Menu
خلقت توازناً للرعب.. إانتفاضة الأقصى المباركة .. حقائق وأرقام

خلقت توازناً للرعب.. إانتفاضة الأقصى المباركة .. حقائق وأرقام

 قـاوم- غزة : في مثل هذا اليوم وقبل اثني عشر عاماً، فجر الشعب الفلسطيني "انتفاضة الأقصى" على إثر اقتحام رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون برفقة حراسه و(3000) جندي صهيوني باحات المسجد الأقصى المبارك. ففي 28 من سبتمبر من العام 2000 م، استفز أرئيل شارون وحراسه مشاعر المسلمين في المسجد الأقصى، فثار المصلون وحاولوا التصدي له، فما كان من جيش الاحتلال الصهيوني إلا أن "شمر عن ساعد الإجرام" وقام بقتل عدد من المصلين وإصابة العشرات. وعلى إثر الأحداث الدامية في المسجد الأقصى عمت مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة مسيرات غاضبة تطورت إلى مواجهات بالحجارة مع جنود الاحتلال، وبعد فترة وجيزة أخذت الانتفاضة طابعاً عسكرياً بحتاً. تميزت انتفاضة الأقصى مقارنة بسابقتها –الانتفاضة الأولى- بكثرة المواجهات المسلحة والعمليات الاستشهادية في قلب كيان الاحتلال الصهيوني.   شهداء وتدمير وارتقى خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن (4412) شهيد فلسطيني فيما جرح أكثر من (48322) مواطناً، وكان من بين الشهداء قادة فصائل المقاومة كالشهيد أحمد ياسين، والشهيد جمال أبو سمهدانة " أبوعطايا" ، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد أبو على مصطفى، وغيرهم الكثير من قادة الفصائل. وانتهجت القوات الصهيونية خلال الانتفاضة سياسة تدميرية بحق الشعب الفلسطيني، فعمدت إلى تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وهدم البيوت بالتجريف تارة وبالقصف تارات أخرى، فضلاً على عمليات الاجتياح الموسعة التي كانت تقوم بها في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع تصاعد انتفاضة الأقصى، أبدعت فصائل المقاومة في تطوير إمكانياتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني، فاخترعت ألوية الناصر صلاح الدين صاروخ (ناصر) وكتائب صاروخ (قسام)، وسرايا القدس بصاروخ (قدس)، ، وكتائب شهداء الأقصى بصاروخ (أقصى)، والجبهة الشعبية بصاروخ (صمود). خسائر فادحة أما خسائر العدو الصهيوني فكانت فادحة إذا ما قورنت بميزان القوى بين الجانبين، حيث لقي أكثر من (1096) صهيوني مصرعه بين جندي ومغتصب، فيما فاق عدد الجرحى (4500) جريح، وكما أعطبت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها ألوية الناصر صلاح الدين أكثر من (50) دبابة من نوع ميركافا – الأكثر تدريعاً في العالم- ودمرت عدد كبير من الجيبات العسكرية والمدرعات الصهيونية. أرعبت العمليات الاستشهادية في بادئ الأمر الصهاينة كثيراً، وخلقت توازناً للرعب رغم اختلاف الإمكانيات، ولكن بعد عملية السور الواقي التي اجتاحت القوات الصهيونية خلالها مدن الضفة الغربية، ومن ثم بناءها للجدار الفاصل بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام (1948م)، تراجعت العمليات الاستشهادية كثيراً وبدأت الصواريخ محلية الصنع تشق طريقها بثبات في دب الرعب بقلوب الصهاينة . وكان لانتفاضة الأقصى آثار سلبية على الكيان الصهيوني من أبرزها: انعدام الأمن في الشارع الصهيوني، وضرب السياحة، واغتيال وزير السياحة الصهيوني (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية، ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الصهيوني (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، إضافة إلى ضرب اقتصاد المغتصبات الصهيونية. تفاعل عربي ودولي وبالنظر إلى التفاعل العربي والإسلامي مع الانتفاضة، فعمت المظاهرات المؤيدة للانتفاضة معظم الدول العربية مما أحرج الأنظمة الحاكمة، فتداعت لقمة عربية طارئة بعد ما يقرب من شهر على اندلاع الانتفاضة، وخرجت القمة العربية ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، مع أنها أبدت دعماً كاملاً للانتفاضة. وبالمثل تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000م بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقماً على الكيان الصهيوني وناقداً لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الصهيوني . أطلقت جهات عربية عدة دعوات بمقاطعة البضائع الأميركية والصهيونية، وشهدت الحركة الفنية عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصى واحتلت الانتفاضة المساحة الأكبر في أغلب الفضائيات العربية. أما المجتمع الدولي، فخرج عن صمته قليلاً وأدان الاعتداءات الصهيونية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الصهيوني . ولكن رغم ذلك، عجز المجتمع الدولي عن إيقاف الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، واستمر الجيش الصهيوني بانتهاك القوانين الدولية بغير رادع. حطمت انتفاضة الأقصى المقولة التي ادعها الكيان الصهيوني طويلاً بأن جيشها "لا يقهر"، حيث تغلب العقل الفلسطيني والجسد المتفجر، والصاروخ على أعتا قوة احتلالية عرفها التاريخ. المصدر: فلسطين الآن بتصرف