Menu
تقرير : حزام صهيوني أمني غير معلن يهدد مزارعي قطاع غزة

تقرير : حزام صهيوني أمني غير معلن يهدد مزارعي قطاع غزة

قــــاوم- قسم المتابعة : مع اقتراب الموسم، الذي يحل أواخر الشهر المقبل، تطرح علامات استفهام كثيرة حول مستقبل حصاد محصول القمح والشعير في قطاع غزة.  فنظرا لعمليات إطلاق النار التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني على هذه المنطقة التي تضم أكبر رقعة من الأراضي الزراعية في القطاع، فإن ثمة شكوكا قوية لدى المزارعين الفلسطينيين حول قدرتهم على حصد محصول هذا العام بشكل طبيعي. إسماعيل بليمي، أحد المزارعين الذين يملكون أراضي زراعية في المنطقة، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن عمليات إطلاق النار المتقطعة التي يقوم بها جنود الاحتلال المتمركزون على أبراج المراقبة المنتشرة على طول الحدود على الأراضي الزراعية، تجعل من المستحيل على المزارعين المخاطرة بتفقد محاصيلهم.  وأشار إسماعيل إلى أن جنود الاحتلال الذين يعتلون أبراج المراقبة، يعون تماما بأن كل من يتحرك في المنطقة هو من المزارعين، لذا فهم يقومون بإطلاق النار في محيطهم، وليس بقصد القتل. ويستدرك قائلا: «ومع ذلك، فإنه ليس من السهل على الإنسان التحرك في المنطقة في ظل عمليات إطلاق النار العشوائية».  وما يزيد من القلق والترقب لدى المزارعين، هو حقيقة أن موسم هذا العام، من أكثر المواسم في تاريخ قطاع غزة إنتاجا بفضل مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة على مدى فترات طويلة. ويقول المزارعون إنه حتى عندما تخدمهم تضاريس المناطق الزراعية وتحول دون تمكن جنود الاحتلال من رصد حركتهم، فإن جيش الاحتلال يستعين بطائرات من دون طيار لرصد تحركاتهم، وإبلاغ الجنود الذين يعتلون أبراج المراقبة بها، وبالتالي إطلاق النار في محيطهم. لكن المزارعين الفلسطينيين وبتشجيع من نشطاء السلام الأجانب ومنظمات مكافحة الاستيطان، يعكفون على خطة لتحدي الاحتلال، عبر التوجه بشكل جماعي للمناطق الزراعية بعد إبلاغ الصليب الأحمر والمنظمات الدولية العاملة في القطاع ومباشرة حصد المحصول. لقد تم استخدام هذه الطريقة العام الماضي ونجحت في إنقاذ الموسم.  ويذكر أن جيش الاحتلال كان حذر الفلسطينيين، في قطاع غزة، من الاقتراب لمسافة 300 متر من الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق النار على كل من يقترب في المنطقة. وقد اعتبرت هذه الخطوة تكريسا عمليا لمنطقة حزام أمني غير معلن في قلب قطاع غزة. من ناحية ثانية، ذكر مصدر أمني مطلع أنه إلى جانب عمليات إطلاق النار، فإن سلطات الاحتلال تقوم بعمليات اقتحام لمناطق التماس وصل عددها منذ مطلع العام الحالي إلى 30 عملية .