Menu

هل تستعد المقاومة فعلا لاقتحام مستوطنات غلاف غزة ؟

قاوم _ تقارير /

العدو الصهيوني يرصد تدريبات المقاومة الفلسطينية في مواقعها العسكرية ويصدر ذلك للإعلام في الفترة الأخيرة، فقد ادعت مصادر عسكرية صهيونية، أن المقاومة، تقوم بإجراء تدريبات داخل أنفاق لها، وأن التدريبات تحاكي سيناريوهات محتملة لاندلاع مواجهة مسلحة مع جيش الاحتلال.

وقد صرحت مصادر عبرية أن فصائل المقاومة جاهزة بما يقارب 13 ألف مقاتل لصد أي عملية برية وأن هؤلاء يعتبرون من النخبة والتي سيلقى على عاتقهم أبرز المهام القتالية التي ستقع خلال أي مواجهة قادمة.

دفع ذلك الجيش الصهيوني إلى تنظيم تدريبات خاصة تحاكي مواجهة عمليات تسلل من قبل مقاومين فلسطينيين في منطقة غلاف قطاع غزة، وهذا يثير تساؤل حول نوايا المقاومة الفعلية لشن مثل هذه العمليات، وهل المقاومة فعليا جاهزة لمثل هذه العمليات أم لا ؟

استعدادات المقاومة لا تتحدث عنها المقاومة، ولكن تتناقلها الأخبار الصهيونية، والاعلام الصهيوني كما نعلم لا ينقل الخبر كما هو، فهو إما يقلل منه أو يضخمه ويبهره حسب حاجته ومصلحته، وقد لوحظ ذلك في نقله لأخبار الصواريخ التجريبية وتعامله مع أنفاق المقاومة، فهو يضخم مرة ويقلل من شأنها مرات أخرى.

وهنا يمكن الجزم بأن المقاومة استطاعت ممارسة الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني، فهو يخشى على جبهته الداخلية من الأخبار التي تبثها المقاومة، وتخشى عليها أيضا من مواقع التدريب القريبة من الحدود والتي يمكن للسكان الصهاينة مشاهدتها بأعينهم المجردة.

ظهرت آثار الحرب النفسية ونجاح المقاومة فيها، خلال إجابة أحد سكان المستوطنات المحاذية للقطاع عندما سأله أحد الصحافيين عن أكثر شيء يخشاه فأجاب أنه يخشى أن يصحو من النوم على عربي ملثم يحمله ويدخل فيه بنفق إلى داخل غزة.

وعن واقعية الفكرة وامكانية تنفيذها فقد استطاعت المقاومة تنفيذ أكثر من عملية تسلل خلف الخطوط، وهذا بلا شك يعني أن الفكرة موجودة وبقوة في العقلية العسكرية للمقاومة، وهذا يعني بنتيجة حتمية ضمنية أن المقاومة ستعمل على تطوير ذلك نحو أن يكون هذا السلاح أكثر فاعلية وقوة في المواجهات القادمة إن وقعت.

المعركة على أشدها، لم تقف يوما واحدا بعد انتهاء الحرب الأخيرة، فالمقاومة لا تأمن مكر العدو الغادر، والعدو يعلم يقينا أن المقاومة تستعد في كل لحظة لاحتمال وقوع مواجهة عسكرية.

يصاحب ذلك حديث العدو عن قدرات المقاومة وتعاظم قدرتها وثبات فكرها الذي لا يقبل التسوية معه، وبذلك يمكن استبعاد وقوع حرب حاليا، لكن لا يمكن الجزم بالمدة التي يمكن أن يعمل الطرفين فيها على تفادي الحرب وابعاد شبحها في ظل التوغلات والتجاوزات الصهيونية اليومية في الأسابيع الأخيرة.