Menu

الفساد يلاحقه.. هل اقتربت نهاية نتنياهو

قــاوم_قسم المتابعة/فساد المتطرف نتنياهو أثار زوبعة من الانتقادات ضده جعلت منه شخصًا غير مؤهل لقيادة حكومة الكيان وفق رأي عدد من السياسيين والناشطين الصهاينة.. هذا الهجوم على نتنياهو جاء عقب ملفات الفساد التي نشرها الإعلام العبري. 

ومتابعة لآخِر التصريحات التي وُجهت لنتنياهو مؤخرا.

تسونامي التسريبات

ذكر الإعلام العبري أن الاحتلال قد توصي بمحاكمة المتطرف نتنياهو في ملفي "القضية 1000" و"القضية 2000"، اللتين يشتبه في نتنياهو بالضلوع بأعمال فساد فيهما تصل إلى حد ارتكاب مخالفات رشوة وخيانة الأمانة.

 واتهم الصهيوني نتنياهو الجيش بالتسريب لوسائل الإعلام، واصفا تقرير القناة الثانية بـ"تسونامي التسريبات".

وبحسب الاعلام العبري؛ سعى نتنياهو إلى تعيين المدير السابق لمكتبه "أري هارو" رئيسا لشركة الأخبار التابعة للقناة العاشرة للتلفزيون الصهيوني، عندما كان يتولى نتنياهو منصب وزير الاتصالات أيضا، وهو ما يُعرف بالقضية 1000.

وأضاف الإعلام العبري أن هارو هو شاهد حكومة من الجيش والنيابة العامة في "القضية 2000" أيضا، التي يشتبه في نتنياهو بخصوصها عقب إجرائه محادثات مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"الصهيونية أرنون موزيس،  وسعى من خلال هذه المحادثات إلى تقوية "يديعوت" مقابل تغطية صحفية داعمة له، وإضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم".

غير مؤهل للقيادة

وقال رئيس المعارضة الصهيوني يتسحاق هرتسوغ من المعسكر الصهيوني، معقبا على تصريح نتنياهو ضد الجيش: إن "ما بدأ ضد الفنانين والصحفيين والقضاة، يصل الآن إلى الجيش؛ ليُعدّ تمزيقا وتحريضا وتقسيما من أجل المصلحة الشخصية بكل ثمن، حتى بثمن وحدة الشعب والمس برموز القانون والسلطة".

وكتب رئيس "يوجد مستقبل"، النائب الصهيوني يئير لبيد على حسابه في تويتر: "إن هجوم نتنياهو على القائد العام للجيش هو انحطاط جديد في محاولة لتهديد سلطة القانون في الدولة، وهذا عار".

وبالترافق مع هذه الشبهات، نقله الاعلام العبري عن وزير الجيش الصهيوني السابق موشيه يعالون قوله: إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انتهى أمره في ضوء الشبهات بالفساد والتحقيقات الجارية ضده.

وأضاف: "حان الوقت لأن يكون للكيان الصهيوني رئيس حكومة جديد، ونتنياهو لم يعد يصلح لأن يبقى في منصبه رئيسًا للحكومة".

وذكر الإعلام العبري تحت عنوان "أعضاء في الكنيست من حزب كحلون ضد نتنياهو"، أن أعضاء حزب "كلنا" بقيادة كحلون لم يعجبهم هجوم نتنياهو على قائد الجيش بدعوى تسريب تحقيق الشرطة معه، وقالوا: إن "المشكلة لديك، وليس لدى قائد الشرطة".

نتنياهو المشكلة

مراسل القناة الثانية قال: إنه من المتوقع أن يستأنف الجيش التحقيقات ضد نتنياهو، وأن تستدعيه لمزيد من الاستجواب خلال الأسبوعين المقبلين، وعقب نشر التقرير قدم نتنياهو ردًّا غير عادي على مفوض الجيش الصهيوني روني الشيخ ، متهماً إياهم بأنهم قاموا بـ"حملة إعلامية" ضده، مدعياً أن "التسريبات غير القانونية أصبحت تسونامي".

