Menu

بذكرى الأرض.. "أم الحيران" على شفا التجريف

قاوم _ تقارير /

حشدت قوات الاحتلال الصهيوني ألياتها وبالتزامن مع إحياء يوم الأرض الخالد في قرية أم الحيران المهددة بالاقتلاع في النقب الفلسطيني، وحوّطتها بها، قاصدة بذلك تنغيص حياتهم، وتحدي الزحف الجماهيري الذي شهدته القرية أمس.

وأحيت الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48 في مهرجان حاشد الأربعاء 30 مارس الذكرى الـ40 ليوم الأرض في هذه القرية التي اتخذت سلطات الاحتلال قرارًا باقتلاع منازلها وتشريد أهلها، لبناء مدينة يهودية.

وتناسى الأهالي بالزحف الجماهيري لقريتهم مأساتهم التي منهجها الاحتلال، ليحولها إلى مكانٍ مقفر، عبر قطع المياه والكهرباء، وقطع الطرق المؤدية إليهم، بالإضافة لكهوفهم التي يحتمون فيها من كابوس الهدم.

ولكن الاحتلال امتعض من الالتفاف والترابط الشعبي حول أهل القرية، فحشد بالتزامن المئات من جرافاته وأليات الهدم وأحاط القرية بالكامل، وشرع بعمليات التجريف، ليتيقن أهل القرية بأن أحلامهم قد تنجرف بهذه الأليات بأي لحظة.

ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 1500 نسمة، وجميعهم مهددون بقرار سار المفعول من محكمة الاحتلال بالترحيل بأي لحظة.

اقتراب الهدم


ويقول أحد سكان القرية ، إنه ومنذ أمس وخلال المهرجان اصطفت المئات من الجرافات والأليات التابعة لسلطات الهدم بالقرية، وهي موجودة حتى اليوم الخميس.

ويضيف أن الجرافات شرعت بالتجريف حول منازل أهالي القرية منذ صباح اليوم، وسط حالة من الرعب بين الأهالي خاصة الأطفال، لا سيما وأن قرار هدمها واقتلاع أهلها سار المفعول، وقد وصلت الأمور القضائية لطريق مسدود.

من جانبه، يقول المسئول بلجنة المتابعة للقرية سعيد الخرومي، إن إحياء ذكرى يوم الأرض في أم الحيران، جاء للتأكيد على وجوب بقاء صمود هذه القرية وأهلها، وثباتها في مكانها، ومواجهة تهجيرها بكل الوسائل.

 ويشدد بالقول إن أم الحيران واحدة من قرى النقب التي تعاني مخططات لتهجير أهلها ومصادرة أراضيهم، والنقب جزءًا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الذي يحيي هذه الذكرى العطرة في هذا اليوم.

ويؤكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب عطية الأعسم، على أن الالتفاف حول قضية أم الحيران وقرى النقب مسلوبة الاعتراف، يشكل واجهة لمواجهة هدمها بأي لحظة، بعد قرار الاحتلال الجائر بذلك.
 
ولكن رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية حمّاد أبو دعابس، يقول إن أهل أم الحيران لم ولن يكونوا وحدهم في مصابهم بمواجه اقتلاعهم.

ويشدد على أن المزيد من الصمود والانتماء للقرية وأهلها، سيسقط اقتلاعها حتمًا.

ويقول "إن المشروع الصهيوني الذي يستهدف الوجود الفلسطيني قد فاحت رائحته في كل أرجاء البلاد، وأصبحت العنصرية الإسرائيلية تتزاحم في كل مكان".

وفي نفس الوقت، يعتبر أبو دعابس أن هذا التزاحم والتسريع في المخطط دليل على أن المشروع الصهيوني برمته لن يبقى طويلًا.

بدوره، يقول رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح: "سنبقى نؤكد أننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون، في هذا اليوم، نجدد العهد ومعادلتنا كلماُتها قصيرة، وهي إما أن نعيش على أرضنا كرماء أو ندفن فيها شهداء".

ويؤكد الشيخ صلاح  أن حركته رغم الحظر لن تخون عهدها، ولن توقف مسيرتها في الدفاع عن الأرض والإنسان والمقدسات، والوقوف جنبًا إلى جنب مع أهلنا في الداخل.

من جانبه، خاطب القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي النائب جمال زحالقة المؤسسة الإسرائيلية: "نريد أن نرسل للمؤسسة رسالة حازمة باسم القائمة المشتركة وكل أحزابنا الوطنية والإسلامية".

ويضيف "مفاد هذه الرسالة أنه لا حق للمؤسسة في أم الحيران، ولا يحق لأحد هدم بيت لعربي لتبني مكانه بيًتا ليهودي، وهذه ليست دولة ، إنما مؤسسة صهيونية ونحن أصحاب هذه البلاد".

وإزاء الالتفاف حول أهالي القرية والذي يقابله اقتراب هدمها، يقول رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، إنه "منذ يوم الأرض الأول وحتى اليوم، لم نشهد حضور عدد قيادات في النقب كما اليوم".

ويستطرد "لقد حّولونا بقوة النار إلى أماكن أخرى، وصادروا أراضينا هنا، أليست هذه سياسة جهنم؟ ولكن لنا هنا الماضي ولنا الحاضر والمستقبل".

ويشدد على أن أهالي القرية لن يبقوا وحدهم، وأن إقدام سلطات الاحتلال على هدمها، سيكون بمثابة كرة اللهب التي ستشعل المنطقة بأكملها.