Menu
الشيخ الشهيد زهير القيسي.. مدرسة جهادية وإيمانية

الشيخ الشهيد زهير القيسي.. مدرسة جهادية وإيمانية

 قــــاوم – وكالات:   في كل عدوان يتعمد الاحتلال اغتيال القيادات للنيل من المقاومة وإضعاف عزيمتها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الاحتلال؛ فدائما تتوحد المقاومة في الميدان وتضرب العدو في عقر داره لتثير ذعره.   وكان لألوية الناصر نصيب الأسد في اغتيال قياداتها؛ فقد ارتقى شهيدا (الجمعة) أمينها الشيخ المجاهد زهير القيسي " أبو إبراهيم " ليلتحق بركب القادة الشهداء إلى الجنان حين نفذت طائرات الاحتلال غارة على سيارته خلال وجوده في منطقة (تل الإسلام) برفقة القيادي المبعد محمود حنني.   لا عدوان دون رد   وفي سياق متصل قال أبو عطايا -الناطق العسكري باسم ألوية الناصر القيادي- لـ"الرسالة نت": "العدو الصهيوني يعرف مدى قوة ألوية الناصر من عمليات تنفذها، ولا يروق له ردنا على جرائمه"، متابعا: "مبدأنا منذ انطلاقتنا: لا عدوان دون رد".   وأضاف: "الاحتلال الصهيوني لا يريد لألوية الناصر التطور لذا فهو يستهدف قياداتنا وهذا لن يحدث؛ فنحن باغتيال القيادات نزداد قوة".   وعن الفراغ الذي تركه الشيخ المجاهد زهير القيسي " أبو إبراهيم " أجاب الناطق العسكري: "رحل جسدا لكننا سنسير على خطاه، إذ اخترنا أمينا عاما جديدا لكننا لن نعلن عنه لتفويت الفرصة على الاحتلال من أجل تجنب اغتياله".   وعن علاقة أبي عطايا بالقيسي روى لنا بعدما قطع حديثنا صوت صاروخ هز منطقة الشاطئ قائلا: "شيخنا القيسي ذو أخلاق سامية وابتسامته لا تفارق وجهه، وكذلك علاقته بالمجاهدين واسعة كونه الأمين العام؛ فقد كنا نسمع لمشورته ويزورنا وينصحنا ويأخذ المشورة أيضا"، موضحا أن خبر استشهاد قائدهم كان له بالغ الأثر في نفوسهم وذلك لحبهم الشديد له، "لكن في الوقت نفسه فاستشهاده زادنا قوة وإصرار في المضي نحو طريق الجهاد"، لافتا إلى أن الشهيد كان يزرع فيهم حب المقاومة ويؤكد لهم أنها -المقاومة- منهج سيستمر وليست متمثلة بأشخاص.   يشار إلى أن الاحتلال (الصهيوني) يتعمد اغتيال القيادات؛ ففي شهر أغسطس من العام الماضي استهدفت طائرات الاحتلال الأمين العام لألوية الناصر كمال النيرب والقائد العسكري عماد حماد، وقبلهما ارتقى شهيدا الأمين العام المؤسس جمال أبو سمهدانة.   وعن الاستهداف المقصود أكد أبو عطايا أن الضربات تزيد من معنوياتهم؛ لذا فخياراتهم كثيرة، مبينا أنها ستؤلم العدو في المرحلة المقبلة، ولافتا إلى أنهم أطلقوا أكثر من 50 صاروخا وقذائف هاون.   وأشار إلى أنه وبعد تهديد سلطات الاحتلال بمواصلة العدوان فإن المقاومة لن تتراجع، "وستتوحد في الميدان لمواجهة العدوان".   الانتفاضة الأولى   وكان للسياسي والكاتب د. عبد العزيز الشقاقي وقفة في وصف مناقب الشهيد القيسي فقال في مقاله: "هو الرجل الهادئ الصامت.. ما إن تراه حتى تشعر بفيض من الإيمان ينطلق من وجه بابتسامته الهادئة الجميلة وبقلبه الرقيق المؤمن"، مضيفا: "كان دائم البحث من بين أنقاض التنظيمات العاجزة عن أفق أرحب لنيل الشهادة".   وأضاف الشقاقي: "لم يكن القيسي حريصا على الزعامة؛ فبعد اغتيال الشهيد أبو عطايا الأمين العام السابق للمقاومة وبعد اغتيال أبو عوض النيرب وجد أن إخوانه يحملونه هذه المسؤولية".   ووفق الشقاقي فإن القيسي يعتبر مدرسة إيمانية وجهادية تضم شباب المقاومة، "فكان يربيهم على أن التغيير لن يأتي إلا إذا غيرنا نحن ما بأنفسنا"، مشيرا إلى أنه دعاه قبل شهرين لحضور ورشة عمل حول المصالحة الفلسطينية لهيئة الوفاق الفلسطيني، "فجلس في صف خلفي وأصر على الجلوس هناك بكل تواضع ولم يزاحم أيا من قادة الفصائل إلا في المزيد من المقاومة".   ويروي الكاتب أن القيسي قبل أن يكمل العشرين ربيعا كان يتردد عليه ليعطيه الكتب ويناقشه في قضايا العمل الوطني في الانتفاضة الأولى، "وقد عمل مع المجموعات الأولى (رفيق السالمي)".   يذكر أن شهيدنا القيسي تخرج وعمل مدرسا في مدارس (الأونروا) لكن المقاومة كانت تشتعل في دمه وتطلب منه مزيدا من الوقت، لذا اضطر للاستقالة من عمله مضحيا بوظيفة ممتازة من أجل الدفاع عن وطنه.