Menu
كيان العدو غير جاهز لمواجهة حرب كيميائية وتوزيع الكمامات على الصهاينة فشل فشلا ذريعا

كيان العدو غير جاهز لمواجهة حرب كيميائية وتوزيع الكمامات على الصهاينة فشل فشلا ذريعا

  قـــــاوم- قسم المتابعة: ما زالت الدولة العبرية تُسرب المعلومات بوتيرة عالية حول الاستعدادات في الداخل لمواجهة العدوان الذي قد تتعرض له الكيان الصهيوني من قبل سورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ، بدعمٍ من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقد قامت الجهات المختصة في الدولة بعدد من التدريبات والمناورات لمحاكاة مثل هذه التهديدات، بما فيها مشاركة قوات الجيش الصهيوني ، قوات الاطفاء والانقاذ، واجهزة الامن، لكن السؤال الاصعب الذي بقي من غير اجابة حتى كتابة هذه السطور، بحسب المصادر الصهيونية هو: متى تنطلق صفارة بداية الهجوم على الكيان الصهيوني ، الذي سيبدأ فور الضربة الصهيونية المتوقعة على ايران؟ التوقعات في الكيان الصهيوني تشير الى ان الهجوم الذي سيستهدفها يتعلق بهجمات صاروخية معقدة، تمس بالدرجة الاولى الجبهة الداخلية، بما فيها مواقع استراتيجية، قواعد عسكرية للجيش الصهيوني ، في ظل امتلاك ايران لقدرات صاروخية بعيدة المدى، لا تغطي كافة ارجاء الكيان الصهيوني فحسب، وانما تصل الى نقاط معينة في القارة الاوروبية، على حد تعبيرها. وفي هذا السياق نقلت صحيفة ’يديعوت احرونوت’ العبرية عن قائد الجبهة الداخلية، الجنرال يائير غولان، قوله امس الاثنين انّ الكيان الصهيوني ليس جاهزاً لمواجهة حرب تُستعمل فيها الاسلحة الكيميائية، وانّ عملية توزيع الكمامات الواقية فشلت فشلا ذريعًا، على حد تعبيره. وقالت الصحيفة ايضا انّ قادة الجبهة الداخلية عرضوا صورةً قاتمةً للغاية خلال لقاء جرى في الجامعة الصهيونية في تل الربيع المحتلة ، حول استعداد الجبهة الداخلية للمواجهة العسكرية القادمة. في نفس السياق، افاد تقرير صحافي صهيوني نُشر في موقع (واللا) الاخباري انّه من خلال الواقع الذي عاشته الجبهة الداخلية تمكنت القيادة من استخلاص الدروس، والتوصيات، والعبر، التي تم استنتاجها من مواجهات الماضي، من خلال نشر العديد من الاجهزة الخاصة بترقب ورصد القذائف الصاروخية التي تسقط على المناطق الجنوبية، باستثناء بعض الاخطاء المنعزلة هنا وهناك. ونقل الموقع عن مئير اليران، وهو باحث في معهد ابحاث الامن القومي قوله في محاولة لوضع تقييم ميداني لأداء الجبهة الداخلية في حرب لبنان وغزة بقوله: كان للتواصل شبه اللحظي مع المجالس البلدية والمحلية، من خلال وسائل الاتصال الحديثة التي اعدت خصيصا لذلك، اثر جيد على العمل، فضلا عن التواصل الدائم والتنسيق المشترك مع الوزارات الحكومية والمؤسسات الرسمية، وزاد قائلا انّ وسائل التثقيف والتوعية الخاصة بالجمهور كانت مفيدة لدرجة فائقة، ووفرت الحد الاقصى من التعرف على القذائف الصاروخية، وكيفية الوقاية منها، اكثر من ذلك، فقد اخذت قيادة الجبهة الداخلية مسؤولية العناية بكل ما يتعلق بها من تبعات ومعالجات ميدانية، وبحسبه يمكن التوصل الى النتائج التالية: من جهة، اثبت الجيش الصهيوني قدرته على التجند والعمل بكامل طاقته التنظيمية، وقدرته التاهيلية، على القيام بمهام قد تصنف على انها مدنية، وبتقدير عال جدا، وهذه نقطة ايجابية، ومن جهة اخرى، يطرح التساؤل نفسه بقوة: باي مستوى يمكن السماح في ظل دولة ديمقراطية ان يأخذ المستوى العسكري على نفسه مسؤولية القيام بمهام مدنية وفق كل التصنيفات، على حد تعبيره. واورد الموقع مثالا على ذلك، تجلى في القيام باغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في مناطق الجنوب، حسب تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، ووفق