Menu

حارات الخليل القديمة.. كانتونات معزولة كلياً عن محيطها الفلسطيني

قـــــاوم / قسم المتابعة / حولت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة الحارات القديمة من مدينة الخليل الى كانتونات معزولة كلياً عن محيطها الفلسطيني، تنفيذاً لمخطط توسعي استيطاني، و ذلك من خلال زيادة عدد الحواجز، و الاجراءات العسكرية الصارمة بحق المواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون في تلك المنطقة، و نقاط التفتيش العشوائية المنتشرة على الطرقات المؤدية للبلدة القديمة و الحرم الابراهيمي الشريف، بالاضافة الى الاعتداءات اليومية التي يرتكبها قطعان المستوطنين، و تستهدف السكان هناك.

و تمارس هذه القوات عمليات مداهمة ليلية و تغلق المحال التجارية و تعيق وصول الطلاب الى مدارسهم،مما تسبب في انعكاسات سلبية على السكان في المنطقة، و باقي المواطنين في مدينة الخليل.

مدير عام لجنة اعمار الخليل، عماد حمدان قال بأن الاحتلال قام في الفترة الأخيرة بزيادة عدد الحواجز، و قام بتوسيع الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء- باب الزاوية، و قام بمحاصرة السكان، و أعطى الأوامر لجنوده بعدم السماح لأي فلسطيني من غير سكان المنطقة التي يسيطرون عليها بالمرور.

و أوضح في حديثبأن مدينة الخليل بشكل عام لها النصيب الاكبر من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، لافتاً الى أن الاحتلال لديهم اهتمام كبير بهذه المنطقة الجغرافية، و لاسيما أن الحرم الإبراهيمي موجود هناك، و لذلك يعتبرونها أهم من القدس ويزعمون بأنها ذكرت 21 مرة في التوراة".

وأضاف:"لقد اوجد الاحتلال 5 بؤر استيطانية متناثرة في قلب الخليل ،فحاولوا أن يشبكوا بينها من خلال كريات 4 التي أصبحت مدينة كبيرة في قلب الخليل"،لافتاً إلى أن عملية التشبيك بين هذه البؤر الاستيطانية في مناطق فلسطينية مكتظة بالسكان الفلسطينيين، يدعوهم للضغط من أجل تهجير السكان الفلسطينيين، مما يؤدي لخلق حالة من التوتر، تجعل الخليل ظاهرة على السطح ومنطقة توتر وصراع مستمر.

وتابع يقول:"لقد زاد الاحتلال من اجراءاته العسكرية الصارمة من خلال الإغلاقات ،وتقاسم الجنود الأدوار مع المستوطنين في اعتدائهم التي استهدفت الأفراد والمباني والممتلكات، و تزايدت عمليات القتل في البلدة القديمة حيث استشهد 21 فلسطينياً في المنطقة خلال انتفاضة القدس، بحجج يختلقها الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على هزل هذه المنطقة بتعزيز قواته هناك خدمة لمستوطنيه، فيما يعيش السكان الفلسطينيين حياة الذل التي تؤثر على كامل أفراد العائلة الواحدة، حيث يقوم الجنود باطلاق قنابل الغاز تجاه المواطنين و منازلهم، ويقيمون بإرعاب السكان ،كما يقوم المستوطنون بتصرفات لا أخلاقية تمس بالعادات الدينية والثقافية والتاريخية لشعبنا.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال أقاموا العديد من نقاط التفتيش وغرف المراقبة أمام البيوت وفوقها، ما حرم السكان من العيش بخصوصية داخل بيوتهم، موضحاً أن استهداف المواطنين واطلاق النار عليهم واستشهاد بعضهم وإصابة آخرين واطلاق قنابل الغاز والصوت، ومداهمة البيوت ليلا ونهارا وشن حملات الاعتقال الجماعية والفردية للشباب والنساء والأطفال،أدى لانعدام الشعور بالأمان.

و أضاف حمدان بأن تلك الاجراءات العسكرية قلصت من حركة السياحة في البلدة القديمة، و الحرم الابراهيمي خصوصاً، الذي يعتبر من أهم المعالم الدينية في مدينة الخليل، و ثاني اهم المعالم الدينية في فلسطين.

و لفت الى أن لجنة اعمار الخليل تعمل منذ عام 96 في البلدة القديمة بعد أن كانت مدينة أشباح، حيث قامت بترميم وتأهيل مباني متهدمة، و قامت بالعمل على تشجيع السكن في تلك المناطق، من خلال الإعفاءات الضربية وتقديم الخدمات المجانية للسكان لتشجيعهم على البقاء.

كما انشأت اللجنة مكتب قانوني حقوقي لتوثيق الاعتداءات الصهيونية من أجل تقديمها الى الجهات الحقوقية والمحاكم الصهيونية، موضحاً أن اللجنة تسيطر على الوضع المعيشي للسكان في تلك المنطقة.