Menu

الاحتلال يفشل في محاولات ضبط إيقاع العمليات الفدائية

قاوم _ تقارير / اتفق عدد من المحللين والمتابعين الصهاينة على أن قادة الاحتلال الصهيوني السياسيين والعسكريين يعيشون حالة من الارتباك غير المسبوقة في طريقة مواجهتهم للانتفاضة الجارية منذ حوالي 6 أشهر، ومواجهة الجيل الجديد من منفذي العمليات الذين فجروا شرارة الانتفاضة ولا يزالون يتصدرون المشهد الأبرز فيها.

فمن جهة يعترف الصهاينة أن الجوقة الحالية المشكلة لحكومة الاحتلال ومجلسها الأمني المصغر، يبدعون في حالة التردد والخوف التي تنتابهم أثناء محاولتهم ضبط إيقاع العمليات الذي مني بالفشل، بالهدم والتهديد وحتى ربما النفي، يؤكدون من جهة أخرى أن الجيش أصبح يواجه جيلا فريدا من منفذي العمليات يصعب التعامل معه، لأن أجهزة مخابرات الاحتلال لا تملك أدنى معلومة عنهم وعن نواياهم.

والمعادلة القائمة تقول: “كلما زاد الضغط من قبل حكومة الاحتلال على منفذي العمليات وعائلاتهم، كلما زاد الانفجار قوة، وزادت تلك العمليات شراسة”.

 

تردد ممزوج بالخوف

فمن جهته قال نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة “دوف كالمنوفيتش”: “إن القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة أدركوا أخيرا بعد 6 أشهر على انطلاق سلسلة العمليات الفتاكة ضد الصهاينة أنهم أمام انتفاضة ثالثة، بعد حالة من الارتباك الطويل التي عاشوها خلال تلك الشهور الماضية من التكهنات في الإجابة على التساؤل الذي احتاروا في الإجابة عليه، ما الاسم المناسب والذي بإمكاننا أن نطلقه على هذه الموجة من العمليات، (موجة العنف، عمليات فردية، وضع أمني خطير)”.

وأضاف “كالمنوفيتش” في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية : “بعد هذه الفترة الطويلة من الانتظار والتردد وصلنا إلى وضع غير قابل للتحمل ولنمط حياة لا يطاق، فمنذ نصف عام تقريبا لا يزال الصهاينة يقتلون في الشوارع، ولا نرى من القيادة السياسية أو العسكرية وحتى الأمنية غير التردد، قرارات لا تقدم ولا تؤخر، وإيعازات للجيش من المجلس الوزاري المصغر لا تمنع حتى طفل في الـ13 من عمره من قتل أي صهيوني ”.

وتابع الكاتب “على الحكومة والجيش اللجوء إلى إجراءات “أكثر قوة”، يمكنها أن تعيد للصهاينة أمنهم واستقرار حياتهم التي كانوا يمارسونها قبل الأول من أكتوبر الماضي، كالإبعاد والاستمرار في هدم منازل منفذي العمليات، واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية، ووقف تصاريح العمل التي تمنح للفلسطينيين سواء في الداخل، أو في المستوطنات بالضفة الغربية”.

وطالب “كالمنوفيتش” حكومته بتبني التجربة الأمريكية في مواجهة العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينيون من طعن ودهس وإطلاق نار، من خلال عدم الانتظار والتلكؤ في الرد بحزم على تلك العمليات، كما فعلت واشنطن بعد تعرضها للهجمات الشهير عام 2009 والتي استهدفت برجا التجارة العالمي في نيويورك”.

جيل فلسطيني محير

 

المراسل العسكري في موقع “والا” الإخباري الصهيوني “أمير بخبوط” أكد هو الآخر على حالة التخبط والارتباك الذي تعيشه حكومة الاحتلال بجيشها ومخابراتها في مواجهة الانتفاضة الجارية، ولكنه عزا السبب في هذه الحالة إلى الجيل غير المتوقع لهذه الانتفاضة والذي “بات يزرع نفسه في كل شارع وفي كل نقطة بالضفة والقدس المحتلتين وحتى داخل أراضي الـ48 المحتلة”.

كما وأكد بخبوط في تقريره على أن انعدام التفسير لدى الأجهزة الأمينة النابع من فقدانها الخلفية الأمنية عن هؤلاء الشبان الذين لا ينتمون لا لفتح ولا لحماس هو الذي يصعب الحالة لدى تلك الأجهزة في مواجهة هذا الجيل المجهول الذي تربى في المساجد، وصادف فترة اكتمال نموه الذهني مع أحداث الربيع العربي، ويمتلك دوافع “إيديولوجية” مختلفة عن الأجيال السابقة، كما أنهم يعتبرون قيادة السلطة الفلسطينية و دولة الاحتلال وجهان لعملة واحدة”.

 

وعرض الموقع معطيات تتعلق بعمليات الانتفاضة الجارية (طعن ودهس وإطلاق نار)، تبين أنه منذ أكتوبر الماضي، نفذ شباب الانتفاضة 205 عمليات، منها 144 حصلت في الضفة الغربية و61 داخل الأراضي المحتلة عام 1948، استشهد على إثرها حوالي 200 شاب، 133 منهم من منفذي العمليات، كما أصيب 1858 فلسطينيا خلال هذه الموجة من العمليات.

 

كما وبينت المعطيات أن هذه العمليات أدت حتى اليوم لقتل 33 صهيونيا بينهم جنود، وجرح أكثر من 300 آخرين، جرح 80 منهم كانت خطيرة، في حين أدت تلك العمليات لإصابة العشرات بحالات نفسية ويعالج بعضهم في مراكز الطب النفسي.