المشاورات التي اجرتها مع وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية، لكنها في الاساس جاءت في اعقاب توصيات المستوى العسكري. وأوضحت المصادر الصهيونية انّ الرسالة التي يجب ان تصل بهذه القضية واضحة جدا: في مواجهة سلة التهديدات والتحديات الحالية التي ستواجه الجبهة الداخلية، وتلك التي ستمثل امامها في المستقبل القادم، هناك حاجة ملحة وحثيثة للاستمرار في بناء واعداد قدرة الجبهة الداخلية، ووسائل الحماية والدفاع الخاصة بها. لان هناك تخوفا قائما لدى بعض الاوساط من ان النجاحات التي حققتها الجبهة الداخلية في المواجهة الحالية، ستجعل صناع القرار في هذا المجال في حالة غض طرف عن اي تطوير لهذه الجبهة اذا ما نشبت اي مواجهة محتملة في المستقبل. هذا التخوف منبعه عدم جسر الفجوة القائمة بين الواقع القائم والتهديد المحتمل، وبالتالي يبرز في هذه المهمة الدور المفصلي المناط بسلطة الطوارئ الوطنية. وقال الباحث الصهيوني ايضًا انّ المهم هو مدى قدرتنا في جعل الجمهور يعود بسرعة الى ممارسة حياته الطبيعية، والتخلص من حالة القلق والخوف التي انتابته خلال تلك المواجهة، وهنا يمكن ان نقول انّه جمهور ناجح وقوي ومحصن، والعكس صحيح. وحسب هذا التقدير، بالامكان الزعم ان الجمهور الصهيوني كله، بما فيه الذي يقطن في مناطق الجنوب، وفي مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية ، لم يحيا حياة ملؤها الخوف الذي يصل حد الرعب خلال عملية (الرصاص المسكوب، باستثناء اولئك الذين خاب حظهم، وسقطوا ضحية هذه الصواريخ بين قتيل وجريح. لانه ببساطة طوال الحرب التي استمرت 22 يوما، وحجم الضربات الصاروخية التي تعرضت لها المناطق الجنوبية، لم تنشئ وضعا ميدانيا يشير الى حالة رعب حقيقية عاشها السكان، بخلاف ما حصل تماما خلال حرب لبنان الثانية شمال البلاد، وليس كما حاولت وسائل الاعلام الصهيونية تصويره، على حد تعبيره. وبحسبه فانّ الاستنتاج والخلاصة الاكثر اهمية من كل ما سبق هي: كل استعداد وتأهب من قبل الجبهة الداخلية، وتسخير ذلك لخدمة المستوى العسكري وقراراته، المدنية والتطوعية المتعلقة بهذا الشأن، تثبت نفسها في وقت الاختبار، وهو ما تم فعلا خلال المواجهة الاخيرة، لافتًا الى انّه وفي مواجهة التهديدات المستقبلية العالية على الجبهة الداخلية الصهيونية، والمخاطر الاستراتيجية الكامنة فيها، هناك حاجة ملحة اكثر من اي وقت مضى، للاعتناء بكل مركبات تلك المسألة، وهي: تقوية الصورة الردعية للكيان الصهيوني ، وقدرتها على منع تحقق التهديدات ضدها، احباط وتدمير القدرات الصاروخية للقوى المعادية، تطوير القدرات الدفاعية المحلية، الاهم هو الاعتناء بالمسالة التكتيكية والمحلية، وتوفير الحد الاقصى لوسائلها الدفاعية، منح الجبهة الداخلية القدرة على التكيف مع ظروف التهديدات، بما فيها المؤسسات التعليمية، التي بدت كنقطة ضعف للدولة، تحسين الاداء الخاص بالعاملين الاجتماعيين المكلفين بالاعتناء بالمصابين، منح اولوية فائقة للسلطات المحلية. وخلص الى القول انّه من المهم ايضا الاستمرار في بناء الجهود الداخلية التي بدات في اعقاب حرب لبنان الثانية، وعملية (الرصاص المصبوب)، في قطاع غزة، وبالتالي اعداد وتنفيذ خطة وطنية شاملة وعامة، يتم تحديثها بصورة سنوية تلقائيا، ويجري العمل على ادراجها ضمن جهود الدولة الهامة. واشار الباحث اليرون الى انّه مع اقامة الدولة العبرية ، وضع دافيد بن غوريون، الذي يعتبر صهيونياً مؤسس الدولة الصهيونية قاعدةً مفادها: كل الشعب جيش، كل البلاد جبهة، وهذه المعادلة بحسب ما زالت قائمة حتى اليوم ويجب ان تبقى دائما في اذهان صنّاع القرار من المستويين الامني والسياسي في الكيان الصهيوني .