Menu

الاحتلال يهود "جورة العناب" بمحاذاة سور القدس

قـــــاوم / القدس المحتلة / عمد الاحتلال الصهيوني إلى تهويد منطقة (جورة العناب) التاريخية بمحاذاة سور القدس المحتلة التاريخي من خلال استعمال أسلوب نوافير المياه المشغلة على خلفيات ضوئية ساحرة، وأصوات موسيقية هادئة، يدعي بأنها منطقة أثرية تعود إلى فترة الهيكل الثاني المزعوم.
ووصفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان صحفي ، هذا الأسلوب من الاحتلال بالخادع والمكار، مشيرة إلى أنه يستهدف منطقة بها شواهد التاريخ وروابط الانتماء لعروبة وإسلامية المدينة المقدسة.
وذكرت المؤسسة أن أحد طواقمها المختصة زار المنطقة ولاحظ أن الاحتلال قد عمد إلى تهويدها بالكامل عبر تحويلها إلى متنزه سياحي وجزء من الحديقة التلمودية التي تحيط بالقدس القديمة والمسجد الأقصى، ويسميها الاحتلال (حديقة طيدي) نسبة إلى رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة لعشرات السنين.
وتعد منابع المياه ومصادرها في القدس المحتلة قليلة، لذلك بنيت البرك والسدود والجسور المائية منذ قديم الزمان، وأشهرها بركة ماميلا، ومن ثم بركة السلطان سليمان القانوني من الجهة الغربية لأسوار القدس، قريباً من باب الخليل التاريخي.
وتسمى هذه المنطقة (جورة العناب) وبنيت في بركة مياه قديمة، لكن المماليك اهتموا بها كثيراً فبنوا بها جسرا ينقل المياه، وازدهرت المنطقة في عصر سليمان القانوني فزاد بها البناء وجعل عندها سبيلاً، وكانت البركة وما حولها مصدراً هاماً يسقي سكان القدس القديمة ويمد المسجد الأقصى ووافديه بماء الشرب والوضوء.
وتتحدث المنطقة الاسلامية العربية العريقة عن تاريخ إسلامي عربي عريق، وهي حاضنة القدس والمسجد الأقصى، تجمع عندها المسافرون أو مروا منها أو اجتمعوا يتناقلون البضائع وجعلوا جزءا منها سوقا للأغنام في بعض مواسم العام قبل أن تسقط بيد الاحتلال.
واقع التهويد
ليس بعيداً عن باب الخليل – أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة- من الجهة الغربية وباتجاه شارع الخليل- بيت لحم، وعبر درجات قليلة تدخل إلى مطلع منطقة (جورة العناب)، وهناك وعلى مساحة سبعة دونمات بنى الاحتلال حديقة عامة أطلق أسم "حديقة طيدي" عليها.
وبدلاً من أن ترى في المنطقة شجر التين والعنب، ترى مسالك حجرية ومسارات وأرصفة ومساحات واسعة من العشب الأخضر، وفي وسط ذلك يوجد قنوات مائية وبركة مياه صغيرة يتجمع حولها عدد من الاسر اليهودية .
وفي وسط الموقع نافورة مياه عملاقة هي عبارة عن أرض مستوية وضع فيها فتحات ومضخات مائية عددها 256 مضخة يلازمها 1500 مشعل ضوئي وصوت موسيقي تشغل أحياناً بالنهار وبالليل، وعند تشغيلها بعدد من الدورات المختلفة تكون نافورة مياه عملاقة تجذب كل ناظر لتنسيه أن الموقع بالحقيقة موقع إسلامي عريق.
وليس بعيدا عن هذه النافورة تجد بناء أثريا هو عبارة عن جزء من جسر مائي مملوكي، يدعي الاحتلال أنه بقايا بناء من فترة الهيكل الثاني المزعوم.
وفي الجهة المقابلة نحتت رسومات وصور تتحدث عن مراحل حياة "طيدي قولق" المعروف بمشاريعه الضخمة لتهويد القدس المحتلة، ومنها مشروع الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه ومشاريع الاستيطان وغيرها.
وفي منتهى (جورة العناب) حيث بركة السلطان سليمان القانوني (طولها 170 متراً، وعرضها 67 متراً وعمقها 10 أمتار)، حول الاحتلال الموقع بأكمله إلى قاعة مفتوحة كبيرة نصب فيها الكراسي والمنصات وينظم فيها خلال أيام السنة الحفلات الموسيقية الصاخبة والراقصة التي تنافي حضارة المكان الإسلامية والعربية.
وأكدت مؤسسة الأقصى بناء على المعطيات المذكورة، أن الاحتلال يُعمل أدواته في تهويد المواقع الاثرية الإسلامية والعربية في القدس بحيث يهدمها ويطمسها ويزيف الحقائق ويحولها الى حدائق تلمودية ومراقص ليلية.
لكن المؤسسة شددت بالرغم من كل ذلك، على أن القدس المحتلة ستظل إسلامية عربية "إذ لن تذعن يوماً ليد الجلاد الذي يحاول تهويدها وسلخها عن تاريخها وحضارتها".