Menu

الاحتلال يهدد غزة بحرب.. ويحرّض على المقاومة

قــاوم_قسم المتابعة/تتزامن تهديدات الاحتلال الصهيوني الجديدة بشنّ عدوان على قطاع غزة، مع استمرار الطيران الاستطلاعي بالتحليق في الأجواء، وهو ما يثير مخاوف لدى الفلسطينيين، الذين لم تنته بعد آلام الحرب الأخيرة عليهم، رغم مرور ثلاث سنوات.

ولا تغادر طائرات الاستطلاع، المعروفة محلياً باسم "الزنانة"، سماء قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين، مع قيام المقاومة الفلسطينية أيضاً بخطوات فُهم منها أنها تتجهز لصد أي عدوان، أو أنّ لديها معلومات برغبة إسرائيل في شن حرب جديدة.

وأطلق ما يسمي بمنسق أعمال الحكومة الصهيونيةة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الصهيوني يوآف مردخاي، سلسلة من التهديدات ضد القطاع، والمقاومة الفلسطينية وذلك بعد مزاعمه بتحضير المقاومة لردٍ على قصف نفقها واستشهاد 12 مقاوماً نهاية الشهر الماضي على الحدود الشرقية لمدينة دير البلح وسط القطاع.

ووجه الصهيوني مردخاي تهديداً للقيادات المقاومة الفلسطينية ما اعتبرته المقاومة "إعلان حرب"، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستعمل من أجل التصدي لها، ولن تتهاون في حماية شعبها وأرضها.

ولحق ما يسمي برئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، بمردخاي، إذ زعم أنّ "هناك لعبة من أجل مهاجمتنا... سيكون لدينا يد قوية على كل من يحاول مهاجمتنا"، مشيراً إلى أنّ أي هجوم من غزة تتحمل مسؤوليته المقاومة الفلسطينية.

وذهبت التهديدات الصهيونية بعيداً بتحريض السكان الفلسطينيين على المقاومة، بزعم أنها تريد الحرب، وأنهم المتضرر الأكبر من أي حرب مقبلة.

ووفق مصادر صحفية فإنّ مصر التي قادت اتصالات عقب قصف الاحتلال لنفق المقاومة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تنجح في أخذ موقف نهائي من المقاومة الفلسطينية بعدم الرد على العدوان. وفي حينه أبقت المقاومة على كل الاحتمالات للرد على العدوان، ولم تعط موقفاً نهائياً، لكل من اتصل بها طالباً التمهل قبل الرد على ما جرى. ​

ولم يتوقف التهديد الصهيوني لغزة، قبل قصف النفق أو بعده، مع قيام جيش الاحتلال بمناورات شبه يومية على الحدود مع القطاع، وتعزيز قواته بين الحين والآخر. وزاد الحديث الصهيوني عقب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" عن صواريخ المقاومة وسلاحها وتجاربها في البحر والأنفاق الهجومية.

ويرصد المحلل السياسي، ثابت العمور، لغة تهديد ووعيد صهيونية مختلفة، وأشد حزماً وتكراراً، خصوصاً أنّ الاحتلال يعلم أنّ المقاومة الفلسطينية سترد على عملية قصف النفق، ويريد من تهديد المقاومة أنّ تضغط على المقاومة لتجمد الرد أو تتراجع عنه.

غير أنّ العمور يشير إلى أنّه لا يوجد طرف يريد الخروج للحرب الآن بما في ذلك الاحتلال الصهيوني لأنّ شن حرب على غزة في هذا التوقيت سيفسد كل الحسابات الإقليمية الحاصلة وسيؤجل المخططات الصهيونية لكن هذا أيضاً لا يعني انتهاء أو انتفاء الحرب، وفق العمور، الذي يوضح أنّ الحرب واقعة ولو بعد حين، لكنها ستكون محكومة بمن سيقدم على وضع "صاعق التفجير، سواء المقاومة أو الاحتلال الصهيوني. ويبينّ أنه منذ توقيع المصالحة، ومنذ تحسين العلاقة غزة مع مصر، باتت حسابات مختلفة والأهم أن المقاومة وحدها من باتت في دائرة الاستهداف، لأنّ حساباتها ومحدداتها مختلفة تماماً وهي ليست طرفاً في المصالحة ولا في الحكومة ولا في الانتخابات.

وتبدو عملية استهداف النفق الأخيرة بمثابة اختبار صهيوني غير أنّ الحركة ميدانياً أثبتت قدرتها على ضبط النفس، وفي  الوقت لم تُسقط حسابات الرد من أجندتها خاصة أنّ هناك اتفاقاً ضمنياً بين المقاومة والاحتلال وهو ضبط قواعد الاشتباك بمعنى المواجهة المحدودة والكيان الصهيوني أخلّت بذلك عندما قصفت النفق، وفق العمور.

ووفقاً للعمور فإن الاحتلال أدرك أنه أخطأ بالتصعيد واستهداف النفق، لذلك قدم خطاباً تبريرياً كأنه يقول إنه لم يقصد استهداف قادة ميدانيين أو أنه لم يعلم بوجود هذا العدد في النفق، وأنه قام بقصف النفق داخل الأراضي المحتلة.

ويوضح العمور أنّ أحد أهداف الاحتلال من قصف النفق هو فرض واقع جديد، وإجراء تغيير في قواعد الاشتباك، ولكن مدى قدرته على ذلك محكوم برد المقاومة وتعاطيها مع الأمر، وحاليًا الكرة في ملعب المقاومة.

ولا يُخفي المحلل السياسي الفلسطيني استفادة الكيان الصهيوني من التحولات الإقليمية والعربية المتسارعة، خصوصاً التطبيع الذي تقيمه الدول والحكومات مع الاحتلال في الفترة الأخيرة، لتنفيذ مخططاتها التوسعية والاستعمارية وتوسيع قاعدة أصدقائها من العرب.