Menu

حجارة منازل "فدائيو قباطية" تهزم المحتل من جديد

قاوم _ تقارير /

 

"البيت لا يعدل غبار حذاء ولدي محمد.. ذهب الغالي ولا عزاء للحجارة".. بهذه العبارة رد والد الشهيد محمد أحمد كميل من بلدة قباطية جنوب جنين، على قرار الاحتلال إخطار عائلته بمصادرة وهدم منزلها، وجاءت إخطارات مماثلة أيضاً لعائلتي الشهيدين أحمد ناجح زكارنة وأحمد ناجح أبو الرب، واللذين اشتركا في تنفيذ عملية باب العمود في مدينة القدس المحتلة في (3/2/2015) وقتلوا فيها مجندة وأصابوا أخرى بجراح خطيرة.

قرارات عسكرية


فيما يقارب الساعة الثالثة من فجر الأربعاء (24/2/2016)، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال بلدة قباطية، وتوجهت نحو منازل عائلات الشهداء الثلاثة: محمد أحمد كميل، وأحمد ناجح زكارنة، وأحمد ناجح أبو الرب، وسلمتهم إخطارات هدم ومصادرة لمنازلهم.

ويشير ناجح زكارنة والد الشهيد محمد أن الاحتلال حطم باب المنزل فجراً بآلة خاصة كانت معه، "فخرجنا على صوت التحطيم، ثم فتّشني جسدياً، وطالبني بإبراز هويتي الشخصية، وبعدها سلمني قراراً صادراً عن الحاكم العسكري الصهيوني لمنطقة شمال الضفة الغربية بمصادرة المنزل وهدمه، وأمهلنا بحسب القرار حتى (29/2/2016) للاعتراض عليه"، وذات الشيء حصل مع عائلتي الشهيدين أحمد ناجح أبو الرب ومحمد أحمد كميل.

فداءً لأبنائنا


عبرت العائلات الثلاث عن عدم اكتراثها للقرار الصهيوني، وأكدوا فخرهم بما أنجز أبناؤهم، وأن بطولاتهم تساوي كل الدنيا علاوة عن كومة حجارة، في إشارة إلى المنازل، حيث يشير والد الشهيد محمد أحمد كميل،أن "هذه ممارسات اعتدنا عليها، وهي لا تؤثر علينا، والمنازل فداء لمحمد ولهذا الوطن، نحن مؤمنون أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وأضاف: "فليفعلوا ما يشاؤون فكلما هدموا سنبني من جديد، وهي مجرد أكوام حجارة".

وأضاف: "نحن راضون باستشهاد ابننا، وقد اختاره الله شهيداً بأجمل بقعة في القدس الشريف، والحمد لله أن لنا الآن شفيعًا في الآخرة، وهذه أكبر بشرى لنا".

أما والد الشهيد أحمد ناجح إسماعيل زكارنة، فقد قال  "هم يعتقدون أنهم إن هدموا المنازل فسيردعون الشاب.. هم واهمون، لقد احتلوا أرضنا وعليهم الرحيل، ونحن أصحاب الأرض، نحن خلقنا على هذه الأرض منذ آلاف السنين ونحن مرابطون فيها، ولا يمكن أن نرحل عنها، مهما كلف من ثمن من أعمار ودماء أبنائنا".

سياسة فاشلة

وعلى مدار انتفاضة القدس أخطر الاحتلال (76) من منازل منفذي العمليات الاستشهادية بالهدم، نفذ منها 16 عملية هدم، أما المنازل الثلاثة لعوائل الشهداء فتؤوي 24 فرداً، أغلبهم من الأطفال.

وبحسب القرار الصهيوني؛ فلا يحق للعوائل إعادة بناء ما يهدمه الاحتلال، لأن القرار يحوي على مصادرة البناء وهدمه، وقد حاول الاحتلال تجميل صورته بإمهال العائلات حتى (29/2/2016) للاعتراض على القرار، رغم أن القرار لم يصدر عن محكمة، بل صدر عن القائد العسكري لما يسمى منطقة يهودا والسامرة.

ويشير والد الشهيد أحمد ناجح أبو الرب ، ساخراً: "كيف للجاني أن يكون قاضياً!! هل يريدون مني أن أشتكي لمن أصدر قرار هدم منزلي وأطالبه بإنصافي؟!!"، وأضاف: "نحن متوكلون على الله وإرادته التي ستتم، ولا نعترض على قدره، وقد ذهب الأغلى من الحجر، كان أحمد شاباً خلوقاً ومتديناً ونحن ونحتسبه عند الله شهيداً".