Menu
تقرير : دول بالناتو تشارك بحرب مالي "من وراء ستار"

تقرير : دول بالناتو تشارك بحرب مالي "من وراء ستار"

قــــاوم – وكالات :   رغم تصدر فرنسا مشهد التدخل العسكري الدولي في مالي، لكنها تحظى بدعم غير مباشر من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي بدت، بحسب خبراء عسكريين، وكأنها تشارك في الحرب "من وراء ستار".   واختلفت طبيعة دعم دول الناتو لفرنسا من دولة لأخرى؛ فهناك دول قدمت الدعم العسكري، وأخرى فضلت تقديم الدعم اللوجستي، بينما اكتفت أخرى بتقديم الدعم الدبلوماسي.   وعقب إعلان البيت الأبيض الأمريكي أن "الولايات المتحدة تتقاسم مع فرنسا الأهداف نفسها في مالي بمنع هذه الحركات من السيطرة على المنطقة "، قال مسؤولون أمريكيون لوسائل إعلام محلية، إن "الجيش الأمريكي يدرس إمكانية دعم القوات الفرنسية في مالي".   ويعتبر إعلان واشنطن دعم مالي، بحسب خبراء عسكريين، تطبيقًا عمليًا لما يُعرف بـ"سياسة الباب المفتوح" التي ينتهجها أعضاء الناتو، وتقوم على التدخل غير المباشر في المنطقة من خلال خوض إحدى دول الحلف العملية العسكرية في دولة ما بصفة فردية - وليس باسم الناتو - على أن تدعمها بقية دول الحلف.   كندا (عضو مؤسس في الناتو) أكدت من جانبها استعدادها للمشاركة في تقديم دعم لوجستي للعملية العسكرية في مالي، وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي إنه "من المحتمل أن تقوم كندا بالمشاركة في تدريب الجيش المالي".   كما أعلنت كندا تدريب القوات الخاصة في النيجر لمواجهة "متطرفين سيطروا على مساحات في مناطق بمالي المجاورة".   وفي الاتجاه نفسه جاء موقف كل من إيطاليا وإسبانيا، حيث توجد بكل منهما قواعد جوية للقوات الأمريكية، وهو ما يمثل دعمًا لوجستيًا، إذا ما اتخذت الولايات المتحدة قرارها من الانتقال من مربع دعم الأهداف إلى مربع الدعم العسكري على الأرض.   وجاء موقف بريطانيا تعبيرًا عن الدعم اللوجستي أيضاً، لكن بشكل صريح عن كل من إيطاليا وإسبانيا حيث أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن بلاده "ستزوِّد فرنسا بمساعدة عسكرية لوجستية في نقل جنود أجانب ومعدات إلى مالي بسرعة".   وكانت تقارير إعلامية غربية قالت إن "فرنسا وبلجيكا تسعيان لدفع مجلس الأمن بأن يأذن سريعًا للتدخل في مالي"، وهو ما يوضح الموقف البلجيكي تجاه إمكانية مساندة فرنسا عسكريًا.   ورأى محللون سياسيون في تصريحات سابقة للأناضول أن إعلان فرنسا التدخل العسكري في مالي، بداية التطبيق العملي لسياسة "الباب المفتوح" التي اتفق عليها أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في قمة لشبونة العام 2009.   وتتضمن سياسة "الباب المفتوح" تنظيم عملية الدفاع الجماعي للناتو عن أعضائه أو مصالحهم في العالم، وذلك بتوزيع أعباء التدخل في منطقة النزاع على جميع الأعضاء، بحيث تتصدر الدولة الأقرب لتلك المنطقة المشهد فيما تدعمها بقية الدول عسكريًا ولوجستيًا واستخباراتيًا.   ومن المنتظر أن تشرع بقية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي باتخاذ مواقف متتالية بشأن التدخل العسكري في مالي، بذريعة مساندة فرنسا كعضو بالناتو، استنادًا إلى أن أي هجوم على دولة عضو بالحلف هو هجوم على جميع الدول.