Menu
الأسير عباس السيد يتحدث عن نجاح الإضراب وفرحة المعزولين

الأسير عباس السيد يتحدث عن نجاح الإضراب وفرحة المعزولين

  قاوم – قسم المتابعة :   استبشر الأسير عباس السيد خيرًا عندما سمع السجان الصهيوني في سجن هدريم يردد اسمه مع باقي الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج لزيارة عائلاتهم، و التي بدت عادية للجميع ولكنها استثنائية بالنسبة له، حيث لم يسمح بزيارة زوجته وطفليه منذ عامين على الأقل، حيث ألقي في العزل الانفرادي.   ويقضي عباس السيد (44 عامًا) من طولكرم وهو أحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة، حكمًا بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 100عام وقد منع من زيارة أي من أفراد عائلته منذ عزله في 26/8/2010.   وتقدم السيد صفوف فوج الأسرى في الطريق لغرفة الزيارة ترتسم على وجهه ابتسامة فرح، يقول " وكأنها فرحة الذاهب نحو الحرية".   ويضيف السيد في لقائه بمحامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق:" في لحظات الموت البطيء في مقابر الاحياء لم يكن ألمنا العزل والنفي والعقوبات وإنما الحنين والشوق للأهل وغياب الأحبة وخاصة الصغار، فذكرياتهم كانت سر الصبر والصمود والتمسك بالأمل".   ويقول السيد إن "معركة الكرامة والحرية حققت أولى معالم النصر بخروجنا من العزل والآن تكتمل لوحة الانتصار برؤية وزيارة من وهبناهم حياتنا لحريتهم ".   وخلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا للاسير عباس السيد في سجن هداريم بعد يوم واحد من اول لقاء جمعه مع طفله عبد الله، قال إنها :" كانت زيارة تاريخية بالنسبة لي بكل معنى الكلمة فقد انقطعت عن الزيارات قسرا وحرمت من أسرتي لأكثر من عامين فعقاب النفي الجسدي بعد الحكم القاسي لم يكن كافيا واستخدموا المنع الامني لمعاقبتي وأبنائي".   ويضيف " كنت أتمنى بعد كسر قرار العزل أن لا تتكرر على مسامعنا مرة أخرى عبارة عن المنع الأمني وان تنتهي تلك الجملة للأبد وكان فرحي بصدور أول تصريح لصغيري عبد الله".   وتقول المحامية دقماق:" في كل كلمة رددها السيد خلال اللقاء عبر فيها عن مدى فرحته وتأثره الكبير برؤية طفله.   وتابع يقول " لم اصدق أنني سأراه حتى دخلت غرفة الزيارة وشاهدت حبيب قلبي وروحي عبد الله الذي كنت أشاهده مع والدته وشقيقته في الاعتصامات والمسيرات التضامنية معنا وقلبي يتقطع لأنه لا يعيش طفولته كباقي الأطفال فالسجن والسجان سلباه كل معاني الطفولة وأفراحه وهو يعيش الم اعتقالي وحرمانه من زيارتي ".   ويقول السيد "شاهدته ينتصب شامخا في غرفة الزيارة .. جاءني عبد الله وقد بلغ من العمر 12 عاما ونصف وكان العامان الآخران مهمين جدا من حيث نموه العقلي والجسدي والتغيرات الحاصلة في بناء شخصيته فقد تركته طفلا وأصبح الآن على أعتاب الرجولة ناضجا واعيا لما يدور حوله".   ويضيف السيد "شعرت بفخر واعتزاز لان تربية الزوجة الوفية الصابرة أثمرت وصقلته وجعلت منه رجلا قبل أوانه، وتمنيت أن تتوقف عقارب الساعة حتى لا تنتهي الزيارة لأعيش مع طفلي اجل لحظات العمر رغم القيود والزجاج الذي فصلني وفرحت وهو يتحدث كالرجل في الزيارة القصيرة وحدثته عن الكثير من المواضيع عن العزل والإضراب والاعتداء الذي تعرضت له والظروف الجديدة".   ويكمل "مع توجهيات أبويه تناسب سنه بلغته سلامي للجميع، وحدثني عن أمه وأخته والعائلة وعن متابعته لكرة القدم وفريقه المفضل ريال مدريد والأخبار الرياضية وعن التفاعلات أيام الإضراب والنشاطات التي قام بها وعن دراسته واهتماماته".   وقال السيد "تخللت زيارة طفلي مشاعر فياضة بطريقة استثنائية بسبب الانقطاع الطويل وحرمان العزل ، فالمعزول لا ينعزل عن عائلته فقط وإنما عن كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم".   ووجه السيد رسالة شكر لكل من ساهم في إخراج الأسرى من العزل على كافة المستويات وفي مقدمتهم الأسرى الذين جعلوا العزل كأحد العناوين المهمة للإضراب.   وأضاف ورغم فرحنا فإننا نعيش الم وحزن لاستمرار عزل الأسيرين ضرار ابو سيسي وعوض الصعيدي، مؤكدا على ضرورة استكمال العمل على إخراجهم من العزل وبالذات من قبل الوسيط المصري.   وخاص عباس السيد الحركة الأسيرة معركة الأمعاء الخاوية رغم العقوبات والضغوطات التي تعرض لها.   وقال إنه ورغم كل الظروف المأساوية لم نفقد الأمل يوما في كسر القيود والعزل لذلك تمسكنا بمطالبنا حتى كرمنا الله بالنصر ونجاح الإضراب.   وأضاف أن :" اجمل لحظات فرحي عندما وصلت سجن هدريم والاستقبال الحار من الإخوة الأسرى عزز من مشاعر القوة والتحدي والفرح حتى نسينا كل أيام العذاب رغم ان سجن هدريم لم يخض الإضراب بشكل جماعي الا ان الجميع عندما رأونا بينهم تحدثوا عن نجاح الإضراب خاصة مع خروج المعزولين".