Menu
وقفة.. مع قدوم هلال العام الهجري الجديد 1432هـ

وقفة.. مع قدوم هلال العام الهجري الجديد 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيموقفة.. مع قدوم هلال العام الهجري الجديد 1432هـالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا، نحمده بمحامده كلها على نعمه العظيمة وآلآئه الجسيمة..ونصلي ونسلِّم على من أُنزل رحمةً للعالمين، خير البشر وصفوة الخلق نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين..وبعد:هانحن نستقبل عامًا هجريًا جديدًا عام 1432هـ، فقد أهلَّ هلاله علينا ونحن على أرض هذه الحياة الدنيا،ولاشك أن توالي الأعوام على العباد وهم أحياء نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه والذي امتن بها عليهم؛ليتداركوا مافاتهم من العمل الصالح، وليتوبوا مما أسلفوا وأسرفوا على أنفسهم من المعاصي، وليقوِّموا ماتبقَّى من أعمارهم بحسب الأهداف السامية والغايات العالية..فيقفوا وقفة اعتبار إلى حال من رحل عن ديارهم، وفارق اجتماعهم، وحال الفراق بينهم وبين رؤياهم، فأصبحوا تحت التراب وحدهم تاركين المتاع الزائل ، لا أنيس يسليهم ولا جليس يواسيهم سوى العمل الصالح. ونحن الآن في زمن!! كثرت فيه الملهيات، وتسابقت النفوس على الشهوات، وتنافست الأرواح على حب الدنيا وتعلقت بأمورها الفانيات إلا من رحم الله..قال الله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ* قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" آل عمران 14-15الإخوة في الله:إن كل مافي هذه الحياة الدنيا من نعيم فهو زائل، ومابها من لذة فهي فانية، وما يحب المرء فيها من مشتهيات في ذاهبة..وإن ماعند الله عزوجل لهو النعيم الباقي الخالد الكامل الذي لايشوبه همّ، ولا تخالطه غُصّة، ولا يعكر صفوه كرب،فمادام هذا حال الدنيا وهذه مزيتها!!ومادام ذاك وصف الجنة وتلك سمتها!!فمابال جذوة القلوب انطفأت وخمدت عن العمل للدار الآخرة ؟ولمَ صارت الأبدان تركض وتتسارع وتتهافت على أمور الدنيا وقد تباطأت عن السير وإسراع الخُطا للعمل لما بعد الموت؟الإخوة في الله:ليكن بداية هذا العام الهجري انطلاقًا لترك الفتور واجتهادًا منا لما ينفعنا لأخرتنا..ومحركًا للهمم للمسارعة بالأعمال الصالحة التي تُرضي عنا ربنا سبحانه، وهي أكثر من أن تُحصى..ووقودًا مشتعلاً في ذواتنا للقيام بكل مايكون سببًا في أُنسِنا حين يواري الثرى أجسادنا ونصير من أهل القبور..فلاندع الدنيا بمشاغلها تأخذنا وتلهينا ذكر الله وعن القرآن وطلب العلم والدعوة إلى الله وعن العمل للآخرة..قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المنافقون 9لنعمل لدنيانا بحدود بقائنا فيها، ونتزود بنعيمها بحسب مقامنا بها بما يرضي الله تعالى،، ولا نجعلها همّنا الأكبر..بل نجعل همّنا الأسمى وغايتنا العظمى همّ الآخرة،ولنخلص نيّاتنا لله جلَّ في علاه في كل أعمالنا؛لنجد ثوابها وجزاءها عنده سبحانه عند من لا يخفى عليه شيء لا في الأرض ولا في السماء..حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان وهو الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له) سنن الترمذيوعن الحديث في الدرر السنية:الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2465خلاصة حكم المحدث: صحيح~نسأل الله تعالى أن يوفِّقنا وإياكم وسائر المسلمين لذكره وطاعته وأن يجعل حياتنا كلها له وأن يرضى عنا ويجمعنا بحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام وصحابته الأطهار والتابعين الأبرار وعلماءنا الأخيار في جنان الفردوس الأعلى~*ونتمنى أن يكون هذا العام الهجري عام 1432هـ عام صلاح و نصر وتحرير وتمكين وخير للإسلام والمسلمين*وأخيرًا.. قد قلت ماقلت فإن أصبت من الله وحده سبحانه جلَّ في علاه، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..وصلى الله على إمام النبيين وخاتم المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.