس كلها مشحونة ومتشوقة للاستشهاد..وبدأت العملية فعلاً الساعة السادسة وعشر دقائق .. ولكن لم تحقق أهدافها .. لعدة أسباب مهمة عندما تقررت العملية وحدد موعدها لم تكن الإمكانيات قد استكملت خاصة الذخائر . فلم تكن الذخيرة قد وصلت إلى كل المجموعات وذلك لعدم وجود خبرة سابقة . فمثلاً لم تكن وصلت إلى مجموعة المساندة ذخائر كافية .. ولهذا لم تبدأ مجموعة المساندة في العمل في التوقيت المطلوب لعدم وجود ذخائر..كنت أحد عناصر مجموعات الاقتحام .. وتقدمنا وكان مقرراً أن نقوم باقتحام موقع أطلقنا عليه أم الخنادق وقبل وصولنا إلى الموقع حيث حقول الألغام .. ووصلنا فعلاً إلى مسافة ثلاثين أو أربعين متراً من مواقع العدو .. فوجئنا بأن العدو متيقظ تماماً.. لأن القصف من جانبنا ومن جانب المجاهدين كان مركزاً على 16 موقعاً للعدو محيطاً بهذه المنطقة عدا الموقعين المحددين للهجوم عليهما .. لهذا كان العدو متيقظاً .. وكان من المفروض أن نقوم بالضرب عليه أثناء الهجوم ضرباً مباشراًمثلاً حارس الموقع كان متيقظاً وشاهدناه .. وشاهدنا .. حيث رأى أشباحاً تتحرك بالقرب منه .. وأطلق علينا عدة طلقات وبمجرد اقترابنا انهمر علينا الرصاص وقد سبقنا العدو بإطلاق النيران .. ولم نتمكن من رفع رءوسنا حتى حلول الظلام .. وقد أصيب ساقاي في أول لحظة من لحظات الاقتحام وذلك من رشاش جرينوف كان على يسارنا وعلى تبة مشكوفة .. ولم نكن نعرف أن بهذا الموقع رشاش جرينوف .. وفوجئنا به يطلق علينا من الجانب الأيسر أثناء تقدمنا وكانت مفاجأة صعبة لنا وكان ذلك بسبب عدم وجود خبرة .. وبعد عدة دقائق من ضرب العدو علينا أعطيت لنا الأوامر بالانسحاب لمركز قريب .. كان محصناً .. وكنا نطلق عليه مركز المتقدمة . وكان بهذا المركز أبو عبد الله أسامة بن لادن .. فقد أصدر أبو عبد الله أسامة بن لادن هذا الأمر خوفاً على حياة الأخوة من الإصابات بعد انكشاف الهجوم .. ولم يستطع أحد تنفيذ ذلك إلا بعد حلول الظلام ليكون الانسحاب مستوراً .. حملني الإخوة إلى موقع المأسدة .. كانت هناك خمس مجموعات مساندة .. وصلت أربع مجموعات وتاهت مجموعة لم تصل إلى المأسدة .. وظلت مفقودة حتى منتصف الليل . استشهد في هذه العملية الأخ أحمد الزهراني .. وكان يعمل مدفع رشاش ثقيل وأصيب بقذيفة هاون .. وكان رحمه الله من الشباب الممتاز .. ويعتبر أحمد الزهراني أول شهيد من شهداء المأسدة .. وكان عمره عشرين سنة وهو من أهل مدينة الطائف .. وجرح في المعركة الأخ إدريس..وأنا .. والخلاصة أن معركة شعبان كانت نقطة مهمة في تاريخ المأسدة .. وتعلم منها الإخوة دروساً كثيرة ساعدتهم فيما بعد كان عندنا حول جلال آباد 18 مركزاً للعرب ( مأسدة الأنصار ) وكان من الصعب أن تدير معركة طويلة لعدة أشهر .. وأن تكون القوة في حالة شد مستمرة .. فأنت محتاج لإمداد وتموين مستمر .. ومحتاج لذخائر في الوقت المناسب .. وصواريخ لراجمات الصواريخ .. كذلك تم تكوين أجهزة لإخلاء الجرحى وحمل القتلى ، نرجو من الله أن يكونوا شهداء ، وكذلك تواجد إخوة في المرصد بصفة مستمرة لرصد أي حركة من العدو .. لتوجيه النيران إليها .. وازدادت خبرات الإخوة في استخدام الصواريخ والهاونات والمدفعية وقد استخدموا