Menu
مرور أربع سنوات على استشهاده ...أبو عطايا رحيل يكرس واقعاً مقاوماً

مرور أربع سنوات على استشهاده ...أبو عطايا رحيل يكرس واقعاً مقاوماً

أبو عطايا ,,, رحيل يكرس واقع مقاوم   قـــاوم- خاص: ليس كل رحيل هو كالآخر , فهناك من يرحل و تندثر أثاره و هناك من يرحل و تبقى ذكراه و هناك من يرحل و تظل كلماته ,,, و لكن هناك نوع أخر من الرحيل ,, ذلك الذي يكرس نهجا وواقعا رائعا و يظل يد التاريخ تسطره رغم الغياب الجسدي و يظل عبيره يعطر المرحلة و كل المراحل في مسيرة البذل و العطاء و الذود عن حمى العقيدة و الوطن . جمال أبو سمهدانة أو الحاج أبو عطايا ( كما يلقبه المقربين ) ,,, هو رجل استطاع إن يجعل برحيله بداية و نشأة جديدة نحو استكمال الحلم الذي رسمه بعطائه و إخلاصه و يقينه ,,, حلم بسيط و لكنه عظيم و طاهر و نقي ,, هذا الحلم بأن تتحرر الأرض من دنس بني صهيون و أن يتم توقيع الأذى بهم و قتلهم و مقارعتهم بكل ما نملك من وسائل و أن لا نكل و لا نمل و لا نترك الجبل في إشارة إلى حياة المقاومين و إيمانهم و التزامهم بالجهاد و المقاومة الشاقة و لنترك من لا يؤمن بذلك أن يفعل ما يحلو له ولكن بشرط عدم المساس بثوابتنا و عدم التنازل عن ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين . رحل الجسد و بقيت الفكرة و ترسخ النهج و تطور ليزداد توهجا و بريقا ليعمي أبصار صهيون و من حالفهم ,,, رحل الجسد مساء يوم 8/6/2006م ليكون البداية والانطلاقة الأقوى للجان المقاومة لينطلق بعدها فرسان الناصر صلاح الدين ليحققوا حلم الرجل في أسر جنود صهاينة و انتزاع حرية الأسرى من أبطال و نساء و أطفال فكانت عملية الوهم المتبدد في 25/6/2006م لتكون الرد الأروع في مواجهة من اعتقد بأن لجان المقاومة في طريقها  للوهن و التفكك بعد رحيل أمينها و قائدها أبو عطايا و تناسى هؤلاء أن الرحيل الجسدي لا يلغي الحضور الفكري و الإيماني لأبي عطايا ,, هذا الحضور الذي كان وما زال ينير النفق المظلم و يشكل قوة وجدانية و دفعة إيمانية لمن يواصل الدرب من أشقاء و أبناء أبو عطايا . أبو عطايا كان داعية للتوحد على قاعدة المقاومة كأساس شرعي للوجود الفلسطيني فأي شرعية تكتسب فقط من خلال فوهة البندقية الموجهة نحو صدور بني صهيوني ,,, وكل بندقية توجه إلى أي وجهة أخرى هي بندقية مجرمة لا ينبغي لها أن تستمر ويجب إيقافها  و أي بوصلة تنحرف عن القدس و عودة المهجرين و استعادة كامل التراب الفلسطيني هو بوصلة مشبوهة و لا تلبي احتياجات الوطن الرازح تحت نير بني صهيون وتشكل عامل تضليل و أوهام للشعب الفلسطيني للبعد عن أهدافه و النيل من وحدته و تمزيقه ليتسنى للعدو الصهيوني تمرير مخططاته و مؤامراته في تهويد القدس و اغتصاب و سرقة باقي الأراضي الفلسطينية لتضحي القضية الفلسطينية مجرد قضية لاجئين و يتم حلها في إطار أنساني بحت و تحت بند المساعدات و المعونات المدفوعة الثمن مسبقا بالتنازل عن الثوابت و الهوية الإسلامية لفلسطين الأرض و الشعب . سلام لروحك يا أبا عطايا ,,, سلام لروحك و أنت فينا نهجا و سيرة عطرة قوية لا تعرف الانحناء و لا المهادنة و لا المساومة و لا تعي سوى أن الرصاصة هي أول حروفنا و الصواريخ هي رسائلنا و العمليات الاستشهادية هي ردودنا و حصننا الآمن ,,, سلام لروحك و أنت من كرس بأن تكون المقاومة ممارسة يوميا في حياة الإنسان الفلسطيني ,,, سلام لروحك و أنت من كسر حاجز الصمت و انطلق لتطوير وسائل المقاومة لتشكل الرادع الحقيقي لبني صهيوني فلا مفاوضات و لا دبلوماسية تستطيع ردع الصهاينة و تقدر على إيقاف جرائمهم المتلاحق بحق الشعب الفلسطيني على مرأى و مسمع العالم الذي يتواطأ سرا و جهرا و ليلا و نهارا مع هذا العدو المجرم,, سلام لروحك و أنت تكرس المفهوم الحقيقي للوحدة الجديرة بشعب يبغي نيل و انتزاع حقوقه من عدو قاتل مجرم يمتلك الدعم الغربي و الأمريكي بكافة أشكاله و ألوانه وكافة المؤسسات الدولية تجند لخدمة و تشريع جرائمه ,,, سلام لروحك و أنت تؤكد أن  الوحدة هي الكفيلة بتوحيد الجهد و زيادة قوته لإيقاع الخسائر في صفوف الصهاينة و لتشكل درعا واقيا لحماية الشعب الفلسطيني.