Menu

نتانياهو في شرم الشيخ مصلحة صهيونية

نتانياهو في شرم الشيخ مصلحة صهيونية بقلم : فارس عبد الله يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك ,يوم الاثنين 11/5 رئيس وزراء العدو الصهيوني المتطرف نتانياهو في شرم الشيخ ,من باب الدعاية للحكومة الصهيونية بقيادة زمرة المتطرفين ,وأن المحيط العربي ممثل بأكبر دولة عربية ,لا تري في حكومة نتانياهو إلا شريكاً وجاراً يمكن استقباله والاحتفاء به ,والتقاط الصور بالابتسامات المعهودة ,إذا كان الضيف صهيوني . حكومة اليمين الصهيوني أعلنت بوضوح , موقفها من عملية التسوية عبر رئيسها وأقطابها فنتانياهو ,الذي تفتح له أبواب ومعابر أم الدنيا , يعلن قبل أيام إن الحديث عن قيام الاحتلال الصهيوني , بالانسحاب من الجولان السوري ضرب من الخيال, ووزير خارجيته ليبرمان يخرج في تصريحات غير مسبوقة , ليقول أن حل الدولتين شعار للاستهلاك الإعلامي والسلام مضيعة للوقت , ماذا لو كانت هذا المواقف من طرفاً عربياً , أو فصيلاً فلسطينياً لتوقف العالم عندها طويلاً , وأدينت وتم مقاطعة من أصدرها , وأدرج صاحبها في قائمة دول محور الشر أو المنظمات الإرهابية . بعد كل هذه المواقف والتصريحات ,لا تجد حكومة مصر والرئيس مبارك ,حرجاً باستقبال المجرم نتانياهو ,على أرض الكنانة وتمنحه فيزا للعبور ببرنامج السياسي , متسلحاً بعلاقات عربية قوية , وخاصة إذا تأكدت الأنباء حول قمة مصرية أردنية صهيونية , في عمان نهاية الأسبوع الحالي , وهل جفت دماء أطفال غزة ونسائها ,التي أريقت بفعل الحرب الصهيونية , حتى يستقبل رئيس حكومة العدو في قلب عواصمنا , أم أن دولة الاعتدال لا ترى في تلك الدماء أي قيمة , تفرض عليها الخجل من مجرد مقابلة الصهاينة , الملطخ كيانهم الغاصب بالدماء والأشلاء الفلسطينية . التبرير المعتاد لتلك اللقاءات مع القادة الصهاينة ,تكون مصلحة الفلسطينيين وقضيتهم هي المدعاة لتلك اللقاءات ,فمصر حاربت من أجل فلسطين كما هي معزوفة الإعلام المصري الرسمي ,وهل تجاهلنا الخطر الصهيوني على سيناء,حيث أظهر استطلاع للرأي في الكيان الصهيوني ,أجراه ’المعهد الصهيوني للديمقراطية’ بمناسبة مرور 30 عاماً ,على توقيع معاهدة السلام المصرية الصهيونية، فإن (33%) يرون أن ضرورة إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، بينما يؤيد (19%) إعادة احتلال معظمها، و(29%) يؤيدون احتلال جزء منها، و8% يؤيدون احتلال جزء صغير, كما أن حكومة مصر حاصرت قطاع غزة ,وأحكمت إغلاق معبر رفح , من أجل وحدة الفلسطينيين ومصلحتهم , وهل غاب عن أذهاننا كيف تعامل الحكومة المصرية , بشكل عدائي مع الحكومة الفلسطينية العاشرة , ورفضت استقبال رئيسها السيد إسماعيل هنية ,في أول جولة عربية له , بينما تستقبل المجرمين من بيغن وشامير , حتى شارون وأولمرت ونتانياهو, وحكومة مصر أيضا قبلت إعلان المجرمة ليفني ,الحرب على غزة من عاصمتها للمصلحة الفلسطينية ,ولاذت بالصمت وغزة تقصف حتى وصلت أثار القصف الأراضي المصرية , وعندما تحدث أبو الغيظ ,حمل المقاومة المسؤولية قائلا ’إلا ما يسمعش كلام مصر يتحمل النتيجة ’ ,وماذا كان كلام حكومة مصر يا سيد أبو الغيظ , غير استمرار تهدئة ذل ومهانة وتسليم بواقع الاحتلال والعدوان , ومصر اليوم تستقبل نتانياهو , من أجل عيون الفلسطينيين فلا عجب ولا غرابة . يستقبل نتانياهو وهو الذي يحمل برنامجاً سياسياً , ذو عناوين عريضة تبدد أوهام السلام , فهولا يعترف من خلاله بالشعب الفلسطيني ,ولا بحقوقه ويطرح حلولاً تعود بمشروع التسوية إلى نقطة الصفر ,حيث أفكار اليمين الصهيوني التي كل ما يمكن أن تعطيه للفلسطينيين ,هو حكم ذاتي أو سلطة تابعة منقوصة الكرامة والسيادة . يستقبل نتانياهو في مصر العروبة , وبين يديه قرار جديد بتوسيع الاستيطان بالضفة المحتلة , التي يعتبرها أرض متنازع عليها , كما جاء في صحيفة معاريف الصهيونية , يستقبل نتانياهو وحملات التهويد , والتهجير تمارس على مدار الساعة في القدس المحتلة ويخنق المسجد الأقصى المبارك , بمئات الكنس اليهودية المحيطة به ,وتهدم البيوت وتسرق الآثار الإسلامية ,وتجرف مقابر المسلمين في حملة تطهير عرقي ,يمارسه أوباش الصهاينة وعلى رأسهم نتانياهو , فأين غيرة العرب لمسرى نبيهم وقبلتهم الأولى ؟!. سوف يستغل نتانياهو حالة العداء من قبل النظام المصري للإسلاميين وبرنامج المقاومة من أجل استمرار التحريض على غزة ,كما أن الملف الإيراني الحاضر الأبرز ,في اللقاء وستسجل محاولات من نتانياهو , لاستغلال موقف مصر اتجاه الجمهورية الإسلامية في إيران , من أجل انتزاع موقف مؤيد لضرب المفاعل النووي , في تسويق خطره  المزعوم على العرب إلى جانب الكيان الصهيوني.  الرابح من هذه الزيارة بامتياز هو الكيان الصهيوني ,كيف لا ونتانياهو يبدأ زيارته الخارجية لعاصمة عربية , وسيرسم ملامح المشهد السياسي في المنطقة ,بعيون صهيونية مستفيداً من حالة التشردم والانقسام السائدة عربياً وفلسطينياً ,وغياب البرامج السياسية التي تحفظ القضية الفلسطينية ,وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني, باعتبارها قضية الأمة بل للأسف ينساق العرب الرسميون نحو الاملاءات الخارجية بلا مقاومة ,فتراهم يسجلون حالة عداء مع الجارة التاريخية إيران بمطلب أمريكي ,ويفرضون على الفلسطيني أن يعترف بالمحتل الصهيوني. فالعلاقات الصهيونية قائمة على الاستغلال والابتزاز ,وهل مصر في مأمن من ذلك ؟!وإذا كانت زيارة نتانياهو قرار مصرياً ,فأين الاعتبارات السابقة من توطيد العلاقات ,مع كيان محتل معادي يقتل الشقيق ويدنس المقدسات ؟! .