الخرائط في القصف حيث يتم تحديد مسافة واتجاه الهدف .. والقصف عليه بواسطة الإحداثيات حسب الاصطلاح العسكري وأمام هذه التجربة الجديدة ظهرت معادن الإخوة العرب وثبتوا وصبروا .. وهذا أمر ليس بالسهل .. وهو أن تبقى مشدوداً طيلة هذه الأشهر وفي قتال متواصل. وقد كان الإخوة بفضل من الله أقدر المجموعات على سرعة الحركة وذلك لتوفر وسائل نقل وأسلحة وذخائر .. وزعنا السيارات على الكومندانات .. كذلك وزعنا مجموعات قتال فكانت هناك مجموعة اقتحام مع الكومندان خالد وهو من أشهر القادة الأفغان في جلال آباد .. وقد فتح كثير من المواقع على يد هذا القائد وكانت مجموعة الإخوة العرب من أبرز المجموعات . وفي بعض العمليات كان معظم مجموعة الاقتحام من الشباب العرب وكان هو الأفغاني الوحيد . لأن معظم المجاهدين التابعين له قد استشهدوا في معارك سابقة كذلك انضمت مجموعة من المجاهدين العرب إلى الكومندان سازنور وقد فتح الله سبحانه وتعالى على أيديهم ـ بمشاركة الشباب العربي ـ مراكز عديدة منها مجموعة تباب (فركند) والتي أطلق عليها مركز سراقة ومركز صخري . وقد غنم الإخوة العرب مدافع الميدان الثقيلة بعيدة المدى ( D.C ) وكذلك بعض الدبابات والمدرعات وقد تم تدريب الإخوة على جميع هذه الأسلحة ومنها الدبابات .. وقد استخدم الإخوة العرب الدبابات في الهجوم الأخير الذي قامت به القوات الشيوعية ضد مواقع العرب ، وغنموا في هذه المعارك دبابات جديدة ). ويقول حاكياً أحداث هجوم القوات الشيوعية الحكومية الذي استهدف مواقع العرب: ( كان يوم 10 ذي الحجة سنة 1409هـ ( الموافق 3 يوليو سنة 1989م) حيث قام العدو بهجوم ضخم على مواقعنا وكان هدف هذا الهجوم هو تدمير مواقع الإخوة العرب وحصارهم وأسرهم أحياء .. وكان سبب ذلك أن الإخوة العرب كانوا قد توفر لهم كميات كبيرة من الذخائر اشتريناها من أسواق السلاح في باكستان . لقد اشترينا حوالي ثلاثين شاحنة وقمنا بتخزينها .. ولهذا تيسر القيام بقصف شديد ومنظم ضد تجمعات الجيش الأفغاني حول جلال آباد ففي أحد الأيام وصلت لنا أخبار عن وجود تجمعات كبيرة لقوات العدو .. فقمنا بقصف هذه التجمعات لمدة ثلاثة أيام على التوالي قتل فيها 70 رجلاً من الهنود .. وكانت حكومة كابول قد أحضرت قوات هندية لتسد النقص الكبير في الجيش الأفغاني الحكومي .. وبعد خروج الجيش الروسي .. هذا مع العلم بوجود حوالي عشرين ألف روسي في أفغانستان حتى بعد الانسحاب وحدث نقص لدى قوات المجاهدين الأفغان في الذخائر .. لهذا كانت الذخيرة التي لدينا وسيلة للضغط وقمنا بقصف مستمر طوال ثلاثة أسابيع على النقاط الحساسة للعدو .. حتى شعرت القوات الحكومية أن مواقع العرب مصدر إزعاج شديد لهم .. فاستمر الطيران في ضرب مواقع مدافع الميدان ( D . C ) . وضرب راجمات الصواريخ التي معنا .. وكانت راجمتين .. وعندما لم ينجح في إسكات مدفعيتنا بضرب الطيران والصواريخ .. قام بقصف مواقعنا بالصواريخ سكود .. ومن المعروف أن صواريخ سكود صواريخ متوسطة المدى تطلق على المدن .. ولكنها استخدمت ضدنا .. وضد مواقع راجمات الصواريخ .. وعندما فشلوا في ذلك كلفوا قوة ضخمة بالقيام بهجوم كبير على مواقعنا وتولى قيادة هذه القوة رجل اسمه رحيمي ونائبه قائد اسمه إسماعيل ، وتعهدوا لنجيب بأن يصلوا بهجومهم إلى منطقة طورخم ( هي نقطة على الحدود بين باكستان وأفغانستان . والمسافة بينها وبين جلال آباد حوالي تسعون كيلو متراً وتقع على الطريق البري الرئيسي الذي يربط بين كابول ـ جلال آباد ـ بيشاور في باكستان )..