"القطار الخفيف" حلقة في سلسلة تهويد القدس
قـــــاوم- القدس المحتلة:
حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من الأهداف الكامنة وراء مشروع القطار الخفيف، الذي تعمل قوات الاحتلال الصهيوني على تسريع وتيرة تشغيله في مدينة القدس، معتبرة أنه يأتي في إطار مخططات السلطات المحتلة لتهويد المدينة المقدسة.
وأكدت المؤسسة في بيان لها اليوم الخميس (20-5) ، أنه تجري هذه الأيام أعمال متواصلة ومكثفة تبدأ من منطقة شمال القدس المحتلّة من أقصى بيت حنينا مرورا بشعفاط وجبل المشارف وحي وادي الجوز والمصرارة ومنطقة مأمن الله، وتشمل أعمالاً في مراحل مختلفة أغلبها في المراحل المتقدمة في مشروع مد خطوط "القطار الخفيف"، حيث تجري في فترات متقاربة سفرات تجريبية لهذا القطار، في حين تتواصل أعمال البناء لهذا المشروع، حيث تتجه لافتتاح المرحلة الأولى نهاية العام الجاري.
وقالت المؤسسة: "إن مشروع القطار الخفيف هو جزء من مخطط كبير لتهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى، وما تسريع العمل فيه إلاّ جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي بتسريع خطواته التهويدية في القدس المحتلة، وفرض أمر واقع بقوة احتلاله، ومحاولة لتغيير الطابع الإسلامي والعربي لمدينة القدس".
ونوهت إلى أن عشرات العمال يتوزعون على مسافة تمتد لنحو 14 كم منهم من يقوم بأعمال حفريات إنشائية، وآخرون يعملون على تركيب الأرضية الحديدية لخط القطار الخفيف، ومنهم من يقوم بتركيب الأعمدة والأسلاك، ومن يقوم بتركيب المحطات الرئيسية، التي تبلغ نحو 20 محطة، ومنهم من يقوم بأعمال حفريات أثرية.
وأوضحت "أن القطار الخفيف يربط المغتصبات في الضفة الغربية المحتلّة والمغتصبات التي أقيمت في القدس المحتلة، خاصة المنطقة الواقعة شمال غرب البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى، في منطقة حي المصرارة وباب العامود، أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة بالقدس، والباب الجديد وباب الخليل، من أبواب البلدة القديمة بالقدس".
وشددت على أن هناك أنباء عن مخطط مستقبلي لمدّ خط قطار خفيف يتفرع عن هذا الخط أحدها فوق الأرض وآخر تحت الأرض يمر بمحاذاة باب الخليل ويصل إلى منطقة باب المغاربة، ومنطقة سلوان، والذي من المحتمل أن يصل إلى منطقة مقبرة باب الرحمة والأسباط شرقي المسجد الأقصى، يرتبط بمشروع القطار الهوائي الذي يتصل بجبل الطور ومنطقة رأس العامود.
وربطت بين خط القطار الخفيف ومساره وما قد يتفرع من مسارات يهدف إلى تهويد القدس المحتلة، وبين استهداف المسجد الأقصى المبارك، كما أنه سيحمل آلاف إن لم يكن عشرات آلاف المغتصين الصهاينة من المغتصبات إلى القدس المحتلّة، بحيث يسهّل عليهم تنقلهم من وإلى القدس المحتلّة، "وليس خافيا على أحد خلفيات من يسكن في المستوطنات خاصة تلك التي في القدس المحتلة أو الضفة الغربية المحتلّة".
وأشارت المؤسسة إلى "أن مشروع القطار الخفيف يقطّع أوصال الأحياء والبلدات المقدسية الفلسطينية، خاصة منطقة بيت حنينا وشعفاط، ويترك آثارا كارثية سكانية واقتصادية وأخرى اجتماعية، ويقتطع مساحات من الأراضي المقدسية الفلسطينية.
واعتبرت أن "مشروع القطار الخفيف يهدف ويسعى إلى طمس المعالم العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلّة، خاصة في منطقة باب العامود وباب الخليل، حيث يعزل القطار الخفيف ويخنق في الوقت نفسه هذه المناطق عن امتدادها مع مدينة القدس المحتلّة".