Menu

مخيم عايدة للاجئين 66 عاما ولا يزال يقاوم لعودته

قــــاوم / قسم المتابعة / بالقرب من البرج العسكري المقام على مداخل مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين القريب من بيت لحم يقع منزل الطفلة "نور علي"، و بالقرب منه أيضا تجري المواجهات اليومية بين "شبان المخيم" و جنود الإحتلال وهو ما يصيبها بخوف شديد كما تقول.

"أطلقوا النار على بيتنا أكثر من مرة...أهرب إلى منزل جدي داخل المخيم كلما أسمع صوت الرصاص و قنابل الغاز..."تابعت، "أخاف كثيرا وخاصة عندما يقع جريحا من شباب المخيم يكون الدم في كل مكان".

نور خمس سنوات، تحدثت لنا وهي متوجه لبيت عمها لتلعب من أبنه عمها "لين"، فاليوم لا مواجهات في المكان و تستطيع أن تقوم بذلك، ولكن في الأيام العادية فلا أحد يخرج من الصغار من منزله، "لا يكون أحدا هنا"، كما قالت، إلا "الأولاد يحملون الحجارة".

نور و عائلتها هجروا من بلدتهم الأصلية نتيف إلى المخيم في أعقاب نكبة فلسطين، هي لا تعرف شيئا عن ذلك سوى أن لهم بيتا هناك، وأين هناك؟ لا تدري ولا حتى أبنه عمها "لين".ِ

وفي المكان حيث الجدار يسد أفق السماء ونور شمسها تقع يوميا مواجهات بين قوات الإحتلال و شبان المخيم تنتهي بإطلاق جنود الإحتلال وابلا من قنابل الغاز بإتجاه بيوت المخيم، ومن بينها بيت نور و أبنه عمها "لين بنت سالم" كما عرفت على نفسها، وإحراق برج المراقبة العسكري بالمولوتوف الذي يرد به الشبان على الجنود.

ومخيم عايدة، كما غيره من مخيمات الضفة الغربية أنشأ من قبل وكالة الغوث في العام 1950 ليؤوي اللاجئين الذين هجروا من بلادهم في العام 1948، بشكل مؤقت، و أستمر ل66 عاما و لا يزال سكانه يحلمون بالعودة إلى بيوتهم.

يقول خالد الأزرق أحد سكانه أن المخيم الواقع في المنطقة الغربية بين بيت لحم وبيت جالا، على الناحية الغربية للطريق الرئيسي الخليل- القدس، ويضم لاجئي قرى غرب القدس العرقوب و التي تضم قرى "القبو، نتيف، راس أبو عمار، علار، بيت عطاب، زكريا، عجول،بيت جبرين، خربة اللوز، بيت نكوبا، و يبلغ عدد سكانه حاليا 4500 نسمه.

ويوضح الأزرق أن المخيم مر بعدة مراحل حيث تعرض لعدة هجمات من قبل قوات الإحتلال في العام 1967 وهجر جزء كبير من سكانه اللاجئين مرة أخرى إلى الأردن حيث يعيشون الأن في مخيمات الوحدات و اليرموك و مادبا.

وتحدث الأزرق عن وضع المخيم بعد بناء الجدار العازل و الذي طوق المخيم و قطع تواصله مع مدينة القدس المحتلة، و المواجهات اليومية التي تندلع في المخيم مع جنود البرج العسكري، واصفا أبناء المخيم بإنهم يملكون وعيا كبيرا بحقوقهم بالعودة وأن تواجدهم في المخيم مؤقت.

هذه المقاومة خلفت خلفها العشرات من الشهداء والجرحى و الأسرى في سجون الإحتلال، و من بين هؤلاء الأسرى كان خليل مسلم و المحكوم 20 مؤبدا على خلفية مشاركته في عمليات إستشهادية ومفاومة ضد الإحتلال قتل فيها 20 صهيونيا.

والد خليل، من بلدة علار البصل الواقعة ما بين القدس و بيت لحم خرج من بلدته وعمره 14 عاما، قال أن قريته خرجت بعد أخبار التي وصلتهم عن القتل و التنكيل بالنساء و الأطفال في القرى المحيطة و تحديدا دير ياسين.

بعد خروج أبو خليل من بلدته توجه و عائلته إلى قرية حوسان، و التي بقيت ضمن حدود الضفة الغربية، ومنها إلى جبع و منها إلى المخيم حيث منزله الآن، الذي يحلم أن يتركه عائدا إلى قريته الأصل.

ولا يزال أهالي المخيم، كما أبو خليل،  يعيشون على أمل العودة بوعي عالي و متقدم من الكبير حتى الصغير، ومنهم الحاجة جليلة مصطفى "75 عاما" و التي تزوجت و رزقت بأبنها ال11 في المخيم و23 حفيدا:" صحيح نحن نعيش في المخيم وأبنائي حولي و أستطعنا أن نبني لهم جميعا بيوتا حولي، إلا أنني أتمنى كل يوم لو أعود إلى المخيم، و أن تنتهي هذه الرحلة التي طال أمدها.

وتقول جليلة و هي من قرية القبو التي هجرت و دمرت بالكامل أيضا:" نحن هنا غرباء ورغم 66 عاما على خروجنا من أرضنا لم نندمج مع محيطنا، كيف يمكن أن ترتاح في أرض ليست تملكها، و أنت تعرف أيضا أن لك أخرى بكل ما فيها من خيرات".

مخيم عايدة


مخيم عايدة


مخيم عايدة


مخيم عايدة


مخيم عايدة


مخيم عايدة