وبدأ الهجوم يوم 3 يوليو وكانت معركة شديدة وكانت أخطر معركة خاضها الشباب العربي بعد معركة جاجي ( رمضان سنة 1407هـ ). إلا أنها أصعب لأن المناطق المحيطة بجلال آباد مناطق سهول . والسهول هي أرض المدرعات .. بينما المناطق الجبيلة لا تقاتل فيها المدرعات بكفاءة بدأ الهجوم بإرسال قوة تشغل ميسرتنا ، فاتصلت بنا قوة الميسرة بعد الفجر .. وقالت أن هناك دبابات تتقدم للهجوم علينا . أرسلوا لنا بعض المدد . فأرسلنا لهم سيارتين وفيها مدد من السلاح والرجال .. واتصلتْ بنا القوة الموجودة بالميمنة وقالت أن هناك مجموعة أخرى من الدبابات تتقدم نحونا .. وكانت الميمنة قرب المطار ( مطار جلال آباد ) والمسافة بين مركز القيادة والميمنة حوالي خمسة كيلو مترات وطلبوا مدداً.. وطلبوا قصف القوات المتقدمة بالصواريخ فحولنا راجمة صواريخ في اتجاه الميمنة . وراجمة صواريخ تجاه الميسرة .. وكان بين الميمنة والميسرة بعض النقاط فاتصلوا بنا وطلبوا المدد فأرسلنا إليهم بعض الأسلحة والقوة الاحتياطية التي كانت في المركز الرئيسي .. وكان كل ذلك خدعة من العدو .. حتى يهجم على مركز القيادة الرئيسي .. فتقدمت إلينا حوالي كتيبة مدرعة ( 27 دبابة ) .. وكان الطيران في هذه الفترة يقصف المنطقة قصفاً شديداً .. وبعد صلاة الفجر كانوا قد أطلقوا سبعة صواريخ سكود وكان اختيارهم ليوم الهجوم ذكياً لأنه كان أول أيام عيد الأضحى وهم يعرفون طبيعة المجاهد الأفغاني حيث أنه يغيب عن أهله طول العام .. ولهذا يحرص على قضاء العيد مع أهله!. تقدم العدو نحونا .. وكنا في المعسكر حوالي ثلاثين أخاً أو أقل وهجم علينا 27 دبابة فكان موقفاً صعباً جداً وكنا من قبل أرسلنا القوة الاحتياطية إلى الميمنة والميسرة . والغريب أن الدبابة الوحيدة التي كانت معنا قد نقلناها إلى قرب الطريق الرئيسي خوفاً من أن يتقدم العدو من الطريق الرئيسي . أما الدبابة الثانية وكانت 62 كنا قد أرسلناها إلى أقصى الميسرة . فتقدموا نحونا وما كان في أيدي القوة الباقية في مركز القيادة مدافع آر . بي . جي . حيث أصيب أحد رماة الآر . بي . جي . ولم يبق في النهاية سوى مدفع 75 ملم مضاد للدبابات فأكرمه الله .. وأرجو أن يتقبله شهيداً أخذ المدفع شفيق ونصبه وحده ( طاقم المدفع في الحرب خمسة أفراد ) وقام شفيق بإطلاق النيران من المدفع 75 ملم وحده .. وإطلاق النار من المدفع أصعب من الأسلحة الأخرى المضادة للدبابات الصاروخية .. فلابد من وضع القذيفة في بيت النار وإطلاقها . ثم تفريغ طرف القذيفة الفارغ . ثم إعادة التعبئة .. أما الأسلحة المضادة للدبابات الصاروخية فلا يوجد ظرف فارغ .. لقد كان واضحاً من إصرار العدو على محاصرة الموقع وتطويقه رغبتهم في الإيقاع بالمجاهدين العرب أسرى ، ولم تكن هناك مقاومة فعالة بالأسلحة المضادة للدبابات الآر . بي . جي . فمدى الآر . بي . جي . لا يزيد عن 300 متر .. ولهذا كانت