Menu

مجزرة الحرم الإبراهيمي.. جريمة لا تسقط بالتقادم

قاوم _ ذاكرة وطن /

 

بعد اثنين وعشرين عاما ما زالت مجزرة الحرم الإبراهيمي ماثلة في البلدة القديمة بالخليل، وبقية مدن وقرى فلسطين المحتلة، حيث لا ينسى أهالي الشهداء من الخليل  شهدائهم الذين ارتقوا في الخامس عشر من رمضان، حيث تحل الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، في في 25 فبراير 1994، والتي استشهد فيها وجرح العشرات من المصلين الآمنين.

 وفتح أحد المستوطنين وأكثرهم تطرفا " باروخ غولد شتاين" النار عبر بندقيته الأوتوماتيكية صوب المصلين وهم سجدا في صلاة الفجر، فقتل عشرات المصلين وأصاب العشرات بجراح، في مجزرة وحشية رد عليها المهندس القائد القسامي يحيى عياش بالطريقة وباللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال.

 الشاهد على المجزرة حسن القواسمي، والذي كان من المتواجدين في صلاة الفجر وقت حدوث المجرزة  يقول "للمركز الفلسطيني للاعلام": "قبل أن يستكمل المصلون التسبيحة الثانية من سجود التلاوة في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، دوت أصوات القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الابراهيمي الشريف، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين بين شهيد وجريح في أقل من عشر دقائق،حيث قمت وقتها بالانبطاح ارضا من الارتباك والدهشة إلى أن هجم بقية المصلين على الارهابي" باروخ غولدشتاين"  وقتلوه.

 وبحسب أهالي البلدة القديمة، فإن الاحتلال استغل المجزرة أبشع استغلال؛ حيث حول الحرم بعد المجزرة إلى ثكنة عسكرية وقسم الحرم الابراهيمي إلى قسمين، أحدهم للمسلمين وآخر لليهود، وركبت البوابات الحديدية والالكترونية وكاميرات التصوير في داخل الحرم وخارجه.

 وعن ما يعانيه الأهالي، يقول محمود النتشة :" الجنود لا يتركون حرية المرور والحركة للمصلين حتى عبر البوابات التي ركبت، فمن يريد الدخول إلى الحرم عليه أن ينزع حزامه وسباطه وأي شيء يحمله.

 وكانت لجنة "شمغار"، التي شكلت على اثر المجزرة التي حدثت بتاريخ 15رمضان عام 1994 قررت بتوصياتها تقسيم الحرم إلى جزئين احدهما للمسلمين والآخر لليهود،
وأوصت بإعطاء الحرم كامل للمسلمين (10)أيام في السنة فقط، منها (6) أيام في رمضان، وهي (4) جمع وليلة القدر ويوم عيد الفطر، و(4) أيام تعطى خلال العام، كما قررت مقابل ذلك إعطاء الحرم كاملا لليهود (10)أيام أيضا.

 ومع فداحة الخسائر الفلسطينية وعظم المجزرة التي ارتقى فيها 50 شهيدا إلا انها لم تمر مرور الكرام على القائد المهندس يحيى عياش وقتها حيث كان مطاردا للاحتلال.
فقد قرر العياش الثأر من الاحتلال وكان له ما أراد؛ فقام بسلسلة عمليات استشهادية أوجعت الاحتلال بوقوع العشرات من جنود ومستوطني الاحتلال بين قتيل وجريح جعلت الاحتلال يندم على فعلته بقتل المصلين الآمنين في الخليل.