Menu
الاحتلال يصعد من تهجير المقدسيين وسرقة أملاكهم

الاحتلال يصعد من تهجير المقدسيين وسرقة أملاكهم

قاوم – القدس المحتلة :   حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من الحملة الشرسة التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني بالقدس، وتصعيد سياسة الاستيلاء على أملاك اللاجئين الفلسطينيين وطرد السكان من منازلهم لصالح المغتصبين.   وكشف المركز عن الدور الذي يقوم به ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" بتهجير العائلات المقدسية وطردها من منازلها، والسيطرة على العقارات، مستغلاً الوضع القانوني لإقامة تلك العائلات.   واتهم المركز شركات يهودية أميركية بالوقوف وراء عمليات الشراء وتمويل الاستيلاء على العقارات والأنشطة الاستيطانية بالمدينة. ولفت إلى الدعم اللا محدود الذي تقدمه الحكومة الصهيونية للجمعيات الاعتصابية، مستعينة بالجهاز القضائي الذي يوفر الغطاء والدعم القانوني لها.   وبحسب المركز في العام 2010 تم الهدم والاستيلاء ومصادرة قرابة خمسمائة عقار ومنزل، ومن المتوقع في العام المقبل مضاعفة وتيرة هذا النهج خصوصا أن هناك عشرين ألف منزل صدرت بحقها أوامر هدم فورية.   مصادرة واستيلاء   وقال مدير مركز القدس زياد حموري "نتحدث عن مخطط وضع عام 2005، لكنه جمد خشية من انهيار المفاوضات، فدولة الاحتلال شرعت بخطوات مبيتة للاستيلاء على عقارات اللاجئين لتقليص الوجود الفلسطيني واستبدال اليهود المستوطنين به".   وأكد أن "المخطط ينسجم وممارسات أخرى لتضييق الخناق على المقدسيين، من خلال تكثيف الهدم، وفرض ضغوطات اقتصادية والشروع بجباية ديون متراكمة من السكان تقدر بملايين الدولارات، ومن يتخلف عن الدفع ستسحب منه الإقامة وسيصدر بحقه أمر طرد".   وأشار إلى أن أميركا أكبر داعم لدولة الاحتلال بمخططاتها الاستيطانية، "وعلى العالم العربي التحرك لدعم صمود المقدسيين".   ولفت إلى أن حملة التبرعات بخمسمائة مليون دولار -التي أطلقتها الدول العربية كدعم للقدس- لم يصل منها شيء.   وخلص للقول إن "الاحتلال شرع بفتح ملفات حول ملكية المقدسيين للعقارات، والعام المقبل سيشهد هجمة شرسة ستطال مئات العائلات والتي ستشرد بعد سلب منازلها".   إخطارات بالإخلاء وروت عدة عائلات معاناتها بعد تلقيها إخطارات بترك منازلها لصالح جمعيات استيطانية.وقالت الحاجة فاطمة سالم (58 عاما) "عائلتي كانت تقيم بالبيت قبل النكبة، وبعد احتلال القدس ألزمنا بدفع بدل إيجار المنزل لحارس أملاك الغائبين". وتابعت "بعد الاحتلال بست سنوات، جاء يهودي عراقي وادعى ملكيته للمنزل، وحصل على أمر قضائي بأن ندفع له بدل الإيجار".   وأكدت "وصلني مؤخرا إشعار بأن ندفع مبلغ ستمائة دولار بدل الإيجار، فرفضت ذلك وقررت المحكمة إخلاء المنزل، وبتنا نخشى طردنا".   فصل وطرد   ويتزامن تكثيف الاستيلاء على العقارات، مع الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري حول القدس، الذي سيعزل قرابة 165 ألف مقدسي عن المدينة، وسيتم اعتبارهم غائبين وبالتالي وضع اليد على عقاراتهم وأملاكهم التي سيحول الجدار دون تواصلهم معها.   وقال الباحث في تاريخ القدس الدكتور محمود مصالحة "دولة الاحتلال تستغل ضعف السلطة الفلسطينية وحالة الانقسام بين فتح وحماس وغياب الموقف العربي والدعم الأميركي، لتنفرد بالقدس من خلال استهداف أملاك الغائبين وإجلاء السكان ومصادرة الأراضي وتزييف التاريخ والتهويد".   وأضاف في تصريحات له "هناك الكثير من العقارات الفلسطينية والأردنية والمصرية توجد بالقدس الغربية، وأستغرب من عدم قيام أي طرف عربي برفع دعاوى ضد إسرائيل لاسترجاعها".   تطهير عرقي   وأشار إلى أن القدس تشهد حملة تطهير عرقي واستهداف للأملاك لم تشهدها منذ احتلت، "فإسرائيل بررت الاحتلال للمدينة بالدوافع الدينية مع العلم بان القدس لم تذكر في التوراة".   وأوضح "أن الصمت على ممارسات الاحتلال بمثابة تآمر على القدس، فدولة الاحتلال تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع وإخفاء المعالم العربية والإسلامية والمسيحية عن المدينة، لمنع أي تسوية سياسية مستقبلية".