Menu

تحليل: جرأة عمليات المقاومة تضع الاحتلال في مأزق.. والتصعيد عنوان القادم في القدس والضفة

قاوم_قسم المتابعة/تشهد مدن الضفة المحتلة ومدينة القدس حالة من التصعيد الميداني مع جنود جيش الاحتلال الذي يمارس فيها سياسية القتل والدمار الممنهجة، بالمقابل يتصدى المقاومين الفلسطينيين للاعتداءات، حيث أعلنت مجموعة "عرين الأسود" حالة الاستنفار وحذرت من اقتحام منطقة قبر يوسف شرق نابلس، فيما دعا أهالي مخيم شعفاط للاستمرار في الإضرابات لفك الحصار المتواصل.

حالة من التخبط في دوائر المؤسسة الأمنية والعسكرية "الصهيونية" لا سيما مع تصاعد العمليات الفدائية وتزايد نشاط المقاومين في معظم محافظات الضفة وثبات المقدسيين في الدفاع عن المسجد الأقصى وبلداتهم، إذ يعتقد مراقبون، بأن الأوضاع الميدانية ذاهبة نحو مزيد من التصعيد، لا سيما مع زيادة الضغط على جنين ونابلس والقدس.

المحلل السياسي، سليمان بشارات، يعتقد، بأن استمرار جيش الاحتلال ومستوطنيه في اقتحاماتهم لمخيمات ومدن الضفة وأحياء مدينة القدس يزيد من توتر الأوضاع الذاهبة بلا شك نحو التصعيد خلال الساعات والأيام المقبلة.

وقال بشارات  "في حال استمر جيش الاحتلال في التضييق أكثر على أهالي مخيم جنين ومدينة نابلس وزيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين للأقصى والبقاء على حصار مخيم شعفاط فإن الأمور أخذة في التصعيد.

وأضاف بشارات: "ما جري اليوم ليس وليد الساعة وإنما حالة من التراكمية، نتاج مجموعة من العوامل يأتي في مقدمتها استمرار اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وفجوة الثقة بين الشارع الفلسطيني والحالة السياسية الغائبة".

وتابع المحلل السياسي، أن الحالة في الضفة التي تشكلت في الأسابيع والأشهر الماضية أعادت أحياء روح الوطنية والمواجهة لدى المواطن الفلسطيني وتوجت في تنفيذ عمليات فدائية أوقعت قتل واصابات بين صفوف جيش العدو والمستوطنين.

وأردف: إن "المؤسسة الأمنية والعسكرية في (تل الربيع) تخشى من تصاعد الأوضاع، وتوسع دائرة الاشتباك المسلح، وتمدد نموذج المقاومة في جنين ونابلس إلى بقع جغرافية أوسع في محافظات أخرى". مشيرًا إلى أن الاحتلال "لم يعد بقيم الأمور بالشكل الصحيح، وهي في حيرة في التعامل مع كتائب المقاومة".

وبحسب المحلل السياسي، فإن المسؤولين "الصهاينة" باتوا يدركون خطورة الموقف الراهن مع خشية متزايدة من أن تصبح المقاومة أكثر تنظيمًا وتخطيطًا.

وأوضح بشارات، أن من قيادة الشعب الفلسطيني إعادة إحياء دور المؤسسات الوطنية الفلسطينية وصياغة رؤية وطنية واضحة يكون عنوانها الدفاع عن القضية وحقوق الفلسطينيين ومقاومة المحتل.

وحذرت مجموعات "عرين الأسود" الاحتلال ، في بيان لها، بعد أن أعلنت حالة الاستنفار بين افرادها، من إقدامه على السماح للمستوطنين باقتحام منطقة قبر يوسف شرق نابلس.

وكانت مصار عسكرية من جيش الاحتلال، قد أعلنت لوسائل إعلام عبرية، اليوم، بأن الجيش قرر زيادة الضغط على منطقة نابلس، وقام بإغلاق معظم مداخل ومخارج التجمعات الفلسطينية. فيما تجري البحث عن مطاردين من مجموعات "عرين الأسود" .

وخلال الأسبوع الماضي، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 جنود، في عمليات فدائية منفصلة في جنين ومخيم شعفاط بالقدس والداخل المحتل.

ووفقًا لمركز المعلومات الفلسطيني "معطى" فإنه خلال شهر أيول/ سبتمبر الماضي، شهدت الضفة ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة بجميع أشكالها، ورصد  المركز خلال هذه الفترة (833) عملاً مقاومًا، أدت لمقتل مستوطن واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.

وذكر المركز، أن عمليات الاشتباك المسلح تصاعدت مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس على التوالي.

يخشى من تصاعد عمليات

اما المحلل السياسي محمد القيق، اتفق ما سابقه، في إن الأوضاع في الضفة ذاهبة نحو التصعيد، وقال: إن" الاحتلال يخشى من تصاعد عمليات المقاومة".

وأضاف القيق، أن الاحتلال فشل في السيطرة على العمليات النضالية، فيما بات يخشى من تكرار مشاهد عمليات إطلاق النار الذي ضربت منظومته الاحتلال، مستشهدًا بعملية نابلس وحاجز شعفاط.

ووصف المحلل، المرحلة التي يعيشها الاحتلال بسبب عمليات المقاومة، أنها تتسم بــ "الارباك التاريخي"، في إشارة إلى تنامي عمليات المقاومة وامتلاك المنفذين شجاعة كبيرة في تنفيذها رغم تحصينات الاحتلال المشددة.

وأعلنت وزارة الصحة برام الله، استشهاد الشاب أسامة محمود عدوي (18 عاماً)، الذي ارتقى برصاص جنود الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل، وهو ما يرفع عدد الشهداء منذ اسبوع إلى 6.

وبخصوص ما يحدث في مخيم شعفاط المحاصر، وعلى إثره عم اضراب شامل شمل كافة مناحي الحياة في الضفة القدس دعمًا لأهالي المخيم، كما وأعلن الاهالي العصيان المدني الكامل حتى رفع الحصار،  فقد اعتبر حمدي دياب منسق القوى الوطنية والإسلامية في شعفاط، إجراءات الاحتلال بـأنه "تصعيد خطير".

بالإضافة إلى ذلك، تواصل المنظمات "الصهيونية" إطلاق دعوات للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والقدس، كان أخرها اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين للمسجد ونفخ البوق في محيطه بالتزامن مع ما يسمى بـ"عيد العرش العبري"، والاعتداء على المحتفيين في المولد النبوي.

جاءت هذه الاقتحامات وسط إجراءات مشدّدة من جيش الاحتلال أمام المصلين الذين منعتهم من الدخول إلى المسجد بعد أن أغلقت أبوابه وفرضت الحواجز الأمنية في محيطه وبلدات القدس، وقامت بالاعتداء على المقدسيين واعتقال العشرات منهم.

واعتبرت الفصائل الفلسطينية بأن الاستمرار في المساس في المسجد الأقصى والقدس، وتنفيذ المخططات التهويدية، "خط أحمر، لا يمكن السكوت عنه".