Menu

قاوم تستطلع أراء الشباب في ذكرى وفاء الأحرار – إجماع على طلب " شاليط جديد"

قـــاوم – خاص - شهدت فلسطين وشعب فلسطين في 18 أكتوبر صفقة فريدة من نوعها، لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية تتم عملية أسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين، نحن هنا لم ولن نتحدث عن تجارة مربحة أو على صفقة أموال ولا شئ شبيه بتلك الأمور المادية، لكننا نتحدث عن أرواح بشرية مناضلة باتت في قمع وسجن وغطرسة وظلم ممن اغتصبوا واحتلوا الأرض المقدسة وأراضي فلسطين، أُناس يشهد لهم التاريخ على رجولتهم وصدقهم، ذاقوا مرارة التعذيب والتنكيل ، صبروا على ما ابتلاهم ربهم حتى تحقق مرادهم وهي الحرية، ولم تنم عيون مجاهدين خارج السجون حتى بدأوا بأول خطوة من تحرير الأسرى، وهي عملية " الوهم المتبدد" والتي تم خلالها أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط .

خطف شاليط :

الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي تم خطفه في الـ 25 من حزيران في عام 2006 على أيدي مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في عملية مشتركة مع كتائب الشهيد عز الدين القسام ، والتي أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني مقابله عن 1027 أسير، كان من أبرز المخططين لعمليات أسر الجنود الصهاينة هو الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة (أبو عطايا)، وكان من أحد المشرفين على العملية هو الشهيد القائد كمال النيرب (أبو عوض)، وقد شارك في أرض الميدان حيث كان متابع بشكل متواصل ومباشر على مسافة قريبة جدا من موقع العملية هو الشهيد القائد عماد حماد (أبو عبد الرحمن) القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين.

وفي لقاء أجراه مراسل موقع قاوم مع عدد من الشباب الفلسطيني في ذكرى صفقة وفاء الأحرار :

تحدث الشاب خالد البالغ من العمر 22 عام من مدينة غزة عن صفقة وفاء الأحرار قائلا: " تفاجئت من خبر خطف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وتراود في عقلي إنها شائعات ، ولم أتفهم الموضوع مطلقا حتى أن تأكد الخبر تماما وبعد ذلك إعترف الإعلام الصهيوني بهذا الخبر، فرحت كثيرا أنه حدث هذا الشئ الذي كان من المستحيل أن يحدث في قطاع غزة، حيث قلة الإمكانيات لمثل هذه العمليات الضخمة ، إلا أن المقاومة حققت حلم بات مستحيلا، وكم أتمنى بعد هذه العملية أن يتم مثلها وملئ فراغ هذا الجندي الصهيوني بالعشرات، حتى يتم وبإذن الله تحرير جميع الأسرى ".

الشاب عمر 20 عاما من مدينة رفح عبر عن فرحته بتحرير الأسرى والعدد الكبير من الأسرى الذي لم نحلم به يوما أنه يتم فك أسرهم خاصة أصحاب المحكومات العالية ، يقول عمر: " شعرت ببشريات النصر في أول خطوة وهي صفقة تبادل الأسرى ، أجمل ما في الأمر أن أسر جندي صهيوني واحد كان ثمنه كبير على الصهاينة فلقد تم تحرير أكثر من 1000 أسير، فكيف يكون الحال لو تم أسر أكثر من جندي ؟!، في اعتقادي أنه سيتم تحرير جميع الأسرى في سجون الاحتلال ولم يبقى أحد قط "، هذا ما تحدث عنه عمر، وأكمل الحديث زميله أحمد البالغ من العمر 21عاما، يضيف قائلا:" يزيدنا شرفا وامتنانا أن هناك رجالا حق الرجال في فلسطين، يجاهدون بأنفسهم وأموالهم، يجاهدون بتفكيرهم وعقلهم السديد، على مر التاريخ لم تتم عملية أسر جنود في داخل فلسطين ويتم تحقيق إنتصار كبير على العدو بالعدد والنوعية من الأسرى المفرج عنهم ، فرحتنا لم تسع العالم حين أصبح حلم المحررين حقيقة، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس باقي الأسرى، ونشكر كل الشكر كل من ساهم في التخطيط لعملية أسر الجندي الصهيوني، وأتمنى لو يكن هناك العديد منهم".

بدأ الشاب سليم البالغ من العمر 25 عاما من مخيم النصيرات في حديثه عن صفقة تبادل الأسرى بالشكر والتقدير والامتنان لكل من ساهم في أسر الجندي شاليط ، وتحدث عن ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، التي كان لها دور رئيسي في عملية الوهم المتبدد التي ترتب عليها صفقة تبادل الأسرى " وفاء الأحرار" ، يقول سليم:" كنت أحلم وما زال حلمي أن أسمع خبر تحرير المسجد الأقصى وعودة كامل التراب الفلسطيني من رفح وحتى رأس الناقورة . ورجوع كل منا إلى مدينته وقريته الأصلية ، لكن حين حدثت صفقة وفاء الأحرار، انتابني شعور أن ما أحلم يه بدأ قد يتحقق، ربما ليس في وقتها ولكن يكفي أن مجاهدينا بدأو في  تلك الخطوة، ألا إن نصر الله قريب".

 

وعلى نفس الوتيرة أتت  الأخت براءة 21 عاما من غزة تقول بحماسة : "هذا عدد غير كافي من الأسرى المحررين، بل أنه عدد غير مرضي على الاطلاق من رجال لا يخافون ولا يخشون لومة لائم، في أسرهم لجندي صهيوني واحد فقط، هناك الكثير من الأسرى لدى دولة الاحتلال الصهيوني، يريدون أن يرجعوا إلى أهلهم وديارهم، وإذا لم يقوم رجالنا ومجاهدي فلسطين بالعمل على فك أسرهم وتحرريهم، فلا ينتظروا أي غريب أن يفعل هذا الشئ إلا بسواعدنا، نشكر ألوية الناصر صلاح الدين، ونشكر جميع من ساهم في عملية أسر الجندي الصهيوني، ويا حبذا لو كان هناك المزيد ليشفي صدور أمهات فلسطين وأمهات الأسرى جميعهم".

بعد أن تمت صفقة وفاء الأحرار، بُث الأمل والتفائل في جميع قلوب الفلسطينيين، شهد الشارع الغزي بل فلسطين بأكملها يوم عرس حقيقي، لم يبقى شاب  ولا طفل ولا صغير ولا كبير إلا خرج واحتفل بهذا النصر العظيم، رحبوا جميعهم بكل ما ساهم وشارك في صفقة تبادل الأسرى، ولكن رغم تلك الفرحة لا أحد ينسى الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، والمحاولات جارية والرجال غاضبة، والخطف لم يتوقف بعد.