Menu
جبل عرفة يجمع المحرر محمود أبو سرية بوالدته وشقيقه

جبل عرفة يجمع المحرر محمود أبو سرية بوالدته وشقيقه

قـــاوم – وكالات :   كثيرة هي المواقف التي جمعت الأسرى المحررين بذويهم، وعظيمة هي القصص التي رويت عن لقاء لمفرج عنه إلى أرض غزة، أو لقاء لأسير مع ذويه في بيته وبين أهله وعشيرته، ولكن مشهدًا مختلفا للقاء من نوع خاص شهده وقوف الحجيج يوم عرفة أمس جمع الأسير المحرر محمود أبو سرية من مخيم جنين بوالدته وشقيقه محمد أبكى العيون في يوم من أيام الله.   يقول أحمد شقيق المحرر إلى غزة لم تستطع والدتي أن تذهب إلى غزة من أجل لقاء محمود يوم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى، فقد كانت تجهز نفسها وشقيقي لمغادرة جنين في نفس اليوم مع قوافل الحجاج إلى الديار  الحجازية".   ويضيف "توافق يوم الإفراج عنه مع يوم نفير حجاج جنين أجل اللقاء الذي انتظرناه لسبعة عشرة عاما بعد أن تفاجأنا باسم محمود مدرجا في صفقة التبادل وحققت لنا المقاومة هذا الحلم الجميل".   مفاجأة تتلو مفاجأة   وتابع "لكن إرادة الله التي منعت والدتي من التوجه لغزة للقاء أخي محمود كانت تهيئ الأمور للقاء أجمل، حيث كانت الفرحة الثانية حين أعلن عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين للأسرى المحررين في الصفقة، فاتصل بنا محمود من غزة ليؤكد لنا خروجه للحج ولقاء والدتي في الديار الحجازية".   ويستطرد "حين اتصلنا بوالدتي في مكة وأخبرناها بأنها سوف ترى محمود في الحج لم تصدق وشعرت أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعائها في ظهر الغيب ولم يخيب رجاءها في الأيام الحرم".   ويقول المحرر أبو سرية إن خبر مكرمة الحج كان مفاجأة أخرى له لم يتوقعها وجعلت الفرحة عنده فرحتين، فرحة بأداء فريضة الحج وتقديم الشكر لله تعالى على منة الإفراج، وفرحة بلقاء الأهل وهو لقاء غير متوقع.   ويضيف "لم أتوقع أن يكون سيناريو لقائي بأهلي بهذه الصورة، إنه حلم، فقد كنت أرسم صورا أخرى للقاء، ولكن لم يخطر ببالي أن يمن الله علي بعظمة هذا اللقاء".   ويؤكد أن تخوفات لديه ظلت حتى اللحظة الأخيرة أن تخرج عراقيل وتعطل ذهابه للحج، ولم يطمئن إلا عندما صعد إلى سلم الطائرة "فتنفس جميع الأهل الصعداء وجاء الخبر لوالدتي وهي واقفة بجبل عرفة أنني في الطريق إليها".   قدرة الله   ويعتقد أبو سرية أن الله سبحانه وتعالى الذي من عليه بالإفراج وقد كان محكوما بالسجن المؤبد، وأخرجه من غزة للقاء والدته في الديار الحجازية قادر على أن يعيده إلى بيته في مخيم جنين بعز عزيز أو بذل ذليل.   ويصف الأيام التي سيقضيها ووالدته وشقيقه في مكة والمدينة المنورة بأنها أيام شكر وتضرع لله تعالى أن يفرج كرب باقي الأسرى ويدخل الفرحة إلى قلوبهم كما أدخلها إلى قلوب عائلة أبو سرية.   أما والدة محمود والتي تقضي أول عيد لها مع ابنها المحرر منذ 17 عاما في ظلال منى بعد أن نفروا سوية من عرفات الذين وصله محمود أمس فلا تصدق ما يجري حولها، وتقول إن الله أكرمهم وطوى صفحة الحزن والآلام لديهم.   وتضيف "لا أستطيع أن أصف لحظات لقائي بمحمود، إنها أكبر من كل المشاعر وأكبر من أي وصف، إنها فرحة حقيقية وعيد حقيقي في أقدس مكان على وجه الأرض، اللهم أعنا على شكرك وفرج كرب كل الأسرى".   حجاج فلسطين احتفلوا يوم أمس بهذا اللقاء الكبير الذي اهتزت له مشاعر الجميع وأبكاهم هذا المشهد الذي يحكي حكاية أسرة فلسطينية قدمت في سبيل حرية شعبها الكثير.   يذكر أن المحرر محمود أبو سرية ( 35 عاما)  اعتقل في 4-1-1996 بعد أن نفذ عملية قتل ضابط صهيوني في معسكر دوتان قرب جنين وحكم بالسجن مدى الحياة.