Menu

صفوة الحفاظ.. غزة تحتضن الحدث القرآني الفريد

قـــاوم_قسم المتابعة/ غزة المحاصرة والمثقلة بآلام العدوان الصهيوني، تسجل إنجازًا فريدًا باحتضانها الظاهرة القرآنية الأكبر؛ صفوة الحفاظ 2، حيث يسرد قرابة 1500 حافظ وحافظة القرآن الكريم غيبًّا وعلى جلسة واحدة، فيما بدت مظاهر الفرح والفخر بالحدث الكبير.

وتزينت صفحات التواصل الاجتماعي بصور من المساجد التي احتضنت الحدث، وخطت الأقلام عبارات الثناء والفخر والاعتزاز، بأمهات وزوجات وأطفال وشبان وكبار سن، يسردون كتاب الله غيبًّا، في حدث تاريخي ينبض فخرًا ووقارًا.

ويسرد المشاركون في المشروع تسميع القرآن على جلسة واحدة، في تظاهرة قرآنية فريدة، تنظمها دار القرآن الكريم والسنة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالقطاع، وهو المشروع القرآني الأضخم على مستوى فلسطين ودول عربية وإسلامية.

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في دار القرآن الكريم والسنة ناجي الجعفراوي، إنه مع انطلاق النسخة الثانية من المشروع، سجل عبر الرابط الالكتروني الذي أعلن عنه بداية شهر يوليو/ تموز الماضي نحو 3200 حافظ وحافظة، وأغلق التسجيل مع بداية شهر أغسطس الجاري.

وأشار -في تصريح صحفي- إلى أن هؤلاء أجروا اختبارات أولية للمشروع، وتم اختيار 1471 حافظًا وحافظة ممن اجتازوا الاختبار بمعدل 85% فما فوق.

ويهدف مشروع “صفوة الحفاظ” وفق الجعفراوي، لـ”إعلاء قيمة وقدر أهل القرآن بالمجتمع الفلسطيني، وأن يصبح سرد القرآن ثقافة مجتمعية، عدا عن نشر القرآن بين ربوع المسلمين وتثبته في صدور الحفاظ”.

وذكر أن دار “القرآن الكريم والسنة” لا تسمي حافظ القرآن حافظًا فعليًا، إلاّ بعد سرد القرآن كاملاً على جلسة واحدة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع هو الأول عالميًّا الذي بادر فيه قطاع غزة.

ويتطلع مشروع “صفوة الحفاظ” لأن يكون “ملهمًا للكثير من الدول العربية والإسلامية، إذ إنه بعد انتهاء النسخة الأولى منه العام الماضي، أقامت عدد من الدول الإفريقية المشروع لحفاظها وسردوا القرآن على جلسة واحدة تأسّيًا بغزة”، وفق الجعفراوي.

وبين أن من بين الحفاظ الذين سيسردون القرآن في منتصف الشهر الجاري، فئة صغار الحفاظ وأصغرهم بعمر 8 أعوام، وفئة كبار الحفاظ أكبرهم بعمر 72 عامًا.

كما يشمل المشروع 26 حافظًا لكتاب الله من ذوي الاحتياجات الخاصة، و90 حافظًا ما بين حكيم وطبيب وصيدلي، و51 مهندسًا ومهندسة، و163 معلمًا ومعلمة، و34 رجل أمن، وستكون كل فئة على حدة بزيّها الخاص خلال عملية السرد.

وأوضح الجعفراوي أن حفل تكريم الحفاظ سيكون نهاية الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن دار القرآن الكريم والسنة وفّرت حتى اللحظة 50 عمرة للساردين، “وما زلنا نجتهد مع المؤسسات الشريكة لتوفير المكرمات والمنح للحفاظ”.

وأقامت دار القرآن الكريم والسنة مشروع “صفوة الحفاظ 1” العام الماضي لعدد 581 حافظًا وحافظة، ولاقى ذلك الحدث صدى كبير على المستويات المحلية والعربية والإسلامية.

ويصف وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عبد الهادي الأغا مشروع “صفوة الحفاظ 2” بالمشروع الوطني القرآني المتميز، حيث يعقد بالتعاون مع دار القرآن الكريم والسنة ومؤسسات قرآنية أخرى شريكة.

ويوضح الأغا – رئيس المشروع -إلى أن الهدف من المشروع الوصول إلى صفوة الحفاظ، وهذا يدخل ضمن رؤية ومنهجية الوزارة للوصول من الصحوة إلى الصفوة، وهي خطة وضعناها وتلتزم بها كل مساجد غزة.

وأعلن المدير العام لدار القرآن الكريم والسنة في غزة، د. بلال عماد، عن انتهاء التجهيزات اللازمة لمشروع “صفوة الحفاظ 2″، الذي انطلق فجر اليوم وسيتواصلُ حتى صلاة المغرب، إذ سيكون يومًا قرآنيًّا عالميًّا.

وأوضح عماد – في تصريح صحفي، أن مكان تسميع القرآن الكريم سيكون في مسجد الإمام الشافعي لفئة الحفاظ، وفي مسجدَي التقوى وفلسطين، بمدينة غزة لفئة الحافظات.

ولفت عماد إلى أن هذا المشروع بنسخته الثانية جرى تنفيذه مع كل الشركات ومكونات العمل القرآني، حيث تجلس الجمعيات القرآنية في غزة على طاولة واحدة، من حيث التخطيط والإبداع في سبيل رفعة وخدمة كتاب الله

 

وفي مسجد الشافعي جنوب غزة؛ يسرد أصغر طفل في مشروع “صفوة الحفاظ 2” أحمد عمر القرآن كاملاً على جلسة واحدة، إذ أنه أتم تسميع 13 جزءًا بعد ساعات من انطلاق المشروع.

وكان أحمد حفظ كتاب الله وهو بعمر 5 أعوام، حيث أتم الحفظ خلال 7 أشهر، وينحدر من عائلة متدينة إذ أن والدته وشقيقاته حافظين لكتاب الله.

ويقول عمر: “أسرد اليوم لأول مرة القرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة، لتثبيت هذا الحفظ في قلبي، ويكون سر النجاح في حياتي.

ويشير محفّظه أبو محمد إلى أن أحمد كان أتم الحفظ في مدرسة التابعين، وكان ذلك أول سردٍ له في مشروع صفوة الحفاظ 2، مشيرًا إلى أنه حصل على درجة امتياز مع مرتبة الشرف حين خاض اختبار بحفظ كتاب الله.

أما الحافظة لكتاب الله ميرا كحيل (13عام) أصغر حافظة في مشروع “صفوة الحفاظ 2″، وتشير إلى أن مشاركتها بالمشروع هو أول لها بسردة للقرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة.

وتوضح كحيل في حديثها أنها حفظت كتاب الله منذ تعلمها القراءة والكتابة، مؤكدةً أنها أخذت على عاتقها حفظ القرآن لتكون قدوة لأشقائها الأصغر منها سنًّا، وتشجيعًا لهم لحفظه.

وتطمح إلى الالتحاق بدورة أحكام عليا لتتقن تجويد القرآن الكريم بحرفية عالية، لافتةً إلى أنها تحفظ أكثر من 200 حديث شريف عن الرسول الكريم.

أما الحافظ محمد شعبان فقد أصيب بوعكة صحية أثناء سرده للقرآن الكريم، ونقل إلى المشفى، وأصر على إكمال سرده وهو على سرير المرض.