Menu

صيادو غزة.. رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر من أجل لقمة العيش

قــاوم _ وكالات / في كل مرة يركب فيها الصياد محمد بكر، البحر، لممارسة مهنته في الصيد، يتوقع أن ينتهي مصيره إما معتقلاً أو شهيدًا أو جريحًا، وفي أهون الأمور فاقدًا لمعدات صيده، ولكنه يغامر ليتلقط رزقه ويلبي احتياجات أسرته.

ويروي بكر، في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" جانبًا من المعاناة اليومية التي يواجهها الصيادون جراء الملاحقات والاعتداءات الممنهجة من قوات البحرية الصهيونية.

وقال الريس بكر الذي يعمل في مهنة الصيد منذ قرابة 30 عامًا، تمثل ثلثي عمره، إنه لا يملك خياراً إلاً أن يخوض رحلة المخاطر بشكل يومي، فمن جهة أساسية لابد أن يسعى لتلبية احتياجات أسرته المكونة من 9 أفراد، ومن جهة ثانية لا يخفي عشقه للبحر بعد 30 عامًا من العمل بدأت منذ كان عمره نحو 16 عامًا.

مصادرة قارب

تعرض قارب بكر للاستيلاء من قوات الاحتلال خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي بينما كان في عرض البحر.

وقال بكر إن قاربه الذي كان عبارة موجودًا في عرض البحر وعليه كشافات بهدف تجميع الأسماك ليتم صيدها في الشباك، عندما صادرته قوات الاحتلال بينما كان على مسافة تقدر بحوالي 4 أميال بحرية قبالة شاطئ السودانية، غربي جباليا، شمالي قطاع غزة.

وأضاف "هذا حادث كانت الخسارة مادية، لكننا في كل مرة فيها تقريباً نتعرض لإطلاق نار وملاحقة ومحاولات إغراق من قبل الزوارق البحرية الصهيونية".

معاناة بكر، هي نموذج من معاناة أكثر من 3500 صياد يملكون قرابة 700 قارب، يعملون على طول 40 كم من سواحل قطاع غزة، بعمق حجه الأقصى 6 ميل بحري،  فيما يعتاش من هذه المهنة قرابة 70 ألف نسمة.

اعتداءات متكررة

ويؤكد نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، في تصريحات لمراسلنا، أن اعتداءات الاحتلال على الصيادين باتت كابوسًا يوميًّا يلاحق الصيادين، لافتًا إلى أن آخر اعتداء كان مساء أمس الخميس عنما أطلقت الزوارق الصهيونية تجاه قوارب الصيد قبالة غزة، دون وقوع إصابات.

وأكد أن قوات الاحتلال ورغم التصريح الرسمي بأن مسافة الصيد 6 ميل بحري، فإنها تلاحق الصيادين أحيانًا حتى أقل من مسافة 4 ميل بحري، ما يضيق مساحات الصيد، لافتًا إلى أن الاعتداءات لا تتوقف على اعتقال وإطلاق النار إنما إتلاف الشبك ومصادرة القوارب.

ويؤكد الصياد الصياد حاتم جمعة أبو سليمة، 42 عاماً، من سكان القرية السويدية، غربي رفح، أن قوات الاحتلال البحرية صادرت خلال الشهر الماضي 12 قطعة شباك صيد خاصة به، بطول 600 متر، ما يمثل خسارة فادحة له، لا يدري كيف يعوضها في الملاحقات والصعوبات المتكررة التي تواجهها هذه المهنة منذ سنوات عدة.

حصيلة اعتداءات شهر

وبحسب تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن قوات الاحتلال البحرية واصلت اعتداءاتها ضد الصيادين في قطاع غزة، خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي اشتملت على 11 حادثة إطلاق نار، و3 حوادث مطاردة لقوارب الصيادين في بحر غزة، أدت إلى اعتقال صيادين اثنين، واحتجاز قاربا صيد وأدوات صيد أخرى (22 قطعة شباك صيد) تعود ملكيتها للصيادين في قطاع غزة.

وأكد أنه بالرغم من أن سلطات الاحتلال حددت مسافة الصيد البحري في مياه غزة بـ 6 أميال بحرية، إلا أنها لم تلتزم بتلك المسافة ولم تُمكن الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة من ركوب البحر والصيد بحرية، واستمرت في اعتداءاتها عليهم، لافتًا إلى أن جميع الاعتداءات التي تم توثيقها وقعت في نطاق المسافة المسموح الصيد فيها، الأمر الذي يدلل على أن سياسة القوات الصهيونية المحتلة تهدف إلى تشديد الخناق على صيادي القطاع ومحاربتهم في وسائل عيشهم.

وما بين عشق البحر والبحث عن لقمة العيش يبقى الصيادون مستمرون مع رحلة المغامرة الدائمة في رحلة الصيد رغم المخاطر المتعددة.