Menu
تحقيق الجزيرة يثبت تقاعس السلطة في ملف عرفات

تحقيق الجزيرة يثبت تقاعس السلطة في ملف عرفات

  قاوم – قسم المتابعة :   أثبتت تحقيقات شبكة الجزيرة القطرية التي كشفت عن حقائق جديدة في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن تقاعس وتلكؤ كبيرين لدى السلطة الفلسطينية في القضية، وفق رأي محلليين.   ورأى هؤلاء أن تلكؤ السلطة سببه ضغوط خارجية، مؤكدين أن المطلوب الآن التحقيق مع اللجان التي شكلت للوصول إلى نتائج على مدار أكثر من ثمانية سنوات من أجل الوصول إلى أدوات تنفيذ الجريمة.   وكشف تحقيق الجزيرة الذي استمر تسعة أشهر العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس عرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق.   وأعلنت السلطة الفلسطينية رسميا في 11 نوفمبر 2004 وفاة عرفات، ورفضت الحكومة الفرنسية الكشف عن الملف الطبي بموجب "السرية الطبية"، وتركت الأمر لعائلته وحدها للكشف عن ذلك أو عدمه، وفق ما يقتضيه القانون الفرنسي.   إلا أن طبيبه الخاص أشرف الكردي الذي توفي قبل نحو ثلاثة أشهر طالب في اليوم الثاني لوفاته بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في وفاة عرفات، وبتشريح للجثة وتحليل عينات الأنسجة للتأكد من السبب الحقيقي للوفاة.   ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة أسعد أبو شرخ أن السلطة تعرضت لضغوط شديدة قادها للتلكؤ والتقاعس في هذه القضية، فهي كانت تعرف من قام بالعملية لكنها تريد أن تستمر .   وأضاف السلطة كان يجب عليها أن تذهب لجامعة الدول العربية لأن عرفات عضو فيها، ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتبني القضية بصفته نائب رئيسها، ومحكمة الجنايات الدولية، فالسلطة لم تقم بما يجب أن تقم به، لأنها كانت تخضع لضغوط وابتزاز وكانت تعرف من قام بذلك".   وشدد على ضرورة التحرك فلسطينياً لمعرفة كيف وصل سم البولونيوم إلى ملابس عرفات، "علينا أن نحقق مَن مٍن الفلسطينيين كان مسئول عن الأكل والملابس لعرفات حتى نكتشف من تعاون مع الموساد، فالأداة قطعاً فلسطينية".   ودعا السلطة لإعلان فشل عملية التسوية ومحاكمة القادة الصهيونية وتقول إنهم مجرمي حرب ولا يبحثون على السلام، لأنهم اغتالوا عرفات صاحب مشروع السلام.   وأكد أن أطرافاً عربية وفلسطينية كانت تريد التخلص من ياسر عرفات.   وبعد وفاته بنحو أسبوع، نفت الحكومة الفرنسية أن تكون الوفاة بسبب السم، وأعلنت السلطة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات وفاته.   وفي أكتوبر 2005 أعلن نبيل شعث نائب رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك أن لجنة التحقيق الوزارية الفلسطينية لم تستطع التوصل إلى نتائج حاسمة في سبب وفاة عرفات.   وعاد ابن شقيقة عرفات ناصر القدوة في عام 2009 ليعلن تشكيل لجنة تحقيق جديدة، وقال إن مجلس أمناء إدارة مؤسسة ياسر عرفات -التي يرأسها- قرر في اجتماع عقده بالقاهرة إعادة التحقيق في الظروف الغامضة للوفاة.