Menu

"المحكمة الصهيونية العليا": المساس بالحرم القدسي عبث ببرميل بارود

قاوم - القدس المحتلة - في ظل حكومة متطرفة تزداد أعداد وخطورة الحركات اليهودية المتطرفة لا سيما الغيبية منها كحركة « عائدون إلى الهيكل « التي كشف خلال التماس قضائي حولها أنها مصممة على العمل من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم في الحرم القدسي الشريف، وهذا ما اعتبرته المحكمة لعبا بالنار».

وحركة «عائدون للهيكل» التي تسعى لبناء الهيكل المزعوم في الحرم القدسي الشريف بعد عدم مسجدي الأقصى وقبة الصخرة تحركها عقيدة متطرفة ومن شأنها أن تشعل حريقا هائلا في المنطقة تسفك فيها دماء غزيرة».

هذا ما أكده قاضي محكمة العدل العليا الصهيونية، معللا رفضه التماسا قدمه نشيطان مركزيان في الحركة، رئيسها رفائيل موريس ويائير كهاتي اللذان طالبا بمنع تقييد حركتيهما من قبل سلطات الأمن.

في بداية الشهر الحالي أصدرت المخابرات العامة (الشاباك) أمرا بتقييد حركتيهما ومنعهما من دخول القدس المحتلة خلال فترة الأعياد اليهودية استنادا لأنظمة الطوارئ الانتدابية. وزعم الملتمسان أن أنظمة الطوارئ معدة لإبعاد إرهابيين وليس من أجل إسكات نشاط سياسي غير عدوانية. لكن قضاة العليا رفضوا ذلك وأكدوا أنهما يشكلان تهديدا وثبتا أمر تقييد الحركة لأنهما يمارسان أعمالا استفزازية خطيرة.

ويستدل من الملف القضائي أن بحوزة المخابرات الصهيونية تراكمت معلومات تفيد بأن هناك احتمالاً كبيراً بأن يستغل المتطرفان اليهوديان وجودهما في القدس من أجل القيام بأعمال استفزازية من شأنها أن تمس بالأمن.

وتنشط حركة « عائدون للهيكل« منذ أربع سنوات على يد مستوطنين شباب في المجال الدعائي وإقناع اليهود بضرورة بناء الهيكل.

ويكشف موريس (21) أن زوجته هي التي أقنعته بالانضمام لهذا الحراك، لافتا أنه ورفاقه قد تنبهوا لوجود أحاديث كثيرة عن بناء الهيكل الثالث دون فعل.

وتثابر هذه الحركة الخطيرة على التظاهر والاحتجاج والعمل الدعائي. وهي لا تكتفي بازدياد زيارات اليهود للحرم القدسي الشريف والصلاة فيه بالسنوات الأخيرة، معتبرا أن العمل المطلوب هو بناء الهيكل دون لف أو دوران مكان الأقصى وقبة الصخرة بشكل صريح.

ويعتبر موريس في تصريحات لموقع « والا « الإخباري أن بناء الهيكل تتمة مباشرة للحركة الصهيونية، منوها أن هذه خططت منذ البداية لبناء دولة يهودية وهيكل ثالث لكنها فضلت إخفاء هذا الهدف المراد».

وتتهم هذه الحركة الحكومات الصهيونية بالانشغال بالموازنة بين الطابع اليهودي للدولة وبين ديمقراطيتها وبنسيان اليهودية والاكتفاء بحرية عبادة لليهود في الحرم القدسي.

ويقول موريس إن متبرعين كبارا كانوا يدعمون الحركة ماليا واضطروا لوقفه بعد تهديدات الشاباك لهم. لكن اللافت أن وزارة التعليم الصهيونية تسمح بدخول ناشطي هذه الحركة للمؤسسات التربوية وتقديم محاضرات وتنظيم جولات للحرم القدسي الشريف.

وردا على سؤال حول مدى فاعلية الحركة يقول موريس «حتى الآن اطلع آلاف الشباب على رؤية وفعاليات حركتنا وحتى بالأماكن العلمانية هناك تضامن معنا ومع نضالنا وحتى اليهود المتزمتين (الحريديم) باتوا يعدلون مواقفهم ويقومون بزيارة «جبل الهيكل» (الحرم القدسي) رغم الحظر وفق الشريعة اليهودية وهذا بفضل حاخامات تفتي بجواز الزيارة بخلاف ما كان بالماضي».

موريس الذي يعتبر منعه من دخول القدس بهذه الفترة مسا بالقيم الديمقراطية يرجح أن يقوم رئيس الحكومة قريبا باستخدام قوانين الطوارئ الانتدابية لأغراض سياسية أيضا مما يعيد إسرائيل للوراء لأيام سوداء».

وبخلاف موقف القضاة في محكمة العدل العليا الذين حذروا من أن الحرم القدسي الشريف برميل بارود ينتظر عود ثقاب لإشعال المنطقة كلها يرى موريس أنه بالإمكان تغيير معالمه دون رد فعل كبير من قبل العرب والمسلمين.

ويرى أن المعركة هي على البلاد كلها وليس على الحرم القدسي فحسب، وأنه بحال خسره اليهود فإنهم سيخسرون كل شيء. ويمضي في تهديداته ودعواته للترحيل «على إسرائيل أن تتصرف كدولة مستقلة والقيام بما هو ملائم وباللحظة التي نتصرف هكذا يدرك الفلسطينيون التلميح، فمن يتقبلنا يبقى ومن لا فيغادر تماما كما كان في 1948. ووصف محاميهما يتسحاق بام قرار العليا بالجبان وبالمتهرب من الادعاءات التي قدمت لها.

وتابع « هذا قرار استبدادي تخجل به محكمة العدل العليا في روسيا».

يشار أن تحقيقا واسعا أجرته منظمة « عير عميم « الصهيونية قد كشف قبل أربع سنوات عن وجود 27 جمعية يهودية تعمل من أجل بناء الهيكل الثالث وتقوم بتحضيرات فعلية لذلك بدعم حكومي إسرائيلي لفعالياتها.

وكشف التحقيق وقتها أن وزير الزراعة الحالي المستوطن أوري أرئيل من أبرز المؤيدين لبناء الهيكل وفي عدة مواقع بالإنترنت للجمعيات المذكورة يشاهد الوزير وهوم يقوم بجولة افتراضية للمكان ويشرح كيف سيتم بناء الهيكل المزعوم.