Menu

وقفة لمحاسبة النفس.. بين رحيل عام وإقبال عام جديد!!

بسم الله الرحمن الرحيم*وقفة لمحاسبة النفس.. بين رحيل عام وإقبال عام جديد!!* الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على إمام المتقين قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان.. يقول الله تعالى في محكم كتابه: ’ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ’ سورة الحشر آية 18 . هاهي الأيام من هذا العام الهجري(عام 1430هـ) تمر سريعةً وتطوي صفحاتها، لتفتح صفحة أخرى من عامٍ هجريٍ جديد (عام 1431هـ) . وهاهي قافلة هذا العام من الحياة تسير في بيداء الزمن لتلقي رحالها في محطة الماضي، فيستقبلها كما استقبل الأعوام الكثيرة المنصرفة قبلها.. والعاقل هو من يأخذ العبرة بتوالي هذه الأزمنة وانقضاء السنين؛ لأنه يعلم أن الدنيا زائلة، والحياة فانية، والعمر منصرم، فيحرص على التزود مما بقي من أيام عمره بما ينفعه في أمور دينه ودنياه وآخرته!! فكيف يودع المسلم عامًا هجريًا ويستقبل عامًا آخر؟؟!! توديع العام الموشك على الرحيل يتمثل بأمرين: أولهما: محاسبة النفس على تقصيرها في حق الله سبحانه وتعالى , وثانيهما: محاسبتها على تقصيرها في حق العباد. فأما ماكان في حق الله تعالى فيُجبر بالاستغفار والتوبة الصادقة , وأما ماهو في حق العباد فيكون أولاً بالتوبة لله على ماصدر من تقصير في حقوق عباده، ثم بإرجاع هذه الحقوق لهم إن وجدت ، وإن لم يستطع المرء إرجاع الحقوق لإصحابها فيكون بالدعاء لهم -والدعاء ينبغي أن يكون من المسلم لأخيه المسلم في كل حال- واستقبال العام الجديد يترتب عليه الآتي: حث النفس على ملازمة وأداء الواجب الشرعي المكلَّف به المسلم وعدم التهاون فيه، وأيضًا العزم على استغلال أيام هذا العام الجديد بالاستزادة من فعل الطاعات وعمل الخيرات وكل مافيه نفع ونصر للإسلام وخدمة المسلمين.. وأبواب الخير أوسع من أن تُعد، وأكثر من أن تُحصى، فلماذا يحرم المرء نفسه من هذا الفضل العميم ويضِّيع على نفسه الثواب العظيم ؟؟!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {الكيس ‏‏من ‏دان ‏ ‏نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله } رواه ‏‏أبي يعلى شداد بن أوس في سنن ابن ماجه . وإذا علم المسلم أن الأيام ماهي إلا صحائف لأعماله؟؟!!وجب عليه أن يُخلِّدها قبل الممات بأحسن الأعمال..ويُدوِّنها بأجلّ الفضائل.. ويُزيِّنها بأجمل الآثار. فإنه لايدري!! متى يموت؟؟ وفي أي وقتٍ يكون أجله؟؟ وليحمد الله من أمدَّ الخالق في عمره ؛ليتسنَّى له تدارك مافات من تفريطٍ وتقصير، وليستعد من هذه الأيام بأخذ الزاد ليوم الرحيل،، عاملاً بالحكمة القيمة والدرة الثمينة التي نطق بها الإمام علي رضي الله عنه حين قال: ( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولا عمل(  . ~ نسأل الله تعالى أن يغفر سيئاتنا ويعفو عنا مامضى وأن يختم لنا هذا العام بكل خير،وأن يجعل العام الهجري الجديد عام 1431هـ عامًا فيه صلاح للمسلمين وجمع كلمتهم على الحق، وأن يكون عامًا لتحرير المسجد الأقصى المبارك ، ورفع راية الإسلام وإعلاء كلمة الدين~ *وكل عام وأنتم إلى الله تعالى أقرب ومنه أخوف وإليه أرجى وبه أعلم* وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. إعداد: الأخت شمس العلوم