Menu

البيان الأخير لوديـــع فلسطين: :"حان وقت خروج الأسود من عرينها...وانتهــــى!

قاوم_قسم المتابعة/ طوال المعركة التي استمرت لأربع ساعات بين قوات الاحتلال ومقاتلي "عرين الأسود" فجر الثلاثاء بالبلدة القديمة بمدنية نابلس، بقي متابعون قناة "عرين الأسود" على برنامج " التلجرام" بانتظار بياناتهم حول ما يجري. ولكن البيان لن ينشر، وبقيت الشاشة معلقة عند البيان الأخير الذي نشرته قبل بدء المعركة عند الساعة 1: 23 منتصف الليلة.

البيان الذي نشرته القناة، والتي يتابعها أكثر من 200 ألف، جاء مقتضبا ومركزا قالت فيه "عرين الأسود": (من أراد العِزّ فالعزُّ هُنا شامخُ ما بينَ حَدٍّ وزِناد... يا أيها الشعبُ العظيم... أنتم القوة أنتم المستقبل وأنتم حياة الأمة، بالجهاد عزنا وبالقتال عزنا وبالاستشهاد عزنا، أما الاستسلام فهو طريق الذل والهوان… هو طريق الخزي والعار. نحن نستمد زادنا من ربنا أولا، ومن ديننا ثانيا، ومن دعم أهلنا وإخواننا ثالثا وننتظر النصر.... حان وقت خروج الأسود من عرينها... وبكلمة الله أكبر سنصلي خرافها رعباً...حي على الجهاد... حي على الجهاد).

البيان الأخير

البيان الأخير ربطه المتابعون بالشهيد وديع الحوح الذي خاض بعده معركة استمرت أربع ساعات قبل استشهاده بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بيته في البلدة القديمة من مدينة نابلس، ما يشير بشكل واضح أنه هو كاتب بيانات العرين التي تابعها الآلاف منذ إنشاء القناة في أيلول/سبتمبر الفائت.

ووديع الحوح، هو أحد مؤسسي مجموعة عرين الأسود في البلدة القديمة، وأحد أهداف الاحتلال البارزين، لدوره الكبير في مقاومة الاحتلال ومشاركته في عمليات المقاومة التي نفذتها العرين على مدار الأشهر الفائتة ضد أهداف إسرائيلية.

من هو الحوح

فمن هو وديع الحوح؟ هو ابن عائلة فلسطينية تسكن في البلدة القديمة من مدينة نابلس، وتحديدا في حوش العطعوط القريب من حارة الياسمينة، وأحد أبناء حركة فتح الذي تربوا على نهج قادة شهداء كتائب الأقصى في البلدة القديمة نايف أبو شرخ ورفاقه.

ورغم ذلك كان وديع يرفض الاستسلام لنهج التنسيق الأمني وتعرض بيته للاقتحام مرات عديدة من قبل الأجهزة الأمنية، وكان الرد الصلب على رفض كل العروض الاستسلام، وإلقاء السلاح "وديع صخرة صماء تكسرت عليها كل الآمال الرامية لتفكيك العرين" كما قال أحد رفاقه في رثائه.

وكتب آخر:" الشهيد وديع الحوح ...شخصية فارقة حاليا في العرين .... ما يقال بحقه إنه تاريخ ...إنه الصخرة التي تحطمت عندها مخططات تصفية العرين ومساومتهم خلال الأسابيع الماضية بعد اغتيال إبراهيميم النابلسي واعتقال مصعب اشتية...ثم اغتيال الكيلاني وهي شخصيات مفصلية...".

كبر الحوح يتيما في البلدة القديمة بعد وفاة والدته، فكانت كل البلدة القديمة وكل نابلس أما له. وما يذكره رفاقه شوقه الشديد للالتحاق بوالدته المتوفاة، كتب أحدهم: "والله كان متشوقا لرؤية والدته...أقسم أنه كان يبكي حسرة على كل شهيد".

واليوم في جنازته خرجت نساء البلدة القديمة لوداعه في مشهد مهيب، كانت كل منهن تطلق "الزغاريد" حين يقترب جثمانه محمولا على أكتاف رفاقه.

وفي جنازته التي تقدمتها خالاته وشقيقاته، قالت إحدى خالاته إنه كان يرفض الارتباط بالرغم من الضغط عليه من قبل شقيقاته وخالاته. وفي الفترة الأخيرة كان يرفض حتى لقائهن، خوفا أن يضعف ويتراجع عن طريق المقاومة.

وأضافت: “يوم أمس قمنا بزيارته في بيته بالبلدة القديمة لرؤيته والاطمئنان عليه، ولكنه رفض استقبالنا، تحدث لنا من النافذة وطلب أن نغادر، حتى لا يهتز قلبه المقبل على الشهادة".

وبحسب الخالة التي كانت تردد في حديثها "وديع عريس اليوم... أحلى عريس" وتطلق الزغاريد، فإنه صدق الله بطلبه الشهادة ونالها بعد معركة بطولية رفض خلالها الاستسلام.