"روي فولكمان"، وهو ناشط سياسي ومستشار استراتيجي وسياسي لرئيس بلدية القدس، وعضو حزب "كلنا"، هاجم نتنياهو وكتب على حسابه على تويتر: "ماذا يقول عشرات من أفراد الجيش مع عشرات الهجمات التي لا تنتهي في عملهم. الثقة العامة هي أصعب جزء من القانون والقيادة المسؤولة يجب أن تعزّز، والتهجم على الجيش عبور للخط الأحمر، ولن نسمح به".

رد الجيش الصهيوني

القناة الثانية نقلت عن وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان قوله: "أنا أدعم مفوض الشرطة روني الشيخ، وكلي ثقة به".

وقالت راشيل آزاريا عضو في حزب "كلنا" عبر حسابها: "الشرطة تقوم بواجبها، وهي أساس تحقيق الأمن والقانون، ويجب أن تسمح للجيش بأداء واجبهم بأمانة".

وردًّا على تصريحات نتنياهو هاجم الجيش بشدة الاتهامات، وقالت: "الجيش الصهيوني يقوم بعملها وفقا للقانون والدولة، ولن نُجر إلى هجمات لا أساس لها تهدف إلى تعطيل عمل الجيش وتقويض شرعية حكم القانون".

خيارات الإنقاذ

محلل الشؤون الصهيونية" قال: إن هذه الاحتجاجات من حزب "كُلنا" ليست بداية موجة غاضبة من حزب واحد بعينه؛ لكنها مؤشر قوي لموجة هادرة ستشمل باقي الأحزاب لتقديم نتنياهو للمحاكمة والضغط عليه للاستقالة.

ووفق المحلل؛ فإن ذلك يأتي تأكيدا على ما قاله مفوض الجيش روني الشيخ عشية الأعياد اليهودية في مخاطبا الصحفيين: "سنقلب جميع الحجارة للوصول إلى الحقيقة، وأود أن أنصحكم بعدم الذهاب والخروج في عطلة، فالكثير من مواد التحقيق والوثائق التي جمعت بالقضية تراكمت، ولم يسرّب الكثير منها، وسيحقّق مع شخصيات كبيرة لم تعتقل مؤخرا بالقضية".

وأضاف المحلل أن الموجَّه الحالي ضد نتنياهو ستجعله أمام إحدى الخيارات لإنقاذ نفسه؛ إما أن يستقيل تاركا حزبه ليقود الحكومه، وبذلك سيواجه القضاء، وتثبُت إدانته بالتهم الموجه له وعقوبة السجن كغيره.

وأما الخيار الثاني أن تتحالف الأحزاب ضده، وبذلك ينتهي أمره وأمر حزبه معا، ولهذا الخيار مؤشرات تناولها رئيس حزب العمل آفي جباي الذي لم يستبعد الجلوس في الحكومة مع حزب "كُلنا" والأحزاب الدينية وحزب "يسرائيل بيتنا"، وقال: "مفهومي يقول نحن حزب العمل سنكون بيتا لكل الصهاينة"، كما دعا يعلون للانضمام له في حزب العمل.

وأما الخيار الثالث أمام نتنياهو فهو أن يعقد مجلسا حربيا ضد إحدى الجبهات، وبذلك يؤجل موضوع مُحاكمته ويُطيل عُمره السياسي لما قبل الانتخابات القادمة ليحقق نصرا مُستبعدا لحزبه، وهو الأمر الذي جاء به وزير حربه قبل يومين عندما قال: "إننا سنكون جاهزون للحرب مع حزب الله والإيرانيين في سوريا إن تطلب الأمر".

وأما الخيار الرابع والأخير فهو أن يُسرِع لقبول شروط المقاومة الفلسطينية في صفقة تبادل، بهدف تسجيل إنجاز يُغطي فيه على فساده.