Menu

بعد فضائح الفساد.. الصهيوني نتنياهو يهرب بـ"قرار الحرب"

قــاوم_قسم المتابعة/استفادةً من دروس الحرب السابقة عام (2014) واعتماداً لمبدأ المهنية العالية والسرّية الكاملة يحاول المتطرف بنيامين نتنياهو بما يسمي برئيس وزراء الاحتلال الحصول على قانون يمنحه صلاحية اتخاذ قرار الحرب دون الرجوع للحكومة ساعة الصفر.

ومنذ يومين تتحدث وسائل الإعلام الصهيونية عن قانون أسمته "تصحيح قانون أساس-الحكومة"، والذي سيمكن نتنياهو من الإعلان عن الحرب دون موافقة الحكومة، وفي حالات معينة بدون حضور أعضاء المجلس الأمني المصغر الكابينيت.

ويرى مراقبون للشأن الصهيوني أن نتنياهو لا يريد تكرار ما جرى في حرب (2014) عندما تسرّبت معلومات كثيرة من (الكابينيت)، كما لا يريد تكرار ما جرى عام (2010-2011) عندما خطط لضرب إيران وعجز عن إنفاذ القرار أمام الحكومة.

صلاحية مطلقة

بعيداً عن أزمة الصهيوني نتنياهو الآن في القضاء ووسائل الإعلام التي تتهمه بالتورط في قضايا فساد يبدو نتنياهو قويّاً ويعمل بتطور لتحسين مكانته السياسية.

ويؤكد محمود مرداوي الخبير في الشئون الصهيونية أن هناك عدة اعتبارات لدى نتنياهو لاتخاذ القرار أولها حاجة الكيان الصهيوني لذلك خاصة بعد تقرير "شابيرا" مراقب الدولة بعد حرب (2014) الذي وضّح وجود خلل في الكابينيت والحكومة الصهيونية.

ويضيف: "تأتي هذه المساعي تلافياً لما تحدث عن شابيرا وكذلك بعد لجنة عميدار التي فنّدت تقرير شابيرا وأيضاً بعد حديث نفتالي بينيت وزير التعليم الصهيوني وعضو الكابينيت الذي أصرّ على إجراء تعديل في القرارات الحاسمة".

الحديث عن نجاح قرار نتنياهو بعد انتهاء عطلة الصيف في الكنيست ليس بالأمر السهل لكنه أيضاً ليس مستحيلاً إذا حصل على موافقة أغلبية أعضاء الكنيست وأقنع الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي.

وقبل شهرين صادق الكابينيت على تصحيح قانوني يخول الحكومة أن تأذن مقدما للمجلس الأمني مع بداية فترتها بالخروج إلى عملية عسكرية كبيرة أو حرب، بهدف منع أي تسريبات.

هذا الاستنتاج، دون تفاصيل موسعة، ظهر في تقرير "لجنة عميدرور" التي فحصت وظيفة المجلس الأمني، وعلى ما يبدو فإنها دخلت إلى هناك بعد طلب من نتنياهو نفسه

يقول د.سعيد زيداني المختص في الشئون الصهيونية إن الحديث عن امتلاك "نتنياهو" صلاحية إعلان حرب أو عملية عسكرية قد تؤدي إلى حرب دون موافقة الحكومة والكنيست هو حديث عن تعديل قانون أساسي.

ويتابع: "عادةً الحرب تعلن بموافقة الحكومة وهو يريد الآن القيام بالمهمة ويرى أن ذلك يخدم الكيان الصهيوني من جهة سرعة القرار من قبل خبراء ومنع التسريبات خلال مداولات الحكومة الموسعة".

حاجات أمنية

نجاح نتنياهو في رمي تدخلات الحكومة وكامل أعضاء الكابينيت خلف ظهره في الجولة القادمة يمنحه مزيدا من القوّة في وقت ثبت فيه أن ما يثار حول فساده مؤخراً جهود يسار صهيوني غير مؤثّرة.

وكان نتنياهو قد أحجم عن توجيه ضربة عسكرية لإيران عامي (2010-2011) بعد تصريح رئاسة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي قالت يومها إن الكابينيت غير مؤهّل لاتخاذ قرار خطير ولابد من العودة للحكومة في وقت كانت الحكومة تهادن (أوباما) الرئيس الأمريكي الأسبق.

ويشير الخبير مرداوي أن الصهيوني نتنياهو يحاول استعادة قوته بشكل متصاعد وأن ما يسعى له هو هدف استراتيجي وحاجة أمنية، وأنه يحاول تجنب ضعف موقف أعضاء الحكومة الذين يعدّهم غير مؤهلين لاتخاذ قرارات مصيرية.

ويتابع: "بشكل متواصل تقترح تشكيلات ودوائر عمل أهمها مجلس الأمن القومي الذي يعد أقوى من الكابينيت، لكن مساعي الحكومة والاعتبارات الحزبية حالت دون تعزيز قوته".