Menu

حماية المقاومة في فلسطين .. بقلم : الأستاذ حسن ملاط

حماية المقاومة في فلسطين  بقلم : الأستاذ حسن ملاط عندما كانت في الصين ثورة تمكن جيش التحرير الشعبي بقيادة ماو تسي تونغ من تحرير كامل البر الصيني. وبعدما أعلن قيام جمهورية الصين الشعبية بقيت هونغ كونغ وتايوان خارج دولة الصين. تايوان دولة مستقلة باسم الصين الوطنية وهونغ كونغ تحظى بنوع من الحكم الذاتي بارتباط نظري بحكومة الصين الشعبية. وهل ستضم الصين تايوان إليها؟ هذا إذا أراد أهل تايوان الإنضمام إليها. فالصين قد تخلت عن منطق الثورة وأصبحت دولة. وحسابات الثورة لا تتطابق مع حسابات الحكومات والدول. الجيش الشعبي في الإتحاد السوفياتي السابق كان يملك قيادة مستقلة عن الجيش الرسمي للإنحاد السوفياتي مع العلم أن الجيش الرسمي والجيش الشعبي كانا يقاتلان الإحتلال النازي كل من منطقه واستراتيجياته. في فيتنام، كان الثوار يملكون قيادة خاصة بهم مستقلة عن قيادة فيتنام الديموقراطية (الشمالية)، علماً أن العدوان الأمريكي كان يقع على فيتنام الشمالية وعلى الشعب الفيتنامي في فيتنام الجنوبية. وبعد أن تمكنت المقاومة في الجنوب من طرد الغزاة الأمريكيين توحدت فيتنام مجدداً. الحكومة الوطنية في فرنسا كانت بقيادة الجنرال ديغول، ولكن المقاومة الوطنية في فرنسا كانت بقيادة الحزب الشيوعي الفرنسي. ولم تخضع المقاومة الوطنية الفرنسية لمنطق الحكومة الوطنية، علماً أن الإثنين كانا يقاتلان الإحتلال النازي وحكومة فيشي التابعة له. وبعد التحرير حلت المقاومة نفسها وخضعت لمنطق الدولة. في الأردن كان أهم سبب لهجمة الملك حسين على المقاومة هو عدم قبولها بالتنسيق مع حكومة الملك، لأن التنسيق يعني القضاء على المقاومة. نحن لا نهمل الأسباب الأخرى. جميع البلاد العربية التي قبلت المقاومة فيها التبعية للحكم المركزي، لم يكن فيها للمقاومة سوى وجود اسمي. ففي سوريا، كان هناك وجود لجميع الفصائل المقاومة، لكن لم يكن هناك مقاومة. الجولان محتل والمقاومة ممنوعة، لأن منطق المقاومة لا ينسجم مع منطق الحكومة مهما ادعت أنها ثورية. أما المقاومة الشعبية التي انطلقت في بلادنا في القرن العاشر والحادي عشر للميلاد، فلم تكن تتدخل في الخلافات الداخلية بين الزعماء السياسيين، إنما كانت تحمل السلاح ضد العدو الخارجي وخاصة الفرنجة. وكانت قيادتها شعبية لا تأتمر بأمر الحاكم. ماذا يريد أطراف 14 آذار من المقاومة؟ أن تضع سلاحها تحت إمرة الدولة. بصيغة أخرى يريدون القضاء على المقاومة. ولابد من الإشارة أن ما مكن المقاومة من الإنتصار على إسرائيل في 2000 وفي 2006 تمتعها بالإستقلال عن الحكومة اللبنانية. ونحن نصر على أن يكون للمقاومة كيانها الخاص طالما هناك إحتلال إسرائيلي. ماذا تفعل حكومة فياض مع المقاومين في الضفة الغربية؟ إنها تنسق مع إسرائيل وتعتقل المقاومين لصالح إسرائيل، علماً أن هذه الحكومة هي تحت ظل منظمة التحرير الفلسطينية. أما في غزة، فإذا كان هناك نية للقضاء على المقاومة لصالح الكيان الغزاوي، فالطريق الأسهل هو قبول المنظمات المقاومة للخضوع لإمرة الحكومة. فالتنافض الأول سوف يكون بين الحكومة وكتائب عزالدين القسام في حال إصرار هذه الكتائب على الإستمرار بالمقاومة. علينا جميعاً أن نعي أن منطق الثورة والمقاومة يتناقض مع منطق الحكومة والدولة. فلكل منهما منطقه الخاص. الحفاظ على المقاومة يتطلب أن تكون قيادتها مستقلة عن الحكومة، حتى وإن كانت حكومة حماس.