Menu

"الأقصى" .. حين تتجرأ نساء الصهاينة على اقتحامه

قــاوم _ القدس المحتلة / تخرج يوما بعد يوم مؤسسات وجمعيات صهيونية نسائية وأخرى تابعة لحاخامات ومتطرفين لتعلن عن تنظيم الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك وسط صمت عربي مطبق، حتى كان آخرها تجرّؤ مجموعة أطلقت على نفسها "نساء من أجل الهيكل" ليسرحن ويدنسن المسجد وباحاته، وصوت استغاثته لم يخترق بعد حجرة مفاوض أو قصر زعيم.

أين رجاله؟

يخطط الاحتلال لمشاريع متنوعة أبرزها هيكلة مكانية لجعلها خالصة للمستوطنين بحجة تأدية طقوس دينية، بعد أن باشر بشكل غير مباشر بالتقسيم الزماني على وقع أنباء تحدثت عن طلب صهيوني من الأردن بالسماح للمغتصبين بأداء طقوسهم هناك.

ويقول مدير المسجد الأقصى المبارك ناجح بكيرات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن "الاحتلال أصبح يقوم بكل هذه المشاريع في وضح النهار ودون أي مبرر وحجة أو تغطية لذلك".

وأضاف إن ممارسات الاحتلال المتمثلة "بإقصاء الشخصيات والعاملين والمرابطين عن المسجد الأقصى المبارك ومنع دخول المواطنين للصلاة فيه وحرمان الوفود الطلابية والفلسطينية من التجوال فيه، مقابل تنظيم وحماية الاقتحامات المتكررة للمسجد والاعتداء على طلاب العلم والمدارس وحلقات الذكر والنساء كلها مؤشرات على أن مخططا للتقسيم بات قريبا".

وحذر بكيرات من أن "ما يعمد إليه الاحتلال هو المشروع الأخطر، الذي يراد أن يمرر على الفلسطينيين في قلب باحات المسجد الأقصى المبارك، وهو التقسيم الزماني والمكاني كي يتسنى لهم الدخول إلى المرحلة الأخيرة وهي بناء الهيكل المزعوم".

وناشد بكيرات "أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بأن يحموا المسجد من التهويد ومن الاقتحامات اليومية، وأن لا يكون المرابطون وأهالي القدس في الواجهة دون مساند لهم أو داعم، حيث أن تجرؤ نساء الصهاينة على استباحة كرامة الأمة له مدلول خطير".

الوقت ينفد:

ويفسر مراقبون هجمة الاحتلال العنصرية التي تستهدف المسجد الأقصى والأغوار والضفة الغربية بحالة الوهن والضعف التي أحدثتها المفاوضات الدائرة بين سلطة فتح والكيان، حيث استغلها الأخير لشرعنة وتغطية سياسة عنصرية بامتياز.

ويقول الكاتب جهاد حرب لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "التهويد الجاري في القدس سيكون مفتاح غضب فلسطيني لن يسكت أبدا، نظرا لحالة الفراغ السياسي واستفراد الاحتلال بكل أركان وزوايا الوطن والمقدسات، حتى التنكيل اليومي بحق الفلسطينيين، كله يعني أن خطرا محدقا بالقضية الفلسطينية وأن الوقت ينفد يوما بعد يوم وكل المجريات تتحكم بها قوات الاحتلال، ما يعني أن مرحلة مفاجئة تغير الأحداث إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حالة الضعف القائم في النسيج السياسي الفلسطيني على كل الصعد".

من جانب آخر يقول المحلل السياسي نشأت الأقطش لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن كل المجموعات المتطرفة تصب مصلحتها في المشروع العام وهو تقسيم المسجد الأقصى، في الوقت الذي لن يحرك فيه المفاوض الفلسطيني ساكنا نظرا لأن الحصار والقطيعة ستكون نصيبه من أي خروج عن المسار القائم حاليا، وبالتالي لا خيارات أمامه وهذا سيزيد من عمليات التهويد والبطش وتسريع التهويد".

ويتابع الأقطش أن ما يجري الآن هو قرار سياسي لتقسيم المسجد الأقصى والمفاوضات تستخدم للتغطية، وينتظرون فقط موافقة الحاخامات وتغيير الفتاوى السابقة التي منع فيها اليهود من دخول المسجد الأقصى المبارك.