تطلق الدبابات نيرانها علينا وهي مطمئنة على مسافة كبيرة .. ولهذا قلت للإخوة لا تطلقوا . الآر . بي . جي . إلا بعد وصول الدبابات إلى مسافة 300 متر .. وعند وصول الدبابات لهذه المسافة أطلق الإخوة القذائف إلا أنها لم تكن مؤثرة أمام 27 دبابة متقدمة . وقد أصيب أحد رماة الآر. بي . جي . من لغم كان مزروعاً من قبل .. كانت الدبابات لا زالت تتقدم نحونا .. وفعلاً وصلت إلى أول تبة من تباب المركز الرئيسي وهي تبة ضخرية وكانت هذه التبة هي أول موقع لنا باتجاه العدو.بدأ شفيق رحمه الله يضرب عليهم بالمدفع 75 ملم . وكانت الدبابات على مسافة 400 متر فقط منا. وكانت تضرب علينا بمدفعيتها الأساسية بالإضافة إلى الرشاشات . كانوا يمشطون المنطقة تمشيطاً شديداً بالنيران . توزع الإخوة العرب عندما تقدمت بعض المدرعات في الوادي القريب الذي يفصل بين التبتين في موقعنا ونزل الجنود من المدرعات و بدأوا في الصعود إلينا .. فقمنا بإطلاق نيران مدفع رشاش ثقيل جلاينوف .. واستمر الأمر على هذا حوالي أربع ساعات .. وهي مدة خيالية .. أمامك 27 دبابة .. ونحن لا نملك إلا مدفعاً واحداً .. يستخدمه فرد واحد .. ورغم هذا أنزل الله في قلوبهم الرعب .. وأمام ذلك قررنا التحرف للقتال والنزول من هذا الموقع إلى منطقة خلفية قريبة كثيرة الأشجار والتباب وهي نقطة ضعف للدبابات . وطلبنا من جميع النقاط أن يتحركوا إلى هذه المنطقة وهي جهة (ثمر خيل) وتم إبلاغ المجاهدين الأفغان بالوضع .. تقدم العدو إلى موقعنا لاحتلاله .. وبفضل من الله لم يكن به أحد .. فقد استشهد شفيق وهو على مدفعه . بنفس الهيئة التي تمناها .. وعلى نفس الصفة ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يقبله من الشهداء. لقد كان شفيق رحمه الله أحد الثلاثة الذين من الله عليهم بتأسيس المأسدة . لقد تأثرت جداً باستشهاد شفيق. عندما انتقلنا إلى المنطقة الجديدة تقدم العدو بجرأة .. وتم صد الهجوم طيلة هذه الأيام . وكذلك قاوم الإخوة الذين كانوا على الطريق الرئيسي هذا إلى أن جاء اليوم العاشر وكان يوماً حاراً جداً درجة الحرارة وصلت فيه إلى 54 درجة مئوية في منطقة جلال آباد .. عندما تقدموا قمنا بهجوم معاكس قبل المغرب بساعة .. واستطاع أخونا يعقوب أن يدمر دبابة بمدفع 82 ملم وتم تدمير دبابة أخرى حيث أطلق عليها أحد المجاهدين صاروخ ميلان واستمرت الاشتباكات إلى منتصف الليل..قام الإخوة بعد الفجر بتفقد مواقع العدو . فإذا بهم يجدون ثماني دبابات سليمة تركها العدو وهرب .. فصعد إليها أخونا صالح الغامدي المعروف باسم حمزة . ومعه أمير الفتح وهو مصري .. وكانوا مدربين من قبل على الدبابات .. وتبادلوا إطلاق النار مع العدو .. واستطاعوا أن يحصلوا على دبابة من العدو بعد أن تبادلوا النيران وقادها الأخ حمزة إلى موقع الزهراني.. كانت خسائر العدو كبيرة فقد تم تدمير 42 دبابة بين غنائم ومدمر .. كان منها أكثر من 20 دبابة غنائم . كان نصيب العربي منها خمس دبابات غنيمة منها دبابتان ت 62 .. وكانت هذه المعارك نهاية لسلسة معارك جلال آباد والتي سقطفيها من الشهداء العرب ما يفوق عدد الذين استشهدوا طوال سنوات الحرب في أفغانستان .. نسأل الله أن يتقبلهم شهداء.